بيروت وجدي ضاهر – “الشفاف”، خاص
ما كاد غبار المواقف الجنبلاطية ينجلي حتى عاد رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني ليؤسس لعودته الى صفوف قوى الرابع عشر من آذار كما اسلفنا في مقال سابق، حيث اشرنا الى ان جنبلاط سوف يعمل على لملمة الفوضى التي احدثتها مواقفه المتسرعة، كما اشرنا الى ان لاقطات جنبلاط اخطأت البوصلة وان هواجسه ومخاوفه، وان كان بعضها في محله، فان معالجتها لا تتم على الشكل الذي اتبعه وكاد يهدم الهيكل على الاغلبية وقوى 14 آذار ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بل وكل ما تم التأسيس له منذ إخراج الجيش السوري من لبنان وحتى تكليف زعيم الاغلبية النيابية سعد الحريري تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات.
فالمعلومات التي توفرت لـ”الشفاف” اشارت الى ان جنبلاط بدأ مسيرة العودة عن”إعادة التموضع” من بوابة السفارة المصرية، حيث قصد السفير المصري في لبنان موضحا ومعتذرا وبحث معه اصلاح ذات البين بينه وبين القيادة المصرية التي لم يتورع عن ادانتها وشتمها على رغم كل الدعم الذي قدمته له. ومن البوابة المصرية الى وساطة “تيار المستقبل” من اجل ترتيب لقاء مع الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار التي قال منسّقها الدكتور فارس سعيد عشية “اعادة التموضع” ان مكان جنبلاط محفوظ ساعة يشاء العودة الى الامانة. فكان لقاء بين ثلاثي الأمانة النائب السابق سمير فرنجية والنائب السابق الياس عطالله والمنسق فارس سعيد.
اللقاء انعقد يوم الاربعاء في منزل جنبلاط على عشاء واستمر اكثر من ثلاث ساعات تبادل خلاله الطرفان العتاب القاسي: من الموقف الاخلاقي الذي طالب سمير فرنجية النائب جنبلاط به وصولا الى مطالبة جنبلاط الأمانة العامة بتعلم اللغة العربية.
اللقاء تركز على تمهيد السبيل لعودة جنبلاط الى الامانة العامة وايجاد المخارج اللازمة لحفظ ماء وجهه خصوصا وان ثلاثي الامانة درج على عادة تسويق مواقف جنبلاط وتبرير انعطافاته الفجائية. الا ان الثلاثي لم يواكب انعطافة جنبلاط هذه المرة ولم يبد الاستعداد اللازم على غرار المرات السابقة لتبرير وتسويق “اعادة التموضع” كما وصفها جنبلاط وإسلاس زمام القيادة للوزير السابق وئام وهاب والاستسلام امام القيادة السورية ورموزها اللبنانية من احزاب “القومي” و”حزب الله”، وسعيه الى لقاء العماد عون الذي رفض بدوره لقاء جنبلاط.
لقاء الامانة العامة مع جنبلاط خلص الى الاتفاق على عقد لقاءات تعقبه، على ان يتولى لقاء موسع لنواب الاكثرية ومن بعده لقاء لقيادات قوى الرابع عشر من آذار يشارك فيهما نواب اللقاء الديمقراطي وجنبلاط تأمين المخرج لعودة جنبلاط من “اعادة التموضع”، على ان تعمل الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار على اعادة صياغة برنامج سياسي يأخذ في الاعتبار بعضا من هواجس جنبلاط.
وفي المعلومات التي توفرت لـ”الشفاف”، فإن عودة جنبلاط من “اعادة التموضع” ناتجة من اسباب عدة ابرزها دفتر الشروط السوري-الحزب الهي الذي تعمد إذلال جنبلاط لكي تستقبله دمشق من بوابة وئام وهاب. اضافة الى الشروط القاسية التي وضعها عون للقاء جنبلاط وتتلخص بعقد لقاء في كنيسة مارونية في الجبل وان يوقع جنبلاط على ما يشبه وثيقة تفاهم بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني يتعهد فيها جنبلاط بتسهيل عودة من تبقى من مهجرين مسيحيين من الشوف والشحار الغربي وعاليه كما يقوم جنبلاط بجولة شوفيه مع عون على غرار الجولة التي قام بها مع البطريرك المارني مار نصرالله بطرس صفير في ما يعرف بالمصالحة التاريخية بين المسيحيين والدروز والتي انهت خلافا تاريخيا بين الطائفتين.
لقد اراد عون كل شيء من جنبلاط من دون ان يقدم له سوى صورة تذكارية يستفيد منها عون اكثر من جنبلاط.
والى الاسباب السالفة، هنالك الاصداء التي ترددت عن الجمعيات العامة للحزب الاشتراكي والتي جاءت نتائجها مخيبة لآمال جنبلاط للمرة الاولى حيث ارتفعت اصوات من داخل الحزب الاشتراكي تندد بمواقف جنبلاط من صفوف الطائفة الدرزية وسواها من الاشتراكيين الامر الذي جعل جنبلاط يفكر في حجم الخطوة التي اقدم عليها.
وفي الاسباب التي دفعت بجنبلاط الى العودة من اعادة التموضع الطريقة التي استقبل بها انصار الحزب الالهي نجله تيمور في احتفال “النصر”، حيث ارتفعت صيحات التنديد مع وصول تيمور اضافة الى الحوادث المتنقلة من كيفون الى الناعمة وسواها من مناطق التواجد المشترك الشيعي الدرزي في جبل لبنان وعلى اطرافه، مما جعل جنبلاط يدرك انه اصبح مثل طير الغراب الذي اراد ان يقلد مشية طير الحجل ففقد طريقة الغراب في السير ولم يستطع السير مثل الحجل.
ولهذه الاسباب اوفد جنبلاط مبعوثيه الى البطريرك الماروني في مقر اقامته الصيفي لتوضيح المواقف والتقى الامانة العامة واعاد اكتشاف خطورة المشروع الايراني السوري في البلاد وان هذا المشروع يعمل وفق اجندة خاصة لا تقر ولا تعترف سوى بالاتباع وليس بالحلفاء فكيف الامر بالاخصام الذين يريدون التواصل مع المشروع الايراني السوري من موقع الاختلاف.
جنبلاط يؤسس لعودته من “اعادة التموضع”: إستحالة التعايش مع مشروع ايراني سوري لا يعترف سوى بالأتباع
Hey, Wajdi, have you actually seen flying elephants lately? Care to tell us