إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
“جنوب لبنان ليس مثل غزة. لديه نوع مختلف من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان. بالإضافة إلى ذلك، في حين قامت حماس ببناء أنفاق تحت المدن، فإنّ حزب الله يعمل في القرى والبلدات”. هذا ما يحذّر منه الكاتب سيث فرنتزمان، في جريدة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الذي يتطرّق لمضمون ِتقارير صحافية عدة تطرح مخاوف عن شبكة أنفاق حزب الله في لبنان، استنادًا إلى ما تَكشَّفَ عن حجم أنفاقِ حركة “حماس” في غزة غير المتوقّع.
في ما يلي ترجمة المقال الكاملة:
بعد خمس سنوات من إطلاق إسرائيل عملية درع الشمال ضد أنفاق حزب الله العابرة للحدود، هناك مخاوف بشأن تهديد أنفاق الحزب مرّة أخرى.
من المهم أن نفهم السياق هنا. يتمتّع حزب الله بخبرة واسعة في حفر الأنفاق تحت الأرض. تم اكتشاف أن أنفاق “حماس” أكبر بكثير وأكثر اتساعًا مما كان يُعتقد سابقًا. فهل من الممكن أن يكون تهديد أنفاق حزب الله أكبر مما كان يُعتقد أيضاً؟
هذا هو السؤال الذي أثير في الأسبوع الماضي بعد الكشف عن نفق عملاق لحماس بالقرب من معبر إيريز. كان النفق واسعًا بما يكفي لمرور سيارة عبر أجزاء منه. بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الجيش الإسرائيلي أنفاقًا ضخمة أخرى متعددة الطبقات. وبينما تم العثور على 1500 فتحة نفق، يبدو أن هناك آلافًا أخرى. فماذا عن لبنان اليوم؟
نقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الجنرال أوري غوردين قوله للمجالس الإقليمية في الشمال إن المعلومات عن تهديد الأنفاق لن يتم حجبها. وأضاف غوردين أنّ الجيش الإسرائيلي “يُجرب عمليّات بحث لتحديد أي بنية تحتية إرهابية فوق وتحت الأرض. وإذا تم تحديد تهديد، فلن نبقيه سرًّا عن أي شخص”.
وأشار مركز “ألما” للأبحاث والتعليم، الذي يركز على التهديدات الشمالية، في 18 كانون الأول/ ديسمبر إلى أنه “بعد الكشف عن نفق حماس الاستراتيجي في غزة (17 كانون الأول/ ديسمبر)، أصبحت تراتبية وكلاء إيران واضحة. حزب الله أولاً، ثم كل شيء آخر. وإذا كانت هذه قدرات حماس، فما هي قدرات حزب الله في سياق بناء الأنفاق الاستراتيجية؟
مقال من “معاريف” يتضمّن تفاصيل أخرى عن تقرير ألما. تم بناء هذه الأنفاق بمساعدة كوريا الشمالية، حسبما أشار تقرير ألما في تموز/ يوليو 2021 الصادر عن الباحث تال بيري. “في تقديرنا، بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، أنشأ حزب الله، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعًا لتشكيل شبكة من الأنفاق الأقاليمية في لبنان، وهي شبكة أكبر بكثير من شبكة حماس (في تقديرنا، استخدمت حماس المعرفة الإيرانية والكورية الشمالية لبناء أنفاقها أيضًا).
ويبلغ طول أحد الأنفاق 45 كلم. هذه أنفاق استراتيجية يمكن للمركبات أن تنتقل عبرها.
وفي أيار/ مايو 2021، نشرت قناة “كان” تقريرًا عن نفق من المفترض أنه يمتد من بيروت إلى جنوب لبنان. السياق العام لتهديد أنفاق حزب الله هو أنّ جزءًا من التهديد كان معروفًا بالفعل. في الواقع، اختارت إسرائيل تأجيل العملية في غزة في خريف عام 2018 للعمل ضد تهديد الأنفاق على الحدود الشمالية.
وفي أيار/ مايو 2021، خلال الحرب ضد حماس، استهدف الجيش الإسرائيلي أيضًا أنفاق “مترو” حماس. ومع ذلك، يُعتقد الآن بأنّ نظام أنفاق حماس أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. وهنا تكتسب المخاوف بشأن أنفاق حزب الله اهتماماً جديداً.
وفي الأسبوع الماضي، قال الجيش الإسرائيلي: “منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة، اكتشفت قوّات الجيش الإسرائيلي ما يقرب من 1500 من فتحات الأنفاق ومسارات الأنفاق التابعة لحماس. من المهم أن نوضح إنّ هذه البنية التحتية تحت الأرض هي أحد العناصر الرئيسية في عمليات حماس”.
عين حزب الله الساهرة
لقد راقب حزب الله التطوّرات في غزة، حيث يحسب تح
رّكاته المقبلة وينفّذ العديد من الهجمات على إسرائيل.
جنوب لبنان ليس مثل غزة. لديه نوع مختلف من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان. بالإضافة إلى ذلك، في حين قامت حماس ببناء أنفاق تحت المدن، فإنّ حزب الله يعمل في القرى والبلدات.
لقد كان حزب الله بشكل عام أكثر تطوّرًا من حماس. لكنّ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر كشف عن قدرات حماس وأدى إلى طرح العديد من التساؤلات عن قدرات حزب الله. ومع إجلاء المدنيين الإسرائيليين من الحدود الشمالية، تغيّرت المعادلة في الشمال قليلاً أيضاً. ومع ذلك، تبقى الأسئلة عن الأنفاق قائمة، خاصة عن نوعية الأنفاق التي يملكها حزب الله، وكيفية تشكيلها تهديداً.