الشفاف- بيروت
أنكر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي التزاماته ”ثلاثا قبل صياح الديك”! ويبدو أنه سيتخلي عن المزيد من الإلتزامات التي أعلن صراحة واكثر من مرة أنه لن يفرط بها.
فالرئيس ميقاتي أعلن، عقب الإعلان عن تشكيلته الحكومية، أن أرجحية حزب الله في الحكومة لا تعني أنها ستكون في مواجهة في المجتمع الدولي! وهذا أول تراجع للرئيس ميقاتي الذي أعلن أكثر من مرة عنه أنه سيشكل حكومة لجميع اللبنانيين وليس حكومة أرجحية لطرف سياسي، فكيف إذا كان هذا الطرف حزب الله المثير للجدل لبنانيا وعربيا ودوليا!
والرئيس ميقاتي جاهر بإعلان الخلل الجغرافي بتوزيع الحقائب الوزارية. فأعلن أن طرابلس تستحق خمسة وزراء، إلا أنه لم يتطرق الى موضوع تمثيل العاصمة التي تهمش تمثيلها في حكومة اللون الواحد، حيث انحصر التمثيل البيروتي بثلاثة وزراء من المغمورين بينهم وزير سني، هو الوزير “وليد الداعوق” الذي تعاطى السياسة مع التيار العوني، الأمر الذي إستدعى موقفا من النائب البيروتي محمد قباني ينعي فيه التمثيل الوزاري للعاصمة!
والرئيس ميقاتي اعتبر ان الثغرة الوحيدة في حكومته هي عدم وجود اي سيدة من بين الوزراء بعد محاولات حثيثة لتوزير الوزيرة السابقة ليلى الصلح.
والرئيس ميقاتي أخل أيضا بتوزيع الحقائب بين المذاهب، مكرسا بداية عرف في تشكيل الحكومات قد ينعكس سلبا على أي تشكيلة حكومية مقبلة،. فهو أخذ من حصة المذهب الشيعي مقعدا وزاريا ليكسب عطفا سنيا، للرد على ما قد يساق في حقه من اتهامات بالتفريط بحقوق الطائفة السنية وصلاحيات رئيس الحكومة. إلا أنه أقر بأرجحية حزب الهية في حكومته، وما لم يقر به فضحته التشكيلة حيث لا يبدو ان هناك أي تأثير للوزراء السبعة في التركيبة الحكومية من خلال الحقائب التي تولوها والتي تراوحت بين وزير دولة ووزارة هامشية، في حين ان حزب الله وحلفاءه يمسكون بزمام ومفاصل التركيبة الحكومية في الوزارات السيادية.
والرئيس المكلف نجيب ميقاتي تراجه عن كل ما كان اعلن عنه من انه لن يسلّم الثلث المعطل للحكومة لطرف سياسي واحد. فجاءت حصة العماد عون 11 وزيرا، ما يعني ان الحكومة في قبضة عون وحزب الله من خلفه تبعا لرغبات الحزب: إما مزيدا من دفع عون الى مقدم المواجهة السياسية حين كان وجود حزب الله في الواجهة مضرا لصورته وسمعته، او انه يتولى الدعم المباشر والعلني للمواجهة السياسية في حال كان الظرف مؤاتيا على غرار سيناريو إسقاط الحكومة الحريرية.
ويشير قيادي في قوى 14 آذار الى ان جائزة الترضية للرئيس ميقاتي وللسنّة لن تشكل اي فرق في التعاطي مع هذه الحكومة التي يديرها حزب الله والرئيس السوري بشار الاسد.
ميشال سليمان: ماذا تبقّى له..؟
والى ما سبق يبدو ان الرئيس سليمان تراجع دوره هو الآخر من خمسة وزراء في اول حكومة تتشكل في أعقاب اتفاق الدوحة الى وزيرين ونصف الوزير في الحكومة الحالية. حيث تمثل الرئيس سليمان بالوزير ناظم الخوري ولم ينجح في فرض توزير القيادي في التيار العوني المتخاصم مع العماد عون عصام ابو جمرا في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، واستعاض عنه بالوزير سمير مقبل، في حين ان وزير الداخلية مروان شربل يشكل حالة نصفية بين العماد عون والرئيس سليمان!
مصادر في قوى الرابع عشر من آذار اعتبرت ان الحكومة الحالية فتحت ابواب جهنم على اللبنانيين، بالطريقة التي تشكلت بها وهي ستواجه تحديات ابرزها قرارات الشرعية الدولية بدءا بالقرار 1559 وصولا الى القرار 1701.
واعتبرت المصادر ان الرئيس السوري بشار الاسد أراد من خلال الإيعاز بتشكيل الحكومة أراد إيصال رسالة الى المجتمع الدولي، مفادها ان الاسد ما زال يمسك بزمام الامور في لبنان، وأن من هو منزعج من هذا الوضع عليه ان يتحدث الى الاسد. إضافة الى ان تسريع تشكيل الحكومة جاء في جانب منه أيضا ردا على خطاب النصر لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي اعلن فيه إهداء الانتصار الى بيروت ودمشق، ليتم إفهام اردوغان ان بيروت تقع تحت سيطرة دمشق وليس لتركيا أي شأن في لبنان في معزل عن سوريا.
وأضافت المصادر في قوى الرابع عشر من آذار الى انها ستعمد الى تنفيذ تعهدها بالالتزام بنهج المعارضة البناءة لحكومة اللون الواحد. وهي لديها خطة عمل منذ قررت الجلوس في مقاعد المعارضة وذلك بالتزامن مع تحذير الحكومة من أي قرارات كيدية أو مخلة بالتزامات لبنان الدولية، خصوصا المحكمة ذات الطابع الدولي والقرار 1701 وسائر القرارت الدولية ذات الصلة بالشأن اللبناني.
وختمت المصادر انها، وإن كانت تنتظر البيان الوزاري للحكومة العتيدة لتبني عليه مقتضى التعامل معها، إلا أنها لا تعول كثيرا على صدقية الرئيس ميقاتي ولا وعوده العرقوبية وهي ستعارض هذه الحكومة بشدة.
حكومة الحزب والأسد كيف ستتجنّب المواجهة مع المجتمع الدولي؟
تعارضون او تعوون لن يفيد…اقطعوا راس الحية في دمشق اما ذيلها فلا فائدة منه