لطالما كانت بيروت مطبعة الشرق ومنارة الإعلام العربي وعاصمة الثقافة ومستشفى الشرق الاوسط وجامعة الشرق الاوسط. في هذه البيروت لم يستطع “بقايا” عناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي تمييز المواطن اللبناني الصحافي عمر حرقوص الذي قاتل الاحتلال الاسرائيلي للبنان، فقامت عناصره بالاعتداء بالضرب على الزميل اللبناني عمر ابراهيم حرقوص، بعد ان نعتته باليهودي.
وفي قراءة سياقية لتصرفات الحزب المعتدي، نجد ان التعرض للزميل حرقوص لا يخرج عن ممارسات الحزب المذكور وجماعة “شكرا سوريا” في لبنان ممن لا تتسع صدورهم للرأي الآخر. فالحزب، وفي تاريخ لم ينقض عليه الزمن، وقف عناصره بكامل عدتهم، يحرقون تلفزيون المستقبل، مزهويين الانتصار على اعداء لبنان من تيار المستقبل، وكمّ هذا الصوت،الذي وان كنا لا نتفق معه في كل ما يقوله، نربأ بأنفسنا ان نقارعه بغير الحجة والكلمة.
انهم يعملون على طمس هوية التعدد والحرية والديمقراطية والاعلام لطمس تلك الهوية التي ميزت بيروت عن سواها من عواصم العرب.
لا مجال سوى لاستنكار هذا الاعتداء الذي يشكل مقدمة لآتي الايام في حال حسمت قوى الثامن من آذار و”شكرا سوريا” نتائج الانتخابات النيابية لصالحها. فسوف نشهد الكثير من تأنيب العماد عون للصحافيين وربما نزع صفتهم المهنية. فمن يشتم اعلاميتً على الهواء لن يتورع، اذا ما قيض له، ان يمنعه من ممارسة مهنته. ومن يحرق تلفزيوناُ لن يتوانى عن إقفاله. ومن يسبغ صفة الالوهة والقداسةعلى سلاحه وحروبه، وان كان إدعى حضارية الموقف والسلوك، لن يحتمل ابدا موقفا مختلفا.
من هو هذا اليهودي عمر حرقوص؟
من مواليد 11/1/1969 أنصار جنوب لبنان.
متأهل من دارين العمري.
يعمل صحافياً في جريدة “المستقبل”، ومعد تقارير في تلفزيون “أخبار المستقبل”.
أصدر حرقوص منشورات ومطبوعات عدة من بينها “نشرة الغد” مع طلاب من انحاء لبنان كافة ممن تصدوا للهيمنة السورية على لبنان كما شارك في نشاطات وتظاهرات واعتصامات طالبت بخروج الجيش السوري من لبنان منذ العام 1996.
اعتقل على يد عناصر من “حركة أمل” بسبب انتمائه الشيوعي وعمله في جبهة المقاومة.
وأوقف لدى الأجهزة الأمنية لإصداره ملصقات ضد رئيس الجمهورية السابق إميل لحود في العام 2005، وأخضع لمحاكمة انتهت بمنع المحاكمة عنه.
ساهم بتأسيس حركة اليسار الديموقراطي الى جانب النائب الياس عطاالله والصحافي المغدور سمير قصير وسواهما.
تم فصله من الحزب الشيوعي اللبناني مع عدد من زملائه بسبب مواقفهم الاستقلالية. وساهم في النضال خلال انتفاضة “14 آذار” الاستقلالية وكان من أبرز قيادييها الشبان.
richacamal@hotmail.com