في احدى ضواحي ولاية ويسكونسن في الجانب الشمالي من امريكا بزغت شمس يوم الاحد في نهار جميل هاديء… سماء زرقاء وهواء طلق ودور عبادة منتشرة هنا وهناك عامرة بمؤمنين يستعدون للتوجه للرب بالصلاة والدعاء.
آخر يوم من عطلة الاسبوع الكل متجه الى مكان عبادته ليؤدي واجبه الديني، ويلبي حاجته العقائدية والنفسية. قلوب الناس دائما محملة بالأمل والتمني في أن يستجيب لهم ربهم دعائهم، ويعفو عنهم ويغفر لهم خطايهم التي ارتكبوها سهوا أو عمدا خلال الاسبوع المنصرم.
امريكا ارض الاحلام والحريات حيث تحتظن كل الاعراق والاديان، فكل الناس هناك من مواطنين ومقيمين يُعاملون سواسية امام القانون، وهذا ما يدفع الكثير من شعوب العالم الثالث الى البحث بلهفة عن موطن قدم لهم في تلك الأرض.
“اوك كريك” في ولاية ويسكونسن معبد للطائفة السيخية حيث معظم اتباعها تنحدر من شبه القارة الهندية. المؤمنون السيخ يلتقون في ذلك المعبد الصغير كل يوم احد لتأدية صلاتهم وتبادل الأطعمة المباركة بإسم الرب.
في يوم الاحد 5 اغسطس 2012 ، على العادة تجمع السيخ في معبد “اوك كريك” ، وبينما كانت مجموعة منهم يقومون بالترتيبات الضرورية لبدء الطقوس الدينية، واذا برجل حليق الرأس، ابيض البشرة، مكفهر الوجه يقتحم المعبد وهو مدجج بالسلاح وبدم بارد يفتح النار على المصلين، ويفتك بحياة 6 أشخاص ويصيب رجل شرطة بجروح بليغة قبل أن يطلق ضابط آخر النار عليه ويرديه قتيلا.
ارتفعت اصوات الناجين من المذبحة بالصراخ والبكاء، حيث ألقى الحزن بظلاله على المكان، وساد الأسى تقاسيم حيطان المعبد، وسكن الخوف قلوب المصليين بدلا من الطمأنينة، والدماء مازالت تسيل من جثث الضحايا ومن ايدي من حاولوا ان يستردوهم للحياة.. اثناءها قرعت الأجراس في الكنائس المجاورة للمعبد معلنة وقت الصلاة والتقرب للرب من اجل بث روح السلام والسكينة في الاحياء…نشر الخبر في الموقع التالي:
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2012/08/120806_gurdwara_white_supremacist.shtml
ريحانة ورحيمة وحميدة جارات يقطن مع أُسرهن في قرية صغيرة على ضفاف النهر في ميانمار. كن يتقاسمن الرزق فيما بينهن حيث يعملن مع ازواجهن في الفلاحة في الحقول المجاورة، وبإجور زهيدة بالكاد تسد حاجتهم وتوفر لهم قوتهم اليومي.
اطفال تلك القرية يتلقون تعليمهم في مدرسة حيطانها مبنية من جذوع الشجر وسقفها مشيد من سعف النخيل. يتعلمون التلاميذ فيها مبادىء القراءة والكتابة واصول الدين الاسلامي وترتيل القرآن، لأن جميع اهل القرية يتبعون الديانة الاسلامية.
لكن هناك خوف دائما يحوم حول رؤس سكان القرى التي يقطنها المسلمين في تلك البلد، لأن غالبية سكان ميانمار يعتنقون الديانة البوذية، وحكومتهم العسكرية تسعى الى تصفية المسلمين والتخلص منهم.
في نهار ممطر حيث شارف النور على الأفول، اذا برجال من العسكر يرتدون زيهم الرسمي ويحملون بنادقهم الفتاكة هجموا على القرية بغتة وبدأوا بإعتقال الرجال والفتيان وضرب كل من قاوموهم وقتل من حاول الفرار بحياته.. ريحانة ورحيمة وحميدة كن يعملن في الحقل .. سمعن صوت اطلاق النار فهرعن مسرعات الى القرية فصابهن الذعر من هول ما رأوه من قتل وحرق واغتصاب وتخريب.. حملن صغيراتهن اللواتي بين ايديهن وفررن الى الغابة حتى لا ينال منهن الجنود..واثناء قتل ذكور المسلمين في تلك القرية والتلذذ بإزهاق ارواحهم وتشريد أسرهم… كان صوت اجراس المعبد في القرية البوذية المجاورة تقرع معلنة وقت الصلاة والتوجه الى ساحة الرب لطلب الخير منه والعفو والغفران… ونشر الخبر في الموقع التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/30/229295.html
يوم الاحد الموافق 22 يوليو 2012، كانت الشمس الساطعة تنشر اشعتها في السماء حين احيى النرويجيون ذكرى المجزرة التي ادت الى مقتل 77 شخصاً غالبيتهم من الشبيبة من ابناء وبنات اعضاء حزب العمل.
كانوا مجموعة من الفتية يقيمون في مخيم سنوي لحزب العمل حيث يتعلمون فيه مباديء القبول والتسامح ومزوالة السياسة على اصول النزاهة وبإنسانية ذات طابع نرويجي متحضر.
كانت البهجة تسود المخيم والرغبة في القيام بأعمال تطوعية تغمر نفوس الشابات والشباب. لكن الحياة لم تسنح لهم بفرصة العيش والتمتع بنعمها وتحقيق احلامهم لخلق عالماً يسوده الخير والسلام..فقد اقتحم مخيمهم اليميني المتطرف “اندرس بيرينغ بريفيك” وهو يحمل انواع مختلفة من الأسلحة الفتاكة وفتح النار عليهم وقتل اكبر عدد منهم حتى الفارين لم ينجو من رصاصه القاتل.
توافد كثير من النروجيين في يوم الذكرى الى المقبرة المدفون فيها تلك الاجساد اليافعة التي كانت في يوم ما غضة فتية مفعمة بالعنفوان والحياة. الدموع تسيل على الخدود والحسرة تجتاح القلوب والأسئلة المحيرة تجوب الاذهان. كيف استطاع ذلك السفاح القيام بتلك الجريمة الشنعاء بدون أن يرف له جفن أو أن يرق له قلب.. ؟ كيف برر قتله بأنه رجل مسيحي متدين وخشيته على بلده من الاعراق والاديان الاخرى دفع به الى التوحش وارتكاب جريمتة البشعة؟ وكيف انه لم يشعر بفضاعة فعلته حين قال اثناء محاكمته انه لم يندم على ما قام به، ولو اتيحت له الفرصة مرة اخرى لن يتردد عن قتلهم بل وقتل حتى الناجين منهم وأكثر..؟
الحزن ملأ المدافن والزهور تزاحمت على قبور الضحايا وعيون الأمهات جفت من شدة البكاء.. واذا بأجراس كنائس المدينة تقرع بصوت غريب تكاد تشارك الناس أحزانهم وألامهم.. لتعلن انه قد حان وقت الصلاة للتقرب الى الرب وطلب الرحمة منه لجميع الموتى ولقاتلهم الذي كان يتردد على الكنيسة، ويدعو المسيح ان يوفقه في اتمام جريمته المفجعة على اكمل وجه!
ونشر الخبر على الموقع التالي:
http://arabic.euronews.com/2012/07/23/norway-s-day-of-sorrow/
salameyad@hotmail.com
كاتبة من السعودية
[ حان وقت الصلاة… (١)
->حان وقت الصلاة…
]
حان وقت الصلاة (2) عزيزتي وجيهة لعلك تذكريني والاغلب انك لا تذكريني …مش مهم عزيزتي انا اتابع كل مقالاتك ولو انها قليلة جدا هذه الايام. اردت هنا ان اعلق علي مقالتك بما ناقشته معك من سنين لان لم بتغير شيئ في اوطاننا العربية الا الي الاسوأ … سيدتي العزيزة جميع الافعال الاجرامية مدانة ولا يجب تبريرها مهما كان … لكن بكل اسف الافعال الاجرامية الوحيدة التي تجد لها غطاء ديني هي ما يرتكبه المسلمون في حق الاخرين ايا ان كانوا وهذا هو سبب الكوارث في العالم لان الاخر عندما يفعل نفس الشيء لن يجد حتي ابناء جلدته يوافقونه كما يفعل… قراءة المزيد ..