“الشفّاف”- خاص- بيروت
أثار سحب حزب الله لمرشحيه للانتخابات البلدية في بيروت أكثر من علامة استفهام. خصوصا وان الحزب كان اعلن مرارا ان يلتزم موقف حليفه الجنرال عون سواء بالتفاهم مع المستقبل وإعلان لائحة وفاقية في بيروت او لجهة خوض معركة انتخابية في وجه الرئيس الحريري.
المعلومات الواردة من العاصمة اللبنانية تشير الى ان حزب الله ليس في وضع قوي على عكس ما يشيعه تصريحات قادته الاستكبارية ليدخل في نزاع مذهبي في العاصمة بعد حالة الاحتقان السائدة وفي ظل تقارير تشير الى ان “السنّة” في لبنان عموما، وفي العاصمة خصوصا، لن يكونوا مهزومين بعد اليوم في تعاطيهم السياسي في الشأن الداخلي بعد ما بدأت تتضح نتيجة المساومات التي تفرض عليهم يوما بعد يوم داخليا وخارجيا.
وتضيف المعلومات ان الحزب يتخوف من ان تخرج ردة الفعل “السنية” على الامتهان الذي ألحقه بهم منذ منذ غزوة بيروت في 7 أيار وحتى اليوم عن سيطرة ان رئيس الحكومة وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي يجهد في إبقاء الامور تحت السيطرة من دون ان يلقى اي تجاوب من الطرف الآخر. وبالعكس، كلما نجح الحريري في حل عقدة، رٌفِعَت في وجهه عقد أخرى في سيناريو توزيع أدوار بين حزب الله والتيار العوني بالتناغم مع عودة التدخل السوري بالشؤون الداخلية اللبنانية الذي بلغ مبلغا حال دون قدرة الحريري على تلبية اي مطلب سوري إضافي.
وفي هذا السياق، كنا أشرنا سابقا الى ان الحريري لم يعد مستعجلا لزيارة دمشق طالما ان ليس هناك سقف للمطالب السورية المتمادية، ولأن القيادة السورية تريد العودة الى لبنان سياسيا بعد ان خرجت منه سياسيا وعسكريا في حين ان الحريري حريص كل الحرص على بناء علاقات ندية بين الدولتين.
“دائرة الباشورة”: هل تنتخب لمخاتير سنة فقط؟
وبالعودة الى الانتخابات البلدية، تشير المعلومات الى ان الحزب يتخوف من ان يعمد “السنة” في المناطق التي يتحكمون بغالبيتها العددية الى خرق الاعراف التاريخية على غرار ما يشاع عن انه سيحصل في “دائرة الباشورة” في بيروت، التي تضم 8 مخاتير جرى العرف على ان يكونوا موزّعين مناصفة بين الشيعة والسنة، حيث سيعمد السنة للتصويت للمرشحين السنّة فقط من دون الشيعة، ما سيعني ان المخاتير الثمانية سيكونون من الطائفة السنية للمرة الاولى إذا صدقت الشائعات.
تزامناً، اشارت معلومات الى ان النائب الشيعي من حركة امل عن هذه الدائرة “هاني قبيسي” لجأ الى ترشيح احد اقاربه لمنصب المختار خلافا لإرادة الناخبين الشيعة في الدائرة، الامر الذي ادى الى ترشيخ مختار مقابل له ما سيعني شرذمة اصوات الناخبين الشيعة في “الباشورة”، وتاليا الإفساح في المجال لانتخاب 8 مخاتير من السنة.
مراقبون اعتبروا ان حزب الله يتعاطى جديا مع احتمال تعرّضه لضربة اسرائيلية قاصمة، وهو تاليا لا يريد الإمعان في استفزاز الوضع الداخلي وخصوصا زيادة الاحتقان المذهبي مع “السنّة” خشية ان يحصل ما لا يحمد الحزب عقباه في حال اندلعت اي مواجهة مع اسرائيل.
زعران أمل هاجموا المخاتير الناجحين في برج البراجنة والجيش اعتقل المعتدى عليه!!
وفي سياق متصل أقدم عناصر من “حركة أمل” على مهاجمة منزل المخاتير الفائزين في “برج البراجنة-حي السيّاد” من انسباء النائب السابق “باسم السبع” وخربوا ممتلكاتهم. أقرباء المخاتير الفائزين في مواجهة تحالف حزب الله وحركة امل لجأوا الى الجيش اللبناني لحمايتهم، فما كان من الجيش إلا أن داهم منازلهم واعتقل احدهم بتهمة إثارة الشغب وعمل على توقيفه.
حزب الله سحب مرشّحيه من بيروت تفادياً لتفجير الإحتقان “السنّي” ضده جمال — petra1973@hotmail.fr ليس هي المرة الأولى التي يتصرّف بها قائد الجيش، وفقاً لأوامر سليمان، بنمط، مزمن، كالمرض المتفشي شيئاً فشيئاً، يقضي بالالتزام ومنهجياً، بسياسة “بدنا السّترة من ميليشيات “الرئيس” بري و حزبَل” المختلطة. سياسة تؤدي، منهجياً أيضاً، إلى اعتقال وتوقيف وأحياناً قمع “ما تيسّر وسهُل اعتقاله أو توقيفه أو قمعه”، أي من ليس لديه سلاح في اليد. وذلك دون تمييز بين المعتدين (وهم هم، دائماً نفس العصابات البرّية-الحزبلية، معروفون، أي وكأنهم المعتدون الرسميون المقبولون من قيادة الجيش وسليمان)، وبين المعتدى عليهم، وهم هم أيضاً، معروفون، إلخ… خوف وجبن؟… قراءة المزيد ..