إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
منذ عدة أيام كانت زوجتي بجواري وفَتحَت رسالة صوتية جاءتها على تليفونها الموبايل. كان هناك شخص يقول أن اليهود سوف يقومون باقتحام المسجد الأقصى باستخدام بقرة حمراء تم تهجينها باستخدام الهندسة الوراثية في ولاية تكساس في امريكا لكي تصبح بقرة حمراء من رأسها إلى أخمص أقدامها (حلوة “أخمص” دي، رغم إني لا أعرف معنى كلمة”أخمص”). حتى رموشها وأظافرها يجب أن تكون حمراء. وهذه البقرة سوف تقتحم المسجد الأقصى بصحبة عدد كبير جدا من اليهود المتطرفين يوم 10 أبريل عام 2024 (سوف يصادف أول أيام عيد الفطر للمسلمين)، وسوف يتم ذبح هذه البقرة داخل ساحة المسجد الأقصى لتطهير عدد من اليهود الذين سوف يهدمون المسجد الأقصى ويعيدون بناء هيكل سليمان الذي سوف يستقبل ملك اليهود “المخلص“. المهم عندما سمعت مقتطفات من هذا الهراء قلت لزوجتي: “إيه الكلام الفاضي ده؟ اليهود لو عاوزين يدخلوا المسجد الأقصى لهدمه سوف يدخلونه بالمدرعات وليس بالبقر“.
المهم أن زوجتي أوقفت الفيديو أمامي (ولكني متأكد أنها إستكملت الإستماع لباقي الفيديو بعد إنصرافي) لأنه يشبه مسلسلات رمضان.
ثم فوجئت بأكثر من صديق وقريب يرسل لي فيديوهات عن البقرة الحمراء، ما أثار فضولي. فقمت بالبحث في الأنترنت ووجدت عشرات من المقالات والفيديوهات التي تتكلم عن موضوع البقرة الحمراء.
يمكنك قراءة مثل هذا الكلام عن البقرة الحمراء في موقع الويكيبيديا:
البقرة الحمراء – ويكيبيديا (wikipedia.org)
ومن ضمنها أيضا فيديو للداعية الإسلامي الإستاذ الدكتور راغب السرجاني (إستاذ جراحة المسالك البولية في كلية الطب بجامعة القاهرة)، الذي أفاد بأن أقتحام المسجد الأقصى كان مقررا له أكتوبر لعام 2023 ولكن جاءت عملية حماس “طوفان الأقصى” أساساً بهدف إفشال عملية “إقتحام الأقصى” بواسطة المتطرفين اليهود ويمكنك مشاهدة الفيديو الخاص بالدكتور السرجاني على هذا الرابط:
البقرة الحمراء وبناء الهيكل – Google Search
ولما رأيت هذا الكم من المعلومات عن البقرة الحمراء قررت البحث في ولاية تكساس وقررت الذهاب إلى مدينة “هيرفورد” بولاية تكساس التي تعتبر عاصمة اللحوم في العالم (بمعنى آخر عاصمة البقر في العالم) (رغم أني أعرف عواصم عربية كثيرة تليق بلقب عاصمة البقر في العالم أكثر من مدينة هيرفورد).
المهم أني أخذت أسأل أولاد الحلال، وحتى أولاد الحرام، عن أهم مكان يمكن أن أجد فيه بقرة حمراء. وأجمع الكل على وصف مزرعة بقر كبيرة بالقرب من المعبد اليهودي في مدينة “هيرفورد“. وهناك سألت الحاخام اليهودي الذي تصادف وجوده قريبا من مزرعة البقر عائدا لبيته بعد صلاة يوم السبت، وقلت له أن سبب وجودي هو محاولة رؤية سلالة البقرة الحمراء التي تم تعديل صفاتها الوراثية لكي تتفق من البقرة الحمراء والتي تم وصفها في الكتاب المقدس. فإبتسم، ثم أتصل بصاحب المزرعة من تليفونه الموبايل، ورتّب لي موعدا في اليوم التالي لزيارة المزرعة. وبالفعل ذهبت وقابلت صاحب المزرعة مستر ويليام سميث وهو أمريكي راعي بقر تكساسي أصيل يرتدي قبعة راعي البقر الشهيرة كما رأيتها في أفلام رعاة البقر الأمريكية وكان يعتلي حصانه الأحمر!! وكان الرجل لطيفا وكان يعرف عن البقرة الحمراء وقال لي بأن هناك عدداً من البقر تم تعديل صفاتها الوراثية بناء على طلب زبون ورفض أخباري عن شخصية هذا الزبون. فطلبت منه أن يأخذني إلى بقرة من التي تم تعديل صفاتها الوراثية، وبالفعل أخذني هناك، وطلبت منه أن يتركني وحدي مع بقرة بدت لي وحيدة ولطيفة، وتركني الرجل، وباٍستخدام أحدث تطبيق لاستخدام الذكاء الصناعي لترجمة لغة البقر تم هذا الحوار بيني وبين تلك البقرة:
– هاي… أعرفك بنفسي أنا سامي البحيري، مهندس وأحيانا أكتب، وأريد أجراء حوار معك لنشره في الإنترنت
– أهلا با شمهندس سامي، أنا أسمي ديزي على أسم أمي التي تم شحنها إلى إسرائيل منذ عدة سنوات
– أهلا ديزي أسم جميل، سمعتي عن موضوع البقرة الحمراء؟
– آه طبعا… كل البقر في المزرعة بيتكلم عن البقرة الحمراء
– كمان كل البقر خارج المزرعة وحول العالم بيتكلموا عن البقرة الحمراء
– أنا مش فاهمة ليه، لكن بيقولوا إن ذبح بقرة حمراء في القدس سوف يساعد في عودة “المخِلص” للبشر
– ده صحيح، ناس كثير وبعض البقر برضه بيصدقوا الكلام ده
– طيب أنا مالي ومال مخلص البشر، طيب ليه ما فيش مخلص للبقر، بقالنا آلاف السنين والبشر بيدبحونا وياكلوا لحمنا، وما فيش أي مخلص للبقر، مع أننا لو اتحدنا وبقوتنا ممكن ناكل البشر كلهم
(خفت من نظرتها العدوانية وابتعدت عنها قليلا)
– أيوه يا ديزي، بس أنتم البقر تاكلوا حشائش فقط، يعني أنتم نباتيين
– ده كان زمان، دلوقتي زي ما أنتم عندكم جيل جديد من الشباب أصبح نباتي ويرفض أكل اللحوم، أحنا كمان فيه أتجاه جديد عند شباب البقر بالتوقف عن أكل الحشائش والتحول عن الرجيم النباتي. وبدأنا نفكر جديا في أكل لحوم البشر، مش يمكن يطلع طعم لحم البشر أحلى من الحشائش، وأكثر صحة؟
(وابعتدت عنها أكثر وبدأت في تغيير الموضوع)
– إنتي عارفة مين البقر الأحمر إللي راح إسرائيل سنة 2022؟
– آه كانوا خمس بقرات من ضمنهم أختي (بيسي)، لكن أمي راحت قبل كده بكذا سنة والظاهر اليهود أكلوها بدل ما يدخلوا بها المسجد الإقصى.
– وكلهم كانوا بقر أحمر؟
– أحمر إيه يا باشمهدس أنت شايف لوني إيه؟
– لونك بني يعني إنتي بقرة بني
– اللون الأحمر لون فانلة نادي ليفربول، إنت شايفني لابسة فانلة ليفربول ؟
– لأ
– ده حتى اليهود إللي اشتروا الخمس بقرات من مستر ويليام سميث صاحب المزرعة بتاعتنا إشترطوا عليه أن البقر يكون كله أحمر حتى رموش العين وحتى الحوافر تكون حمراء، لكنه ضحك عليهم وركب للبقر رموش صناعية حمراء ورش الحوافر بلون دوكو أحمر
– طيب إنتي يا ديزي ليه ما رحتيش مع أختك (بيسي) ؟
– دي رايحة عشان يدبحوها في القدس، وأنا أفضل أتدبح في بلدي، وفيه أحتمال ان حركتنا الشبابية بالإقلاع عن الأكل النباتي وبدء أكل لحوم البشر تبدأ الشهر الجاي
(محاولا تغيير موضوع أكل لحوم البشر مرة أخرى)
– إنتي عارفة إن كثيرا من البشر لما يحبوا يشتموا بعض يقولوا: أنتو إيه؟؟.. “بقر“
– وأحنا كمان لما نحب نشتم بعض نقول: إنتو إيه “بشر“
رائعة حقا
الف شكر باشمهندس سامي
عميقة ولطيفة
وبنفس الوقت مؤسفة اذ تخاض حروب ونزاعات على رسوم واشكال لاقيمة لها ولا معنى
البشر يحتاجون مزيدا من الوقت ليفهموا روح نص السماء
ولينقص اثر الشر والفساد والقتل من حيواتهم
اكرر الشكر