إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(الصورة: في سبتمبر 2023 أعلنت إدارة جامعة الكويت إلغاء الإختلاط بين الجنسين في الفصول إلا في حالات إستثنائية!)
*
ثار جدل جديد في الكويت إثر قيام أستاذ في جامعة الكويت (ح. ع.) بالتشكيك في صحة القرآن أمام طلبته، الأمر الذي حدا ببعض الطلبة لنقل الموضوع إلى بعض الأساتذة في الجامعة، ومنها انتقل إلى الفضاء العام، ليتحول الموضوع بعد ذلك إلى أزمة مجتمعية.
فقد طالب نواب في مجلس الأمة وزير التربية بتشكيل لجنة تحقيق ووقف الأستاذ الجامعي عن العمل واتخاذ
إجراءات قانونية عاجلة من جامعة الكويت لتقصي حقيقة الحديث عن “التشكيك في صحة القرآن”.
وقالت جامعة الكويت إنها ستتخذ الإجراءات القانونية العاجلة لاستيضاح الحقائق، مشددة على “احترام ديننا الحنيف وقدسية القرآن الكريم”.
وشدّد أمين عام الجامعة بالإنابة والمتحدث الرسمي الدكتور فايز الظفيري في بيان صحافي، على “”حرص الجامعة على صيانة المؤسسة الأكاديمية، وضرورة احترام ديننا الحنيف وقدسية قرآننا الكريم والذات الإلهية والأنبياء والرسل والذات الأميرية، والابتعاد عن كل ما يخالف القانون”.
ونوّه بأنّ “الإدارة الجامعية ملتزمة بتقصي الحقائق وتطبيق القانون، بما يعزز مكانة جامعة الكويت وسمعتها الأكاديمية وسمعة منتسبيها”.
وكان خبر الأستاذ الجامعي قد أثار غضباً نيابياً. وقال النائب بدر سيار “بعد تواصلنا مع بعض الطلبة وتأكيدهم صحة الخبر، ندعو إلى إيقاف الدكتور فوراً عن العمل إلى حين الانتهاء من تشكيل لجنة تحقيق”.
وقال النائب الإسلامي المتشدد محمد هايف، إن “ما ذُكر عن الأستاذ الجامعي من التشكيك بكلام الله يجب أن يقابل بحزم من وزير التربية ومدير الجامعة، وهذا المتوقع منهما”.
ووجه النائب السلفي محمد الداهوم، رسالة “إلى الأخ وزير التربية الحالي والقادم، بوجوب إيقاف الدكتور الذي يشكك في ديننا الإسلامي وثوابتنا الشرعية، وتشكيل لجنة تحقيق في صحة الحادثة. وإن ثبت صحة الكلام فيجب فصله وحماية أبنائنا، فإن استمر في تدريسه وتشكيكه فاستجوابي لك في أول جلسة (للبرلمان) بعد القسم (قسم الحكومة الجديدة)”.
وكانت أستاذة الأدب والتحليل النفسي في جامعة الكويت هيفاء السنعوسي هي من أول من أثار خبر الأستاذ الجامعي “المشكك”، وقالت: إن الأستاذ المتهم بالتشكيك في القرآن ويرفض استلام تقارير بها عبارة بسم الله الرحمن الرحيم، يقول لطلابه “ما الذي يدل على أن القرآن الكريم كلام الله، وما الذي أدراكم، فربما يكون القرآن من تأليف محمد”، دون أن يذكر أنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأضافت: “جرى نصح الأستاذ الجامعي المذكور للتخلي عن أفكاره (!!!)، والالتزام بعدم تكرار ما يردده، لكنه رجع إلى ما كان عليه بنشاط ملحوظ”. وتابعت: “الطلاب تأذوا من أفكاره، لكنهم يخافون التقدم بشكوى ضده، ومن واجبي أن أحميهم”.
وتساءل بعض الطلبة المدافعين عن موقف الدكتور “المشكك”: “أين دور أساتذة الجامعة في الدفاع عن حرية تعبير زميل لهم؟ أين دور مؤسسات المجتمع المدني في الوقوف إلى جانب حرية الرأي والتعبير؟”.
وأضاف بعضهم: “نشاهد شجاعة هؤلاء أمام القضايا العامة المتفق عليها، لكننا لا نرى هذه الشجاعة في المفاصل الدقيقة والتوجهات الحساسة التي تحتاج إليها قضية حرية التعبير”.
وعلق بعض المراقبين على الموضوع بالقول: “عندما ينشغل أعلى هرم تعليمي برأي دكتور وطلب دكتورة إحالته للنيابة لمجرد إبداء رأي،
وعندما يكون الصرح المفترض أن يكون منارة للمعرفة والثقافة قبراً للبحث والعلم، سوف تعرف إلى أي مستوى وصل التعليم وأي مستقبل مظلم ينتظر الأجيال”.
يا حيف على التعصّب وعدم تقبّل الرأي المختلف. من ثم يسألونك منين جائت داعش.