بغداد: نعمان الهيمص
اتهمت الحكومة العراقية أمس، «جهات محلية وإقليمية» لم تكشفها بمحاولة «الاضرار بالمنشآت النفطية والموانئ»، مهددة بفضح علاقة «مشبوهة» بينها وبين «دول اقليمية».
وأكدت الحكومة في بيان انها ستضرب «بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن العام، وينفذ مخططات شريرة تلحق الأذى بالمصالح العليا للبلاد»، وحذرت جميع الخارجين عن القانون من الإضرار بمؤسسات الدولة. وذكر بيان صحافي لمكتب رئيس الوزراء العراقي امس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أصدر الأوامر للأجهزة الأمنية والعسكرية، للتصدي بكل حزم وقوة لردع المخربين، واشار الى أن الحكومة ستجد نفسها مضطرة لفضح الجهات المحلية التي تقف وراء محاولة الإضرار بالمنشآت النفطية والموانئ، وتكشف عن علاقتها المشبوهة ببعض الدول الإقليمية.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، لـ«الشرق الأوسط» اول من أمس، إن أحد اكبر الأنابيب الناقلة للنفط في جنوب البلاد، تعرض إلى اكثر من 52 عملية تخريبية خلال العام الحالي، ما أدى إلى توقف ضخ النفط الخام ومشتقاته بين محافظات الجنوب والوسط. وقال ان الهدف من هذه العمليات هو سرقة النفط.
وتستمر عمليات تهريب النفط من موانئ البصرة في جنوب البلاد التي تشهد فوضى وسط تناحر الأحزاب السياسية النافذة هناك. من جهته، يتهم مسؤول في وزارة الداخلية «بعض دول الجوار»، من دون ان يذكرها بالاسم بأنها تنفذ «اجندة تحول دون تحقيق الأمن»، والاستقرار في محافظة البصرة. وقال اللواء رشيد فليح رئيس لجنة معنية بمتابعة الوضع الأمني في المدينة للصحافيين ان «مهربين مجهزين بزوارق مسلحة وعصابات، يلوذون بالسواحل القريبة من العراق عندما يتعرضون لمطاردة قوات خفر السواحل، التي تعمل على تقويض عمليات التهريب في مياه شط العرب».
واكد «وجود ثغرات تتعلق بالموانئ والمنافذ الحدودية ينبغي معالجتها»، موضحا «أهمية توزيع المسؤوليات الأمنية في موانئ المحافظة، لا سيما بعد ان تبين وجود تداخل بين صلاحيات شركة الموانئ وبعض الدوائر». يشار الى ان صادرات النفط العراقي حققت مبلغ 31 مليار دولار خلال العام الماضي، مقابل 6.25 مليار دولار للعام الذي سبقه. ويخسر العراق بين مائة و300 الف برميل يوميا، بسبب التهريب والفساد، وفقا لتقرير حكومي.
وبحسب التقرير الرسمي الذي نشر اواخر ابريل (نيسان)، فإن الانتاج النفطي بلغ 95.1 مليون برميل يوميا في الربع الاول من العام، وهو بعيد جدا عن هدف 8.2 مليون برميل يوميا وهو مستوى الانتاج قبل الغزو الاميركي في مارس (أذار) 2003.
من جهته اعلن اتحاد نقابات النفط في العراق أمس، اضرابا جزئيا يشمل شركتي «خطوط الانابيب» و«تعبئة الغاز» الأمر الذي يوقف امداد خزانات الوقود في البلاد بالمشتقات النفطية. وقال فرج الرباط من اعلام اتحاد النقابات النفط لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الشركتين «اتخذتا قرارا بإضراب جزئي وغلق انبوبين ينطلقان من البصرة باتجاه الناصرية والديوانية والكوت والدورة (بغداد)، وصولا الى حمام العليل (الموصل) ذهابا وايابا». وعمل 22 الف شخص تقريبا في شركة نفط الجنوب. وعزا الرباط الاضراب الى «رفض وزارة النفط إرسال مندوبين للتفاوض حول تعديل الرواتب، وغير ذلك من الأمور الإدارية، خصوصا أن شركة خطوط الانابيب تعاني من مشكلة في الإدارة العليا».
(الشرق الأوسط)