وجدي ضاهر الشفاف – خاص
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية تبدو الصورة اكثر ضبابية لدى قوى الثامن والرابع عشر من آذار على حد سواء مع تسجيل اقتراب قوى الثامن من آذار من حسم امر لوائحها في ضوء ما رشح عن ارضاء العماد عون في دائرة جزين، وان كان الاتفاق لم يخرج الى العلن بعد في الدائرة التي كانت تمثل العقدة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعون. ومن ابرز مؤشرات الاتفاق نقل ترشيح اللواء المتقاعد عصام ابو جمرا من دائرة مرجعيون في الجنوب اللبناني، الى الاشرفية في سياق ترتيب بيت المعارضة الانتخابي.
واذا كان إعلان لوائح قوى الثامن من آذار قد اقترب، فإن الصورة تبدو اكثر تشويشا في الجهة المقابلة حيث يبدو عدم الانسجام والتباين في المواقف على اشده بين قوى الغالبية النيابية التي تتغنى بتنوعها، هذا التنوع الذي قد يأتي عليها. وهذا ما يخشاه جمهور ثورة الارز الذي لم يبخل على قياداته يوما بتلبية اي نداء او واجب وطني من اي نوع كان.
جمهور ثورة الارز يعيش حالة انعدام وزن وقلق من سلوك القيادات التي تسعى كل من جهتها على تقاسم الحصص الانتخابية وتبادل الشروط والشروط المضادة ومن سيترشح عن هذا المقعد او ذاك، بحيث تبدو الترشيحات وكأن الانتخابات سوف تجري العام المقبل وليس بعد اقل من شهرين ونصف الشهر.
وحتى اليوم لا يبدو ان اعلان اي تشكيلة انتخابية في دوائر قوى الرابع عشر من آذار والمسيحية منها خصوصا متاحا، نظرا لتشابك وتقاطع الترشيحات والمرشحين بين اكثر من جهة حزبية وشخصيات مستقلة ولوائح المستقلين والدوائر التي تتأثر بموقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، بحيث ينعكس عدم اتضاح الصورة لدى قوى الرابع عشر من آذار كثرة مرشحين معلنين وطامحين ومستترين من دون وجود آلية لحسم الترشيحات وإطلاق عمل الماكينات الانتخابية في المناطق المسيحية خصوصا حيث النزال الانتخابي على اشده بين تيار العماد عون وقوى الاكثرية.
جمهور ثورة الارز الذي انتظر بفارغ الصبر الاعلان عن البرنامج الانتخابي لقياداته واستبشر خيرا بصورتهم متحدين في “مجمع البيال” يرى ان الصورة لا تعكس واقع الحال ويستشعر ان التعاطي الانتخابي لقياداته يتم على قاعدة تسجيل حضور وحجم كل فئة او حزب او شخصية داخل صفوف قوى الرابع عشر من آذار وليس تحديد حجم هذه القوى مجتمعة على مساحة الوطن، مما يقزم مشروع ثورة الارز السياسي من الهم الوطني الجامع الى زواريب القرى والبلدات واحجام العائلات وتنافس المرشحين.
وفي هذا السياق، يترقب جمهور قوى الرابع عشر من آذار بحذر خطوات ومواقف رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ومواقفه المعلنة وتصريحاته في مجالسه الخاصة بما يعطي انطباعا وكأن جنبلاط اصبح قاب قوسين على ادارة ظهره لثورة الارز، على الرغم من تأكيدات الاخير المتتالية من انه سوف يخوض الانتخابات متحالفا مع قوى الرابع عشر من آذار.
والى مواقف جنبلاط تبرز ايضا مشكلة النخب السياسية التي سوف تحمل مشروع قوى الرابع عشر من آذار السياسي في المناطق المسيحية تحديدا، حيث تبدو بعض الدوائر وكأن البحث ما زال جار فيها عن الشخصية او الشخصيات التي هي مؤهلة لخوض الانتخابات وتلبي الحد الادى من طموح جمهور ثورة الارز.
وازاء ذلك يبدو ان جمهور ثورة الارز في حاجة الى التحرك السريع وقبل فوات الاوان لاعادة تصويب المعركة الانتخابية ووضعها في اطارها الصحيح بعد ان اثبت انه تجاوز قيادته وعيا لمصالحه وذلك من خلال تأكيد مجموعة من الثوابت يضعها برسم قيادته تحت طائلة المحاسبة.
في مقدم الثوابت الطابع السياسي للمعركة الانتخابية بما هي معركة تحييد لبنان والانتقال به من وطن الساحة الى وطن الدولة ويلي ذلك تحديد طبيعة المعركة الانتخابية لانها لا تشبه مثيلاتها شكلا ومضمونا. فهذه ليست تنافسا بين عائلات ولا عشائر، وليست تحديد حجم اي من الاحزاب على حساب منافسه التقليدي او المستجد داخل قوى الرابع عشر من آذار. بل انها معركة سياسية بامتياز، والتشديد على اهميتها ومصيريتها يستوجب العمل بما ينسجم مع هذه المصيرية والتخلي عن حسابات عفا عليها الزمن وتسجيل مواقف لدى الحلفاء.
هل قال سعادة أنه مستعد للترشّح حتى مع جبران باسيل؟
وفي هذا السياق، يتساءل جمهور قوى الرابع عشر من آذار عن معنى التمسك بترشيح سامر سعاده عن دائرة البترون من قبل الرئيس السابق امين الجميل وحزب الكتائب في ضوء تصريح سعاده في اجتماع المكتب السياسي الكتائبي من انه سيترشح مع الوزير جبران باسيل اذا لم تتبنّ قوى الرابع عشر من آذار ترشيحه على حساب النائب طوني زهرا الامر الذي اضطر الجميل الى التدخل ووضع حد لتهور سعادة.
وفي السياق نفسه يتساءل جمهور ثورة الارز عن معنى انتظار “نعمة افرام” ليترشح عن دائرة كسروان ليرأس لائحة تتصدى لترشيح العماد عون في هذه الدائرة خصوصا وان افرام اعلن صراحة انه لن يكون رأس حربة لتقويض زعامة العماد عون. ويتساءل هؤلاء انه اذا كان الوزير الراحل جورج افرام وقف الى جانب الرئيس السابق اميل لحود في وجه البطريركية المارونية عام 2000، يوم كان يترأس كتلة نيابية من خمسة نواب ما اضطر النائب السابق فارس سعيد الى الانسحاب من كتلة افرام والوقوف في جانب بكركي في وجه الحملة التي كانت تتعرض لها من قوى سلطة الوصاية السورية وعلى رأسها اميل لحود رئيس الجمهورية آنذاك، وإزاء كل ذلك ما هو المؤمل من نعمة افرام؟
وفي السياق نفسه، يبرز التساؤل عن معنى ترشيح الدكتور غطاس خوري في دائرة الشوف على لائحة جنبلاط في ظل عدم التوافق مع جنبلاط او مع القوات اللبنانية او رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون على هذا الترشيح؟ الامر الذي تسبب بمزيد من الارباك داخل صفوف هذه القوى.
وتشير المعلومات ان القوى الحية في جمهور ثورة الارز تعمل على إنضاج مبادرات عملية في القريب العاجل لوضع قياداتها امام مسؤولياتها التاريخية حرصا على عدم إضاعة الوطن والفرصة التي تتيحها الانتخابات المقبلة.
جمهور ثورة الارز قلق ونماذج ترشيحات سامر سعادة وأفرام تدعو للتساؤل!
نعم للديمقراطية واحترام الانسان ولا للمليشيات ولا للطواغيت ولا للمافيات المخابراتية ولا للفساد. الكواكبي يقول إن المستبد والعلماء يتنازعون العوام، أولئك يمسكون رقاب الناس بالجهل، والعلماء يحررونهم بالعلم.العاقل يعلم انه كما قيل: ليس من ديكتاتور يستطيع أن يركب ظهر شعب واع بل يركب قطيعا من الحمير