أخيرا وبعد مخاض استمر لاكثر من عشرة أشهر، ولدت حكومة “المصلحة الوطنية” كما أطلق عليها التسمية رئيس تمام سلام، وفق صيغة عجائبية تجاوزت ما كان اتفق عليه في توزيع الحقائب الوزارية، فحازت قوى 14 آذار على تسع حقائب وزارية بدلا من ثماني حقائب، في حين حازت حازت قوى 8 آذار (في الظاهر) على ثماني حقائب، وأعطيت سبع حقائب للمستقلين.
المعلومات أشارت الى ان الحكومة الحالية جاءت وفق رغبة حزب الله على قاعدة 9/9/6 ، وليس 8/8/8 كما أشيع، حيث فضحت تشكيلة الحكومة توزيع حقائبها. قفي مقابل تسعة وزراء لقوى 14 آذار، هناك أيضا تسعة وزراء لقوى 8 آذار، والوزير التاسع هو الوزير الشيعي عبد المطلب الحناوي، المحسوب على حصة الرئيس سليمان! وهذا يبقي 6 حقائب للمستقلين وللرئيسين سليمان وسلام.
وفي حسابات الربح والخسارة، تشير المعلومات الى ان الجميع خسروا في هذه التركيبة، ما عدا حزب الله الذي خسر شكلا، إلا أنه حقق نصرا تتبين ملامحه لاحقا، وعند اول عملية إنتحارية تستهدف بيئة الحزب الالهي.
المعلومات تشير الى ان الحزب الالهي أراح نفسه من إدارة شؤون البلاد من خلال الحكومة الميقاتية التي سجلت أفشل مؤشرات على مستوى البلاد منذ الاستقلال وحتى اليوم. كما انه في حاجة الى غطاء محلي لحروبه المتعددة من سوريا الى “التكفيريين”، الذين نجحوا الى الآن في استهداف بيئة الحزب وإفراغ الضاحية الجنوبية من اهلها وتجارها وموظفيها و …..
ويسجل للحزب أيضا انه تراجع في الشكل، وحقق تقدما في المضمون. فهو القى مسؤولية الامن في حكومة سلام على عاتق تيار المستقبل، ما يضع هذا التيار في مواجهة التكفيريين، في المقابل، لن يقدم الحزب اي تنازل بشأن مشاركته في القتال الدائر في سوريا، وتاليا، هو لن يسهل مهمة وزير الداخلية نهاد المشنوق، إذ ان استهداف بيئة حزب الله ومقراته، ناجم عن ردة فعل على مشاركة الاخير في الحرب السورية الى جانب النظام. ولذلك تشير المعلومات الى ان جميع المشاركين في الحكومة يدركون علم اليقين ان استهداف الحزب لن يتوقف، فما الذي يستطيع وزير الداخلية القيام به؟
وتضيف المعلومات ان الحزب الالهي قادر اليوم على مطالبة وزير الداخلية بضبط الامن في طرابلس وعرسال وصيدا، ووقف العمليات الانتحارية و.. ولكن مشاركة الحزب في القتال السوري ليس من شأن اللبنانيين! مع ما يعنيه هذا الامر من استدراج ردات الفعل السورية الى الداخل اللبناني.
الى ذلك تشير المعلومات الى ان الحزب نجح في توريط تيار المستقبل معه بطريقة غير مباشرة، فهو سيلجأ الى المستقبل” لمواجهة التكفيريين فيما هو مستمر في حربه في سوريا”.