قرأت ببالغ الاهتمام حوار جمال مبارك مع الإعلامي خيري رمضان المنشور بجريدة «المصري اليوم» في ١٢/١١/٢٠١٠. واهتمامي بهذا الحوار مردود إلى مكانة جمال مبارك. إذ هو أمين لجنة السياسات المتفرعة من الحزب الوطني الديمقراطي فى عام ٢٠٠٢، وهو من مؤسسي «الفكر الجديد» في ذلك الحزب. واللافت للانتباه في ذلك الحوار تكرار لفظ «الشارع»، خمس مرات، وإذا أضفنا لفظين آخرين مماثلين وهما «المواطن البسيط» و«قاعدة شعبية جماهيرية» يصبح لفظ «الشارع» مكرراً سبع مرات، وأظن أنه يمكن إدماج هذه الألفاظ جميعاً في لفظ واحد هو «رجل الشارع».
والسؤال إذن:
ماذا يعني «رجل الشارع»؟
مع الثورة العلمية والتكنولوجية بزغ لفظ جديد اسمه باللغة الإنجليزية mass ويعني الجمهور، ومنه تولدت مصطلحات جديدة فقيل «إنتاج جماهيري» و«مجتمع جماهيري» و«إعلام جماهيري» و«ثقافة جماهيرية» و«اتصالات جماهيرية» وفي نهاية المطاف «إنسان جماهيري».
والسؤال بعد ذلك:
ماذا يعني «إنسان جماهيري»؟
معناه إنسان واحد ولكنه متلاحم مع الجماهير بحكم ثورة الاتصالات وثورة المعلومات والقنوات التليفزيونية الفضائية، وقد آثرت ترجمة المصطلح الإنجليزى mass – man إلى «رجل الشارع» بدلاً من «إنسان جماهيري» لكى يكون جذاباً فيشيع جماهيرياً.
رجل الشارع إذن هو المحور في «الثورة العلمية والتكنولوجية»، كما أنه المحور في حوار جمال مبارك.
والسؤال إذن:
لماذا هو كذلك؟
لأن أي نظام اجتماعي ليس في إمكانه التفاعل مع مسار الحضارة المعاصرة من غير رجل الشارع بوجه عام، ومن غير تنويره بوجه خاص، باعتبار أن الثورة العلمية والتكنولوجية في القرن العشرين هي من نتاج “عصر التنوير” فى القرن الثامن عشر. وأغلب الظن أن جمال مبارك كان يقصد شيئاً من هذا القبيل فى حديثه عن «ضرورة وضع ثقافة جديدة»، خاصة أن هذه العبارة وردت عند ذكره «الكثافة السكانية المتزايدة والمتسارعة»، التي يعبر عنها انفجار السكان وليس من سبيل لضبط هذا الانفجار، والتحكم فيه من غير تنوير رجل الشارع، أى من غير تدريبه على إعمال عقله من غير معونة من السلطة الدينية التي قد تأتي فتاواها مناقضة لمسار الحضارة الإنسانية.
والسؤال بعد ذلك:
هل هذا النوع من التنوير ممكن؟
قديماً كان سقراط، في القرن الرابع قبل الميلاد، يحاور رجل الشارع فى «السوق الأرضية» من أجل إصلاح عقله في اتجاه التنوير، وحديثاً لم تعد هذه السوق ممكنة بسبب الكثافة السكانية المتزايدة والمتسارعة على حد تعبير جمال مبارك، ومع ذلك فثمة بديل وهو «السوق الفضائية» المتمثلة فى القنوات التليفزيونية الفضائية، حيث يمكن أن يتم اللقاء بين سقراط الجديد والجماهير عبر هذه القنوات.
والسؤال بعد ذلك:
هل هذا اللقاء ممكن؟
جوابي بالسلب لأن أغلب هذه القنوات التليفزيونية محكوم بالأصوليات الدينية التي تدعو إلى تكفير منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية، الأمر الذى دعا الدولة إلى إغلاق بعضها ولكن ليس بدعوى أنها أصولية إنما بدعوى أنها تواجه أزمة مالية، هذا حل بالسلب ويبقى الحل بالإيجاب.
كيف؟
بمواجهة الأصوليات الدينية، فضائياً، بلا لف أو دوران.
كيف؟
أجيب استناداً إلى عبارة قالها جمال مبارك عند ذكره الأزمة التي تواجهها منظومة المياه فى مصر، قال: أحد عناصر هذه الأزمة أن الفلاح يرى أن المياه هبة ربانية، وهي ليست كذلك، وإذا اقتنع الفلاح بأنها ليست كذلك تغيرت بنيته الذهنية في اتجاه العلمانية، أي في اتجاه التعامل مع النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق، أما إذا لم يقتنع فإنه سيواصل التعامل مع أزمة المياه في اتجاه الأصولية، أي في اتجاه التعامل مع النسبي بما هو مطلق وليس بما هو نسبي.
والسؤال بعد ذلك:
هل من حقي القول بأن جمال مبارك لديه توجه علماني؟
وإذا كان الجواب بالإيجاب فما مدى تأثير هذا التوجه في «الفكر الجديد» للجنة السياسات؟
جمال مبارك ورجل الشارع
لا اكراه في الدين لا اكراه في الزواج لا اكراه في السياسة . العالم العربي انتشر فية سرطانات بشرية خبيثة مدعومة من الصهاينة هي الانقلابات العسكرية وتحويل الجمهوريات الى جمولكيات اجرامية والقضاء على المؤسسات المدنية وعلى الديمقراطية وعدم احترام حقوق الانسان وان الانقلاب العسكري المافياوي للبشير باسم الاسلام اريد منه تفتيت السودان والاساءة للاسلام والمسلمين فقط وفقط لا غير