بدأت تنتشر بين شباب الساحل السوري حملة توعية تحت عنوان “لا للاحتياط والتطويع”، لتحث شباب الساحل السوري من العلويين على رفض الخدمة الاحتياط في المواجهة الحالية التي يقودها النظام في مدن سورية أخرى، فيما دعا أخرون من بعض مثقفي الساحل السوري هؤلاء الشباب للبقاء في مناطقهم لحمايتها مستقبلا بدلا من الذهاب والقتال في مدن أخرى أعلنت صراحة أنها لا ترغب بوجود سلطة للحكومة السورية فيها لأنه تتطلع لبناء حكم إسلامي.
إلا أن المؤيدين للنظام والسلطات السورية يرفضون هذه الدعوات، ويصفون من يقوم بها أو يروج لها بأنه “متآمر” ضد سوريا والسيادة السورية، معتبرين أن هذا العمل “خيانة”.
وغالبا ما يقضي هؤلاء الشباب في تلك المواجهات كما تظهر صوره جنازاتهم بعد عودة الجثامين إلى قراها، علما أن بعض المصادر في الساحل تتحدث عن شباب سقطوا في المعارك ولم ترجع جثامينهم حتى اليوم.
أحد شباب الساحل قال في دردشة مع “سيريا بوليتيك” إن بعض القرى أصبحت خالية من الشباب، ولم يعد فيها إلا الكهول والأطفال، وقال “إذا أردت وصف ما يقوم به النظام من سحب الشباب الساحلي إلى الاحتياط بشكل عشوائي حتى أنه شمل مختلف الاعمار وكذلك حملة الشهادات الجامعية بأنه يشبه (الأخذ عسكر) الذي كانت تقوم به السلطات العثمانية في بلاد الشام إبان احتلالها لبلاد الشام والمنطقة العربية حيث كانت تأخذ الشباب وتزج بهم بدون تدريب كوقود في معارك خارجية لها للحفاظ على سلطة السلطان العثماني”.
ويقول عبدالمجيد.ح، وهو من المنتقدين بشدة لما يحصل مما أسماه “إكراه الشباب الساحلي على الموت”، لـ”سيريا بوليتيك”: أريد أن أناقش أبناء منطقتي من المؤيدين للسلطة وأنا أعرف أنكم خائفون مما قد يحصل لكم بعد سقوط النظام خاصة مع وجود من يهدد وجودي ووجودكم لأسباب طائفية، وأريد أن أسألكم: لماذا يذهب شبابنا إلى الموت والقتال في المدن السورية الأخرى، فيما أبناء كبار المسؤولين – من منطقتنا وغير منطقتنا- وكذلك أبناء الأغنياء حصلوا على جوازات سفر وهربوا خارج البلاد؟ ابن المسؤول في قرانا حصل على كل الامتيازات في زمن قوة النظام، والآن يهرب من البلاد بالمال المنهوب، فيما الشباب الفقير عليه أن يذهب ويقاتل في المدن الأخرى ليموت فيها؟.
وقال “إن قرى ومناطق العلويين خاصة من جهة شمال اللاذقية، تتعرض لتهديد دائم، وهناك جماعات جهادية أعلنتها صراحة أنها تريد تحرير مناطق النصيرية (العلوية) فالأولى لهذا الشباب أن يبقى في قراه ويدافع عن مستقبلها، وليس أن يذهب ويقاتل في مدن سورية أخرى، خاصة أن أبناء المدن السورية أعلنوا أنهم يريدون التحرر من سيطرة النظام ورحبوا بشكل علني بالقوات المعارضة، لذلك يجب عدم إرسال أبنائنا لقتالهم ومحاربة تطلعاتهم”.
ووزعت حركة “نحل الساحل” صورة تعبّر عن حملة “لا للاحتياط والتطويع”.