أجمع المراقبون في لبنان اليوم على ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع كان الرابح الاول من اللقاء الرباعي في الصرح البطريركي الذي ضمه الى الرئيس السابق امين الجميل والعماد عون والنائب سليمان فرنجية برعاية البطريرك صفير.
ابرز الخاسرين هو النائب فرنجية الذي طالما اعتاش على خلفية الخلاف مع الدكتور جعجع، مع علمه ان جعجع كان فردا من مجموعة هاجمت إهدن قدر عددها بالفي عنصر من ميليشيا الكتائب، وان جعجع أصيب قبل بلوغه مقر النائب طوني فرنجية وتاليا هو ليس مسؤولا مباشرا عن مقتل فرنجية الاب وزوجته وابنته.
المراقبون اعتبروا ان اسباب إستمرار تعنت فرنجية في تسعير خلافه مع جعجع مرده الى أسباب سيوسيولوجية وأخرى ترتبط بشخصية الدكتور جعجع المثيرة للجدل.
في الاسباب السيولوجية، فإن مسقط رأس فرنجية، بلدة إهدن، ومسقط رس الدكتور جعجعج، بلدة بشري، تعيشان خلافا تاريخيا كانت الغلبة فيه لاحدى البلدتين تتم وفق لتحالف البلدة مع قوى أجنبية، سواء فرنسية أيام الانتداب الفرنسي أو سورية أيام الوصاية السورية. ويعلم فرنجية ان تحميل جعجع مسؤولية مقتل والده يثير غرائز ثأرية دفينة بين بشري وإهدن، ليست في حاجة الى الكثير من الشرح والتفسير للأنصار، على إعتبار ان الخلاف تاريخي والود مفقود بين البلدتين اللدودتين.
أما في الاسباب الشخصية فإن الدكتور جعجع إستطاع ان يحجز حيزا رئيسيا في الحياة السياسية اللبنانية عامة والمارونية خصوصا. وهو من خارج النادي السياسي للعائلات التقليدية التي حكمت السياسة اللبنانية والمسيحية، ما سوّغ لفرنجية إستسهال تحميله منفردا مسؤولية مقتل والده تمهيدا لإقصائه عن الحياة السياسية.
ويؤكد المراقبون موقف النائب فرنجية هذا إستنادا الى ان انه تصالح مع حزب الكتائب، المسؤول الرئيسي عن مقتل والده، وأقام علاقة صداقة مع الوزير والنائب السابق ايلي حبيقة الذي شغل منصب رئيس جهاز الامن ايام وقوع عملية قتل النائب طوني فرنجية. كما اسقط الحق الشخصي عن المتهم الرئيسي بقتل والده ووالدته وشقيقته “حنا شليطا”، وساهم في إخارجه من السجن، مع احتفاظه باتهام الدكتور جعجع. مع علمه ايضا بأن جعجع لم يبلغ مقر إقامة والده نظرا لإصابته على مسافة أكثر من 2 كيلومتر من قصر إهدن الذي قتل فيه النائب طوني فرنجية، ونقل الى مستشفى أوتيل ديو في بيروت وهو في حال الخطر الشديد نظرا للنزيف الذي أصيب به.
قبل حصول اللقاء في بكركي، استدعى النائب فرنجية أهالي الذي سقطوا في عملية إهدن، وعددهم 33 شخصا، وتوجه بالكلام الى كل فرد منهم قائلا: “أنتم فقدتم اشقاء وأهلا، اما انا ففقدت والدي ووالدتي وشقيقتي، وما ساقوم به من مصافحة مع الدكتور جعجع هو لمصلحتكم ولمصلحة الطئفة المارونية ولبنان”.
كلام فرنجية لم يقنع اهالي الضحايا. فتساءل العديد منهم لماذا إذا لم تكن هذه المصافحة لتتم قبل اليوم؟! ومن أين جاء الحرص على مصلحة الطائفة والوطن اليوم؟ ولماذا سال نهر من الدماء بين المسيحيين الموارنة إذا كان الامر سينتهي بمصالحة مع جعجع، علما ان الاخير ليس متهما مباشرا بالتورط في عملية قتل النائب فرنجية ورفاقه!
حسابات ما بعد الأسد!
فرنجية صارح انصاره بأنه ساهم في “لمّ” القواتيين عندما تعرض مشروعهم للإنكسار مع إدخال جعجع الى السجن وتاليا فإن بإمكان القوات المساهمة في “لم” المردة إذا ما تعرض مشروعهم للإنكسار تزامنا مع إنهيار النظام في دمشق.
اما موجبات الربح القواتي من المصافحة أمسن فهي تتمثل بحرية اكبر للقواتيين لينشطوا في قرى الشمال المسيحي، من دون احتساب ردود فعل انصار فرنجية. علما ان القوات تنشط في هذا الحيز الجغرافي من دون إستئذان فرنجية او سواه، إلا أن مصافحة الامس تزيل من نفوسهم أسباب الحذر، كما انها تحرج أخصامهم من المردة.
فما الذي سيتم إتهام الدكتور جعجع به بعد لقاء الثلاثاء الرباعي؟ فلا تهمة الاجرام ولا العمالة لاسرائيل تصلحان بعد اللقاء. كما ان فرنجية دخل الاجتماع بدون شروط، علما انه في السابق وضع لمجرد اللقاء مع الدكتور جعجع جملة شروط تعجيزية.
المراقبون اعتبروا ان فرنجية المدرك لحجم المأزق الذي يضرب سوريا، مصدر قوته اللبنانية، بدأ يعد العدة لمرحلة ما بعد الاسد. وهو يريد ان يحفظ موقعه في التركيبة السياسية اللبنانية، ولا يمكن له تحقيق هذا الامر من دون مصالحة مع القوات اللبنانية.
اما الدكتور جعجع فهو يعتبر ان إفشال اللقاء الرباعي سيأتي على يد العماد عون. ولذا فهو يبدي إيجابية لا محدودة في التعاطي مع مبادرة البطريرك الراعي، كما انه حريص على إلغاء مفاعيل عملية قتل النائب فرنجية التي تم تحميله مسؤوليتها منفردا من دون وجه حق. وفي المقابل، لم يقدم اي تنازل لفرنجية او لسواه من اجل إنعقاد هذا اللقاء.
حسابات “سليمان الزغير” و”القوات” بعد لقاء بكركي على اللبنانيين ان لا يعيدوا اخطاء الماضي.. عليهم ان يفكروا في إعادة ترتيب البيت اللبناني في ظل الاحداث المتسارعة في سورية والتي طرحت سؤالا.. وماذا لو..؟ . وحتى لو استطاع الاسد تجاوز هذه الماذا .. لو .. فهو سيخرج منها منهكا ضعيفا.على اللبنانيين تجاوز الميثاق و الطائف الى طرح مثالثة لبنانية من مكون اسلامي ومكون ثاني مسيحي ومكون ثالث مدني.اس ان رئاسة مجلس النواب من نصيب المكون المدني الذي تحدده هيئة مجلس مدني تتألف من يساري شيوعي قومي سوري علماني الخ تحددثلث النواب المدنيين وناخبيهم وانتخابهم هم وحدهم على قاعدة لبنان دائرة واحد… قراءة المزيد ..