يتحدث سمير جعجع مثل “أم الصبي” (“الصبي” السنّي، والدرزي، والشيعي، والماروني، وبقية الطوائف..)، في حين يتصرّف ميشال عون على طريقة “علي وعلى أعدائي”، وفي حين يدلي بطرك الموارنة بتصريحات بحاجة إلى منجّم ليفهم مغزاها (إذا كان لها مغزى)! بين زعماء الموارنة الثلاثة البارزين، يستحق قائد الجيش السابق ميشال عون المحاكمة بتهمة.. “التآمر على الجمهورية”، ويستحق بطرك الموارنة “وظيفة أعلى”.. خارج لبنان، في حين “استأهل” سمير جعجع منصب رئاسة الجمهورية لأنه أثبت أنه “رجل دولة”! ولولا “سقطة” القانون الأرثوذكسي لكنا قلنا أن سجلّه ناصع منذ خروجه من الأسر!
بين ميشال “سليماني” وسمير جعجع، نحن مع سمير جعجع رئيساً لجمهورية لبنان “الكبير”!
*
رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع االانتخابات لشغل مقعد الرئاسة الشاغر منذ ايار لن تجري قريبا واستبعد اندلاع حرب أهلية جديدة رغم الصراعات السياسية.
وقال جعجع في مقابلة مع “رويترز”: “برأيي هذا أبعد بكثير من لبنان.. يمكن موضوع الرئاسة اللبنانية موضوع على طاولة البحث في مقايضات ومساومات على مستوى الشرق الاوسط ككل. لذلك وللأسف لا أرى انتخابات رئاسة على المدى المنظور ونحن في حالة انتظار.”
ورفض جعجع التكهن بتاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية. وقال إن “ما يمنع حصول انتخابات رئاسية في لبنان هو مقاطعة كتلتين بالتحديد هما كتلة “حزب الله” وكتلة “التغيير والاصلاح” للانتخابات الرئاسية. بأي وقت من الأوقات ممكن أن تجرى الانتخابات الرئاسية عندنا بالرغم من أزمة المنطقة إذا غيرت إحدى هاتين الكتلتين موقفهما من تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية.
واعتبر انه إذا وصلنا إلى 20 تشرين الثاني وليس هناك انتخابات نيابية ولا تمديد … وليس لدينا رئاسة جمهورية ولا مجلس نيابي. في اللحظة ذاتها التي يسقط فيها المجلس النيابي تسقط الحكومة وتصبح حكومة تصريف أعمال وبالتالي نكون قد وقعنا في الفراغ الكبير. فهل هذا ما يريده هذا الفريق الذي ينادي ليلا نهارا بانه ضد التمديد وبنفس الوقت لم يقم بأي خطوة للإعداد للإنتخابات النيابية.”
وأضاف: “أصبحت المسألة الآن أبعد وأعمق من مسألة تمديد أو عدم تمديد أصبحت مسألة يجب الانتباه لها. إن محاولة البعض دفع البلاد دفعا إلى فراغ دستوري كامل قد يكون تحضيرا لنظام جديد وهذه عملية نحن كليا ضدها في هذا الظرف بالذات لانها لا ترتكز إلى شيء وسترمي لبنان بمجهول ما بعده مجهول.”
وقال جعجع ان “كل مشكلة الانتخابات الرئاسية تتعلق بالكتل النيابية وتأمينها النصاب بمجلس النواب. وتحديدا كتلة “حزب الله” وكتلة “التيار الوطني الحر”… بالنسبة للعماد ميشال عون مشكلة محلية لها علاقة بانتخابه هو شخصيا رئيسا للجمهورية. فيما يتعلق بحزب الله مشكلة محلية ولكن هو يعمل حسابات أكثر من محلية.” لكنه أضاف “إذا حصلت تسوية ممكن أن تساهم في انتخاب رئيس جمهورية عن طريق ضغط إيران على حزب الله الذي هو من جديد عامل محلي. دائما دائما السياسات المحلية تصنعها القوى المحلية. إذا واحدة من القوى المحلية تربط سياستها بسياسة اقليمية هنا تصبح سياسيتنا المحلية مرتبطة بالسياسة الاقليمية.”
وقال في إشارة الى عون وحليفه حزب الله “فرقاء لبنانيون هم الذين يربطون الاستحقاق بأمور المنطقة وليس أمور المنطقة حكما لها تأثير على الاستحقاق”. وقال: “انا مستعد بأي وقت من الأوقات للبحث مع الفريق الآخر إذا كان الفريق الآخر جاهزا عن اسم ثالث لرئاسة الجمهورية وبهذه الحالة أتخلى عن ترشيحي”. وواصل جعجع: “”في هذه المناسبة أدعو العماد عون من جديد للتفاهم نحن واياه على مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية لأنه صراحة لا هو مقتنع بي ولا انا مقتنع به بكل صراحة.”
وأكد أنه لن تكون هناك مشكلة في اختيار المرشح الثالث ولكن شدد على رفضه تعديل الدستور في مناسبة كل انتخابات رئاسية في اشارة الى امكانية ترشح قائد الجيش العماد جان قهوجي او حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يقول بعض القانونيين انهما يحتاجان لتعديل دستوري. وقال جعجع: “برأيي لن يكون هناك مشكلة بالأسماء إذا اتى قرار من قبل العماد عون للدخول بالعملية. عنده قرار وحيد هو الاستمرار في مرشح حصري.”
وكرر جعجع دعوته لحزب الله للانسحاب من سوريا قائلا ان وجوده هناك غذى حالة عدم الاستقرار في لبنان. وقال جعجع ان دور حزب الله في سوريا يضع أهل السنة في لبنان “تحت ضغط كبير” ما يشير إلى خطر حدوث مزيد من الصراع الطائفي بسبب غضب السنة اللبنانيين من سياسة حزب الله. وأكد ان “الحرب الأهلية تحتاج إلى فرقاء يأخذون قرارا فيها. أنا صراحة لا أرى أي من الفرقاء الرئيسيين حتى أخصامنا عندهم أي نية للقيام بحرب أهلية في لبنان.”
وأضاف “ولكن أيضا في بعض الأوقات يحصل الأمر من دون قرار سياسي اذا كان هناك ضغط كبير. المجموعة السنية في لبنان تحت ضغط كبير جراء قتال حزب الله في سوريا ومن جراء طريقة تعاطي الجيش اللبناني مع حزب الله بطريقة مختلفة عن بقية اللبنانيين. يجب ازالة سبب الشكوى هذه لكي يستقر الوضع في لبنان بشكل عميق وليس مجرد تفاهم سياسي ووجود قرار سياسي بعدم انفجار الوضع في لبنان.”
وقال مخاطبا حزب الله “أنت تقاتل السنة في سوريا وتقول للسنة في لبنان انه يجب استبعاد الفتنة. لا تستطيع ان تقوم بخطوات تؤدي إلى فتنة وتنادي ليلا نهارا يجب استبعاد الفتنة ولا يجب ان نقع في الفتنة. لا يجب ان نقع في الفتنة تعال من سوريا عد الى لبنان وضع قرارك عند الدولة اللبنانية وهذه نقطة إجماع عند كل الفرقاء وخصوصا انك جزء لا يتجزأ من هذه الدولة.”
وعن المعارك التي حصلت الاسبوع الماضي في الشمال، قال جعجع: “كما تبين لا وجود كبير (للمجموعات السنية المتشددة) ولكن لا نستطيع ان ندع الشيطان يجربنا بشكل مستمر. اذا استمرت المجموعة السنية في لبنان تحت هذا الضغط وهذه الأجواء ستتحول أقسام منها تباعا إلى مجموعات متطرفة. يجب ان يعود حزب الله من سوريا الى لبنان وان يستقيم عمل الدولة في لبنان هذه خشبة خلاصنا جميعا.”