لم نكن نعرف أن هنالك وزيراً إيرانياً في الحكومة اللبنانية إسمه “مصطفى بيرم”! عاشت الاسامي “حاج مصطفى”! هل تحمل بطاقة في الحزب الإيراني، أو على الأقل “أمر مهمة”؟ “وزارة العمل” اللبنانية “محتلة” من الزمن السوري، عبر “وكلاء” الأسد من الحزب القومي السوري، وحزب البعث، والثنائي “المتأيرن”، فلا غرابة!
العميد بسام ياسين نُقِلَ عنه أمس قوله أن “سلاح المقاومة هو من الأسلحة التي يستخدمها لبنان للدفاع عن أرضه وحقوقه، نقطة على السطر”!! وفي تصريح آخر “المقاومة عنصر قوّة للبنان يجب أن نحافظ عليها”!
بإسم مين هالحكي، “مون جنرال”؟ متى أصبحت مهمة ضابط في الجيش اللبناني إعطاء “شرعية” لسلاح إيراني يحتل لبنان؟ إلزم حدّك “مون جنرال”!
القسم الآخر من تصريحات “الجنرال ياسين”- “الخط 23 صناعة إسرائيلية وضعته تل أبيب“- نُحيلُه للنصف “المغلوب على أمره من الثنائي”، أي لنبيه برّي!
مبروك لنوّاف الموسوي “إعادة الإعتبار” من جانب الحزب الإيراني، رغم ما راود الحزب من شكوك حوله (قبل سنوات) بسبب علاقاته “المشروعة” مع شخصيات أميركية! إن “بعض الظن إثم”!!
*
المركزية- في انتظار ما سيقوله غدا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تطوّر موقف “الحزب” من ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في شكل متدرّج وسريع نوعا ما، في الايام القليلة الماضية.
أوّلا، وبعد وصول السفينة “اينرجين” الى المياه الاقليمية، بدا حزب الله متريثا وآثر عدم اطلاق اية مواقف مكتفيا بالوقوف خلف الدولة اللبنانية، منتظرا قراراتها في موضوع الخلاف الحدودي مع تل ابيب، وهذا ما قاله مساء الاحد رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ هاشم صفي الدين.
اما بعده، فتحدث نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الاثنين، ليحافظ على اللهجة ذاتها تقريبا مضيفا اليها بعض التهديد للاسرائيلي لزوم شد العصب. فأعلن لرويترز “عندما تقول الدولة اللبنانية بأن الإسرائيلي يعتدي على مياهنا ويعتدي على نفطنا، نحن حاضرون أن نقوم بمساهمتنا في الضغط والردع واستخدام الوسائل المناسبة بما فيها القوة، لمنع اسرائيل من الاعتداء على مياهنا ونفطنا”.
لكن امس، ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، بدا ان “الحزب” خرج من موقعه “خلف” الدولة، ومن وضعية ترقّب موقفها وقرارها، لينتقل في انعطافة لافتة، الى الجلوس “على طاولة القرار” مع لبنان الرسمي، لاعبا اساسيا في صوغ توجهات الدولة، لا بل مشرفا وربما مرشدا لها. فقد اعلن وزير العمل مصطفى بيرم ان “كُلّف مسؤولٌ كبير جداً في حزب الله، ويمتلك خبرة واسعة في مجال ملف الترسيم البحري، متابعة القضية، ومعه فريق من أهمّ المهندسين والجغرافيين الذين يعملون ليلاً ونهاراً، بشكل دقيق”، قبل ان يتبين ان هذا المسؤول هو النائب السابق نواف الموسوي… الرجل، وفق المصادر، يلعب اليوم دور الوسيط وصِلة الوصل بين الضاحية واهل الحكم في السلطة اللبنانية، و”معًا” سيحرّكان دفة الوساطة الأميركية.
واذ تلفت الى ان سيكون من الصعب على الدولة ان تُكوّن موقفا لا ينسجم ورؤية الحزب، تقول المصادر ان ملف الترسيم من الآن فصاعدا سيُضبط على ايقاع مصالح ايران. فاذا اقتضت مصلحة الاخيرة مع واشنطن تسهيل مفاوضات الترسيم، كان به، وربما تخلى الحزب والدولة عن الخط ٢٩.. اما اذا احتاجت مصلحتها تصعيدا، فان المفاوضات ستبقى تتعثر والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين قد لا يجد اي اجوبة لبنانية جديدة في زيارته المرتقبة لبيروت. على اي حال، ستشكل كلمة نصرالله غدا مؤشرا الى المسار الذي سيسلكه الملف في قابل الايام.