قد تكون أكبر “مفاجأة” في هذه القائمة الأميركية الجديدة هي الوزير السابق ميشال سماحة، الكتائبي السابق الذي تحوّل إلى “مسؤول الإعلام السوري” في لبنان في عهد الإحتلال البعثي وأيضاً في فترة ما بعد الإنسحاب العسكري من لبنان. وأبرز مآثره الحديثة هي دوره في دعوة الصحفي الأميركي “سيمور هيرش” إلى لبنان لكتابة مقاله الشهير حول دور جماعة الحريري المزعوم في دعم الأصوليين السنّة في شمال لبنان. أي أن ميشال سماحة لعب دور “التضليل الإعلامي” تمهيداً للحرب التي شنّها آصف شوكت على جيش لبنان تحت غطاء “فتح الإسلام”.
أما السيّد أسعد حردان فأقلّ ما يُقال فيه هو أن أي عضو يحترم نفسه في “الحزب القومي السوري” يخجل حينما تسأله عن كيفية وجود شخصية مافيوية من هذا الطراز في حزب أنطون سعادة!
!
السيّد عبد الرحيم مراد انتقل ببراعة من عميل ليبي صغير إلى عميل سوري أكبر حجماً إلى درجة أن سلطات الإحتلال عيّنته وزيراً للدفاع في لبنان! وكانت تلك أول مرة يسمع فيها اللبنانيون بشخص يدعى “عبد الرحيم مراد”. ولكن لعبد الرحيم مراد أهمية آنية خاصة: فالأرجح أنه الثاني، بعد عمر كرامي، في القائمة السورية لترؤس “الحكومة الثانية” التي يهدّد بها حزب الله وبشّار الأسد. لكن، قبل ذلك، لا بدّ من الإستيلاء على إمارة صغيرة تسمح إما لعمر كرامي (في طرابلس وجوارها) أو لعبد الرحيم مراد (في البقاع) بإعلان حكومته. وهذا ما فشل نظام بشّار الأسد في تحقيقه حتى الآن.
وجودالسيد عاصم قانصوه “مفاجأة” لسبب آخر: فالشخص مجرّد مستخدم عند نظام الأسد، وكان أبعِدَ قبل سنوات واستبدله النظام البعثي بغيره لأسباب “زوجية” وبعثية غامضة! وقد “مسّح السوريون الأرض به” مراراً إلى درجة أننا كنا نعتقد أنه “انتهى”. ولكن نظام بشّار الأسد يحيي من يشاء..!
وقع الرئيس الأميركي قراراً تنفيذياً يمنع بموجبه مسؤولين لبنانيين وسوريين “تعمدوا تقويض أو الإساءة الى سيادة لبنان وحكومته الشرعية أو مؤسساته الدستورية أو ساهموا في تعطيل حكم القانون في لبنان برعايتهم للإرهاب والترهيب والعنف السياسي، أو إصرارهم على السيطرة السورية على لبنان”، من دخول الأراضي الأميركية زيارة أو هجرة.
وأكد الرئيس بوش أن هذا الإعلان الرئاسي “يهدف الى تعزيز المؤسسات الديموقراطية في لبنان ومساعدة الشعب اللبناني على استعادة سيادته وتحقيق طموحاته للديموقراطية والاستقرار الاقليمي وإنهاء رعاية الإرهاب في لبنان”، مشيراً الى أنه “من مصلحة الولايات المتحدة منع هؤلاء الاشخاص من إجراء الرحلات الدولية ووقف دخولهم الى الأراضي الأميركية”. وأعطى لوزارة الخارجية صلاحية تسمية الأشخاص المستهدفين في القانون.
وأعلنت وزارة الخارجية على الفور تسمية كل من الوزراء السابقين عبد الرحيم مراد، أسعد حردان وعاصم قانصوه وميشال سماحة ووئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل ومدير الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت ومستشار الرئيس السوري هشام اختيار ومدير فرع الاستخبارات السورية السابق في لبنان رستم غزالي ومساعده السابق في بيروت جامع جامع.
للقراءة: ملف “رجال سوريا في لبنان”