ارتدت الصحافية الفرنسية إليزابيث إلكسندر في مجلة «ماري كلير» الفرنسية، النقاب لمدة 5 أيام وانطلقت في شوارع باريس، بغرض الكتابة عن التجربة وتوثيقها بالصور، ومعايشة مشاعر المنقبات.
قامت بكتابة مقال طويل، أقتطف منه بعض العبارات:
«وكأنني تحت خيمة
العباءة تلتف على ساقي وأكاد أن أتعثر
كنت وكأنني ثقب أسود يشفط كل الأفكار والكلمات، كنت بالنسبة الى البعض شيئاً مرهقاً ومتعباً
كأنني شخص مسخ ومشوّه وبغيض
بين القفاز الذى أرتديه وكُمّ العباءة ظهر جزء من ذراعي
اعتبرت ذلك خدشاً لبراءتي، جسدي يصبح بعد الإخفاء فضيحة
تتحول نظرة الرجال إلى عبء وكأنهم جماعة من المهووسين جنسياً الذين يريدون بي وبجسدي شراً، وعليّ أن أحمي طهارتي بحجابي الأسود الذي يتحول قلعة صد تحميني وتفصل بيني وبين العالم. منذ ارتديت النقاب وأنا – للمرة الأولى في حياتي – أشعر بأنني تحولت قنبلة جنسية وكأنني فخ لغاوية».
يستطيع القارئ أن يفهم أنها تشرح مشاعرها كصحافية متشهية لجاذبية التجربة، ولا تشرح مشاعر «منتقبة»، إذ كان يجدر أن تعايش بعضاً من قناعاتهن وتتمثلها كي تحيط بالأمر.
كما يستطيع القارئ أن يفهم أنها في تجريبها النقاب لخمسة أيام، تستعرض أو تعرض أهمية عملها وحجم التضحية في سبيل سبر الحالة، إذ تفعل هذا الأمر «الشديد الصعوبة» بحسب اعتقادها واعتقاد من حولها. وهنا يتوضح فشل المحاولة.
تقول إنها تعثرت بالقماش أكثر من مرة. وفي النهاية شعرت أنها قنبلة جنسية.
يقرأ المرء، محاولات صحافي يتناول مشكلة يعتبرها تخصّه بأدوات ليست منها. ونتساءل كيف بمشكلة عميقة ومتجذرة شرقاً وتستند إلى نصوص دينية هي معتقدات عميقـــــة عند الكثيرين وتزداد تعقيداً وانتشاراً، كيف يمكن تناولها بهذا الاستسهال؟ وماذا تضيف هذه التجارب وتلك المحاولات؟ إن لم أقــل إنني وجدتها استهتاراً ولهواً، فإنني رأيتها تسطحاً، لا يتناول المشكلة ولا يقترب منها بجدية، بل ربما يزيد في نفور أهلها وتقوقعهم على أنفسهم وتشبثهم بهذا الزي. الأمر الذي يطرح هو: كيف غاب عمن يهتم بهذا الموضوع أن النقاب في أوروبا ليس ظاهرة يمكن أن تُمنع بقانون يحظرها، وكيف غاب عن باحثيهم الاجتماعيين والنفسيين أن النقاب حين لا تكون صاحبته في بلد المنقبات، فهو ليس ظاهرة واحدة.
القـــول، إن النقاب فـــي أوروبـــا، وأشدد على، في أوروبا، ليس أمتار قماش، يمكن بقانــــون حظرها، تمزيقها أو تقصيرها أو نزعها. و«المنتقبات» في أوروبا لسن موضوعاً يُحمل بكيس واحد، فلكل «منتقبة» في بلد لا يجبرها على فعل هذا، قصة لنقابها، ولكل محجبة في بلد لا يحرجها في فعل هذا، كما في بلادنا، حكاية لإيمانها وخيارها وخمارها، وأن هذه القصص عبارة عن تراكمات تجمعت عبر سنين طويلة، لتتمظهر عند البعض بهذا الصراخ/ النقاب! والنقاب كلمة لا تؤخذ بأل التعريف، وأن خطورة الأمر تنبع من أل التعريف تلك. حين تضع امرأة في أوروبا، أمتاراً من القماش فوقها، فلأن لديها أسبابها لذلك، وليس لأنها انتمت الى حزب «المنتقبات»، مثلاً.
بحســـب ما يطرح، فعدد المنقبات في أوروبا ليس ذاك العدد الذي يستحق هذا الضجيج. إنما إن كان هذا الأمر شديد الخطورة، ويهدد أمن الدول، فحريّ بالمهتمين أن يتقرّبوا من هؤلاء ويسجلوا أسبابهن الحقيقية. وأجزم بأن لكل منهن سبباً مختلفاً ولكل منهن خلاصاً يخص نقابها. فالأجدى بمدارس علم النفس أن تسبر أولاً طريق هذه المنقبة إلى ربها، وتدرس ذاك الإيمان بالنص الذي حكم عليها بهذا الحل السريع والمنقذ الوحيد لها.
المشكلة في ذهنية الطرفين، وهنا أضع الطرفين في ميزان واحد، أن الإسلاميين المتشددين يمارسون الإسلام من خلال فرض نقــاب المرأة ويقولون إن «المنتقبة» تساعد على تقليل الزنى، ويعرضون في المقابل «الضد/ الغرب» من خلال موضوع التعرّي والحرية الجنسية، كأن يقال: بما أن تركيا أتاحت وجود شاطئ للعراة، فلماذا لا تدع أوروبا المرأة المسلمة تمارس حريتها في اختيار زيّها؟
ولا أظن أن هناك مُحاوِراً أوروبياً أخذ على عاتقـــــه الرد علــــى هذا الخطــــاب أو إبطــــال هذه المقارنة، أو أخذ على عاتقه توضيح أن أوروبا ليست متخصصة بالتعري ولا بمـــوضوع الزنى، وأن مجتمعها لا يولّد هذه الظواهر. وأن من يعيش في أوروبا، وكاتبــــة هــــذه السطور تعيش في السويد، يعرف تماماً أنه لا يوجد أي اهتمام بموضوع الزنى أو رغبــــة مقصودة بالتعري أو تبشير بالتحرر الجنسي، والهمّ ليس هنا على الإطلاق. أما رفضهم للنقاب فليس مقابل تلك الحرية التي يستند إليها ذاك الشيخ حيــــن يقنع المرأة بحفظ نفسها بالنقاب، وأن الإنسان الأوروبي تجاوز هذه الأمور تجاوزاً نهائياً، ولا يوجد أي مجال لأن تكون التمايـــزات بين الطرفين من خلال هذا المنطلق، تلك التمايزات التي، منذ زمن طويل، يستند إليها الشيوخ حين يمارسون فعل «الهداية». والطرف الآخر، أوروبا لم تعتن أو تتواضع بإيجاد صيغة حوار أمام هذه الاتهامات. وهم الآن استسهلوا طرح قانون لا أقرأ فيه إلا تعجرفاً وإمعاناً في تكريس قلة الشأن، قلة القيمة التي تدفع إلى تنشيط هذه الممارسات بما فيها سهولة التشدد الإسلامي.
أمر مثير للاستغراب أن أوروبا لا تعالج هذا، كما تعتني مثلاً بأمور اجتماعية أخرى، ولا تبحث عن طريقة حوار حضارية بعيدة من الضغوط والاستفزازات.
لدينا صديقة تعيش في فرنسا وحدث أنه في يوم وليلة أصبح ولداها الاثنان متشددين سلفيين. تقول إنها لا تنام من قلقها أن يمضيا في يوم إلى اليمن أو يأتي يوم ينجح شخص في إقناعهما بعمل انتحاري، وهو ما استوقفني، ووجدت هذا الهم كارثة حقيقية في حياة الأسرة. وكان سؤالي المباشر لها: ألم تطلبي العون من المؤسسات الاجتماعية الموجودة في منطقتك؟ قالت إنها طرقت أبواباً، لكن لم تعثر على دعم أو حلول لهذه الأزمة، ثم انتقلت مباشرة للحديث عن البطالة وأنه توجد عوائق كثيرة أمام فرص العمل. يفهم المرء أن الأسباب الحقيقية وراء هذا التوجه طموحات الشباب الكبيرة، والدين هو المفرّج عن الهموم، وأول هذه الهموم الإحساس بقلة القيمة، والتشدد المتعجرف في هذا لن يخلق إلا مزيداً من النفور والإمعان بالانفصال والانغماس في دين الأجداد.
* كاتبة سورية تعيش في السويد
sarraj15@hotmail.com
حزب المنقبات، ومنع النقاب تعجرفاً! – ملاحق .. وتوصيات “جامعة الجهاد والميلشيات الثقافية المسلحة”* – كما اختطف اعظم فنان تشكيلي معاصر , النيجيري (Yinka Shonibare) الامبراطورية البريطانية من الملكة اليزايبث دافعا اياها “الملكة” الى قدرها المحتوم (التعفن) حيث لم يستجب لدعوات “اليسار” برفض قبول اعلى درجة في المنظومة (عضو الامبراطورية البريطانية : MBE) معلنا اثناء تسلمه اللقب انه الامبراطورية نفسها .. فحاول ونجح حيث حاولت “الليدي ديانا” وفشلت – ولها عند الله أجر وله اجرين – ها هو (صدام مكي) في وسط كرنفال من الالوان والفنون يرحب بالفريق البرازيلي ويدعوهم ومشجعيهم الى ترقيص العالم على ارض وطنه على انغام ال(vuvuzela)… قراءة المزيد ..
حزب المنقبات، ومنع النقاب تعجرفاً! سيدتي الفاضلة والله أصبت أنا شخصيا لا أعتقد بوجوب النقاب على المرأة وكوني أعيش في بلد ترتدي فيه كثيرات النقاب فقد كنت دوما اخوض سجالات طويلة معهن محاولة ان افهم دوافعهن لارتدائه لكني لم أكن أبدا في موقع الناقد او الذي يظن أنه في الموقع الافضل ما حصل ويحصل في أوروبا استفزني كثيرا بصراحة فمن ناحية صدمت في هذه المجتمعات التي كنت أظنها مثال للحرية واحترام الآخر بغض النظر عن لون او عرقه أو معتقده ومن جهة أخرى وجدتهم يتمثلون أكثر فأكثر بعدوهم الذي يدعون أنهم اكثر انسانية ورقيا منه فما فعلته فرنسا وبلجيكا لا… قراءة المزيد ..
حزب المنقبات، ومنع النقاب تعجرفاً! – مع تشكل ومخاض واستقرار النظام العالمي الجديد (المعاصر) ظهر بشكل واضح قصور (فرنسا) وعجزها الذاتي , وتواتر الفشل في محاولة الهبوط للارض , احدى هذه المحاولات انتخاب (ساركوزي) وحاولت الثقافة الفرنسية جهدها على كل المستويات لمعالجة الخلل .. ومن ذلك تسويق حياته الشخصية و”الجنسية” لاظهار خصوصية فرنسية غير هجينة عن الموزاييك العالمي .. والعالم تابع ذلك كل حسب ما عنده , واستثمر الفرنسيين كثيرا في السوق الامريكية المفتوحة وصرفوا اموال طائلة وجهود مضنية لمعالجة هذا الجانب .. ولكن كما تقول الحكمة (فاقد الشيء لا يعطيه) وكما يقول المثل (عادت حليمه لعادتها القديمة) وكما تقول… قراءة المزيد ..
حزب المنقبات، ومنع النقاب تعجرفاً!
stern — stern_43@yahoo.de
لا يحق لك قول ذلك هذة بلادهم وهم احرار فيما يفعلون ويقولون ,اذا قلتي اين الحرية والمساوا في الغرب ,اقول لك اين هي في الدول العربية الا يقولون اننا نحترم حرية وديانة الاخرين ولكن هل يسمح بالتبشير بالمسيحية اواليهودية ؟ طبعا لا. سوف يقولون علينا احترام الدولة وقوانينها وهذا هو الحال في فرنسا.
حزب المنقبات، ومنع النقاب تعجرفاً! فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com لي ابنة و حيدة على ثلاثة صبيان. منذ 13 سنة يوم كانت في الشهادة المتوسطة، خرجت بفكرة لم أعهدها من قبل : قالت لي اها تريد ان تتحجب ! أقمت الدنيا عليها و اقعدتها … و مننتها ان اهتمامي بتعليمها هو بدافع قيم الحداثة ، فما ردت أو ارتدت. بعد سنة من منعي اياها ارتداء الحجاب امامي ، لا حظت انها اقنعت امها و ربعض من رفيقاتها . سكت و بدت بالبحث خلفها عن الجمعيات التي ترتادها .. هذه فيها هذا العيب و تللك شيخها نسونجي ال× . المهم أكملت تعليمها… قراءة المزيد ..