أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، في حوار مع صحيفة “الأنباء الكويتية” يُنشر الجمعة، عن عدم اقتناعه بكل هذا الحراك الديبلوماسي لسفراء السعودية وسوريا وايران باعتبار ان “ازمتنا الراهنة داخلية، ولسنا في حالة حرب الا مع اسرائيل، أما الفريق اللبناني الآخر فحساباته اقليمية كبيرة تبدأ من ايران ولا تنتهي بالمتوسط”.
وعن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى الرياض ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رأى جعجع انها “لم تكن ناجحة كثيراً وأن الاجتماع الثلاثي للسفراء يقف وراءه الاخوة السوريون والايرانيون لحثهم على ضبط جماعتهم ومنعهم من استعمال العنف في لبنان”.
وكشف جعجع “عن اجتماع مسيحي عريض لكل من يؤمن بخط بكركي التاريخي”، مؤكداً ان الإجتماع “سوف يخرج بوثيقة سياسية في السياق نفسه لقوى 14 آذار”.
وعن مواقف النائب ميشال عون من الغاء جلسة مجلس الوزراء ورفض حضور طاولة الحوار ما لم يُبت بملف شهود الزور، قال جعجع: “اعتدنا على مواقف عون غير المبشرة بالايجابية، واذا اردنا العودة الى الواقع فلا وجود اساسًا لما يُسمّى بملف شهود الزور في هذه المرحلة”.
وعن الحملة التي تستهدف الرئيس سعد الحريري، أكّد جعجع أنها لن تصل الى نتيجة، وهي تهدف الى حمله على تغيير موقفه من المحكمة الدولية، لافتاً إلى ان أن مهما تصاعدت موجة الهجمات على رئيس الحكومة فهي لن تصل الى نتيجة.
وإلى ذلك، اعتبر جعجع ان الحديث عن وجود جهاديين في طرابلس من باب الدعاية ليس أكثر، ويرمي الى غاية ما في نفس يعقوب.
ورداً على سؤال عن تأكيدات السفير السابق جوني عبدو بوجود جهاديين، سأل “إذا كانت سوريا تعلم بوجود مثل هؤلاء فلماذا لا تعطي أسماءهم للأجهزة اللبنانية؟”
وعن الحديث بشأن دخول الجيش الى كسروان لمنع جعجع من السيطرة على هذه المنطقة، رد جعجع: “نحن نطالب يومياً بإستلام الجيش وقوى الأمن الشرعية المناطق اللبنانية كافة وخصوصاً المسيحية منها، والرئيس ميشال سليمان والعماد جان قهوجي لديهما حساسية عالية تجاه الموضوع الأمني”، نافياً إمكان حصول 7 أيار آخر في لبنان لأن في ذلك الوقت لم يكن هناك رئيس جمهورية وحكومة مكتملة.
كما إستبعد جعجع لجوء “حزب الله” الى العنف في حال صدور قرار إتهام يتناول أحداً لديه، “لأنه لن يحصد من العنف سوى سيئاته ولن يتسنى له قطف حسنة واحدة …”.
وعن الحكومة ومحاولات إسقاطها، قال جعجع: “ان إسقاط الحكومة سيُبقي البلد بلا حكومة، أي في الفراغ الحكومي لأن لا تكليف لغير سعد الحريري وسيكون من المستحيل تركيب الوزارة”.
ورأى جعجع أن “لا تفاهم سعودي – سوري في لبنان وأن محاولات التفاهم إنتفت بعد التأييد السوري للمالكي في العراق وبعد الدعم السعودي للمحكمة الدولية، مشيراً الى ان “السوريين ما زالوا ينظرون الى لبنان كمجموعة فرقاء لا كدولة”، ناصحاً بمتابعة السعي لعلاقات طيبة بين البلدين.
وعما إذا كان الحريري قد بحث معه زيارة دمشق، قال جعجع: “لم يفاتحني بالأمر، وشخصياً كنت داعماً لزيارته الى سوريا”.
عن علاقة “القوات” بالكويت، قال جعجع: “طبيعي أن تكون كما كانت منذ ثلاثين سنة، على أحسن ما يرام ونحن بصدد مبادرة قريبة بإتجاه الكويت الشقيق”.
تعليق واحد
جعجع استبعد 7 أيار جديد: إجتماع مسيحي كبير يخرج بوثيقة في خط 14 آذار
العالم العربي برمته يحتاج للتغيير مثل أي بيت عتيق متهالك فإن لم يصلحوه سقط على رؤوس الناس، والتغيير آت مثل تبدل المناخ في الطبيعة فهو قدر مقدور لا يرد، وسوريا لا تخرج عن هذه القاعدة، ومن لا يغير ما بنفسه فإن قوانين التاريخ جاهزة لتغييره. ومن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لا تغفل عنه.
وينفع في هذا الصدد تذكر دروس التاريخ فشاوسسكو حاكم رومانيا السابق كان في زيارة لطهران وكان إعصار التغيير يجتاح كل أوربا الشرقية؛ فبعد خرق سد برلين تدفقت الحريات مثل يأجوج ومأجوج فهم من كل حدب ينسلون. وسأله صحافي يومها عن احتمالات التغيير في رومانيا فأجاب: نعم هنالك تغيرات فيما حولنا ولكن من يجهل رومانيا يظن أن التغيير قادم إلينا، وأنا أقول لهؤلاء أن النظام في رومانيا لن يهتز وإذا أنبتت شجرة الحسك تينا فقد يتغير النظام عندنا.. كان الرجل يتحدث بوثوقية وصلابة عقائدية كعادته.. وبعد هذا الكلام بأسبوع كان شاوسسكو قد رحل عن الدنيا قتيلا ولم يعثر له على قبر.
وما حدث في رومانيا مصبوغاً بالدم لم يكن كذلك في تشيكوسلوفاكيا التي انفصلت في عملية قيصرية بدون قطرة دم واحدة. ولا في أوكرانيا، وكان أعجبها صربيا حيث تعاون الضغط العالمي الخارجي مع المظاهرات السلمية الداخلية في فك النظام وإرسال سلوبودان إلى العدالة.
وهذه الحمى انتقلت مثل نسيم الربيع العليل على مناطق شتى في العالم حتى داعبت أرز لبنان، بعد أن مضى الحريري إلى ربه وجاء ملك الموت الألماني (دتليف ميلس) فقبض روح غازي كنعان كوجبة أولى.
وهذا التغير السلمي يلف بجناحه كل العالم اليوم، ويزداد أتباع جيش اللاعنف بدون توقف وينتصرون بأيدي عارية بدون سلاح، وينهزم جيش العنفيون مع كل السلاح على مدار الكرة الأرضية.