تتواصل الخلافات داخل اروقة النظام السوري، ويتزايد الحراك المناهض لسيطرة آل الاسد داخل الطائفة العلوية، وذلك تزامنا مع تراجع قوات النظام وحزب الله في منطقة القلمون وبدء معركة دمشق، التي ارغمت النظام على سحب بعض قواته من القلمون تاركا مسلحي حزب الله يواجهون منفردين التنظيمات السورية المعارضة.
المعلومات تشير الى ان مقتل “ابو الليث”، رئيس فرع المخابرات الجوية في مدينة دمشق، وهو العقيد رضا حافظ مخلوف، من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد،، جاء في ظروف غامضة، واعقب مقتله إعفاء العقيد حافظ مخلوف، من مهامه على رأس ما يعرف بـ”ألقسم 40″ وترفيعه الى رتبة عميد للتخلص من سيطرته على القسم المذكور.
وكلا المخلوفين، المقتول والمعفى من مهامه, من عصب النظام الرئيسي ومن الدائرة الضيقة لآل الاسد، والعقيد حاقظ مخلوف، من المجاهرين بضرورة الحسم العسكري واعتماد القوة لقمع الانتفاضة السورية في مهدها.
“صرخة” بعد “وينن”!
وتشير المعلومات الى ان عامة العلويين بدأوا يتململون بعد ان طالت الوعود الاسدية بالحسم لصالح النظام امتيازاتهم، وبعد ان كشفت تقارير القتلى في صفوف جيش الاسد ان فقراء العلويين يدفع بهم وقودا لحماية العائلة الحاكمة وأغنياء الطائفة الذين يتم تهريبهم من المواقع الخطرة.
وتضيف انه بعد حملة “وينن” على مواقع التواص الاجتماعي، والتي طالبت بالكشف عن مصير الجنود من ابناء الطائفة العلوية الذين تركوا لمصيرهم في مطار “الطيقة” العسكري، نشطت مؤخرا حملة “صرخة” والتي انطلقت من مدينة طرطوس التي تقطنها غالبية علوية، تطالب النظام بالعمل على وقف الحرب وإعادة الحياة الى طبيعتها.
تزامنا تشير المعلومات الى ان اقتراب المعارك من قلب العاصمة السورية، دفع في اتجاهين. الاول اجتماعي، وتمثل بحركة بيع املاك للعلويين خصوصا في “حي المزة” في ما يبدو انه هجرة معاكسة نحو المناطق ذات الغالبية السكانية العلوية بعد ان سهل نظام الاسد الاب والابن للعلويين التملك في العاصمة واحتلال المناصب الادارية الرئيسية.
اما الاتجاه الثاني فتمثل بإضطرار النظام الى سحب مزيد من قواته من جبهة القلمون نحو العاصمة دمشق، الامر الذي وضع حزب الله منفردا في المواجهة مع التنظيمات السورية المعارضة.
وتضيف المعلومات الى ان حزب الله، وإزاء استفراده في القلمون، بعد انسحاب “لواء ابو الفضل العباس” و “كتائب عصائب اهل الحق”، العراقية، ومؤخرا بعض الكتائب النظامية السورية، بدأ يعاني من الهزائم امام غارات المسلحين السوريين، فانسحب من محيط بلدة عسال الورد، ومن “شعب حميد”، الى بلدة بريتال اللبنانية.
وتضيف المعلومات ان المسلحين السوريين الحقوا خسائر بشرية فادحة في صفوف مسلحي حزب الله قبل ان يجبروهم على الانسحاب الى ما وراء الحدود السورية.