أنباء قبول إستقالة الأمين العام لمجلس الأمن الوطني، السيّد علي لاريجاني، تُعتَبَر بين أهم الأحداث في الوضع الراهن لإيران.
فالسيد لاريجاني، الذي كان عضواً في المجلس أثناء رئاسة الدكتور روحاني له، والذي اتخذ في الماضي موقفاً نقدياً من مسار المفاوضات النووية، وأدلى بتعليق تاريخي في ذلك الحين مفاده أننا “أعطينا جوهرة وحصلنا على قطعة شوكولاته مقابلها”، لم يعد يشعر أنه قادر على مواصلة عمله. إن الموقف النقدي الذي اتّخذه في الماضي جعل منه أميناً عاماً قوياً للمجلس الأعلى للأمن الوطني بعد وصول الحكومة التاسعة إلى السلطة. وقد حصل على هذا الموقع، وشرع بميادراته الخاصة، وظلّ في هذا الموقع وواصل مفاوضاته الواقعية رغم الخلافات في وجهات النظر التي كانت موجودة بينه وبين السيّد أحمدي نجاد، والتي خرج بعضها إلى العلن. وقد نشرت وسائل الإعلام في إيران وخارج بعض وجهات النظر المتعارضة لهاتين الشخصيتين.
وبيدو، الآن، أن السيد لاريجاني بات يشعر بأنه لم يحصل سواءً على جوهرة أو على قطعة شوكولاته. وبسبب السياسة المتّبعة الآن، فلن تقتصر النتائج على أننا لن نحصل حتى على قطعة شوكولاته، بل وسيعيش الناس البسطاء حياة أصعب.
من جهة أخرى، فحينما يعلن السيّد أحمدي نجاد أن قضية الملفّ النووي قد أقفلت (وهي ليست كذلك في نظر العالم)، فإن أية إجراءات يتّخذها المفاوض تصبح بدون جدوى طبعاً. فقد كان على لاريجاني أن يحضّر نفسه للتفاوض في حين قال الرئيس أن القضية انتهت، وطبيعي أنه من العبث الكلام عن موضوع منتهي. إن هذا التغيير الذي يعني طبعاً إتحاذ موقف غير مسؤول تجاه المطالب الدولية، يمثّل خبراً بالغ الأهمية والخطورة بالنسبة لإيران.
فحينما يشعر السيّد لاريجاني الذي كان يحمل وجهة نظر سياسية متطرّفة تحت عنوان “الجوهرة أو قطعة الشوكولاته” أن عليه أن يستقيل، فسيفسّر العالم ذلك على نحو مريرٍ وخطر. ونحن نتحدث عن عالم نعرف جميعاً أنه يبحث عن ذرائع، وأنه يرغب في ضحيّة جديدة في المنطقة إسمها إيران.
* النائب السابق لرئيس جمهورية إيران للشؤون البرلمانية والقانونية
http://www.webneveshteha.com/