التطورات السريعة المرتبطة بـ”ثورة الياسمين” التي شهدتها تونس، وتمثلت في إقصاء الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة، وتولي رئيس البرلمان الرئاسة مؤقتا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية خلال 60 يوما، تبدو بوابة لثورات ياسمين عربية أخرى.
فالجمر المشتعل تحت سطح الكثير من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بعض المجتمعات العربية، قد ينبئ بتطورات من شأنها أن تكون مماثلة أو قريبة لما حدث في تونس. فهناك ظروف “سيئة” تغلف بعض المشهد العربي، ومن ثم فإن النتائج، بدءا من مصر، ومرورا بليبيا والجزائر، ووصولا إلى الأردن، قد تفضي إلى ما شهدته الأوضاع في تونس.
وما يجعلنا نضع أصبعنا على هذا السيناريو، المزعج للبعض والمغري للبعض الآخر، معاناة الحياة والمعيشة الصعبة، التي قد تؤثر سلبا على الأوضاع السياسية وتقلبها رأسا على عقب.
فتحولات الشأن السياسي عادة ما تحركها الشرارات الاقتصادية والاجتماعيىة، ومن أبرز تلك الشرارات الوضع المعيشي، وهو ما لم يدركه الحكم التونسي بصورة صحيحة ولم يستطع أن يتوقع نتائجه الدراماتيكية على كامل وجوده في السلطة. لذلك، تحول أمر التونسيين من مطالبات بتحسين الوضع المعيشي وتوفير فرص عمل للعاطلين ومعالجة مشاكل الفقر، إلى مطالبات بتغيير النظام “القمعي المناهض للحريات” بوصفه المسؤول عن جملة كبيرة من القضايا والمشاكل ساهمت في تفاقم شكل الحياة على مختلف الصعد.
إن الحكومات البوليسية، ومهما استطاعت أن تسيطر على الأوضاع المحلية بالحديد والنار، ومهما تجاهلت مطالب الشعوب، لن تكون في يوم من الأيام قادرة على حماية نفسها ووجودها. فالقمع لن يستطيع أن يكون وسيلة مستمرة لإدارة الناس، والاستحواذ على مقدرات الشعب لن يستمر إلى ما لا نهاية. هذا ما تعلمه ثورة الياسمين التونسية للشعوب العربية المقهورة.
إن عصر العولمة والانفتاح والمعلوماتية، بات لاعبا رئيسيا في كل حركة تغيير تشهدها مجتمعات العالم الثالث. وما تجربة الشعب الإيراني والحركة الخضراء بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلا شاهدا على ذلك. وقد أكد أكثر من مشارك في الأحداث التونسية وأكثر من مراقب لها أن الحركة المعلوماتية المستندة إلى ما يدوّنه النشاط المعارض في المواقع الالكترونية لعبت دورا رئيسا في الحركة التغييرية بتونس. ولا يمكن في ظل التطورات التكنولوجية الراهنة السيطرة على مثل تلك الحركة، فقد بات يقال عنها بأنها ملهم الفكر التغييري لدى الكثير من التغييريين والوقود الذي يدفع الحركة للاستمرار والانتشار، وهو الأمر الذي لا تدركه غالبية الحكومات العربية التي باتت تتعامل مع شعوبها بثقافة ما قبل عصر العولمة.
إن الدرس الأبرز الذي يجب أن يتعلمه بعض الحكام العرب من التجربة التونسية يتمثل في الإنجاز الذي حققه الشعب التونسي من خلال قدرته على تغيير رئيسه وإقصائه عن الحكم دون أي مساعدة خارجية، فلم يكن المراقبون يتوقعون أن ينجح شعب عربي في إسقاط زعيمه بهذه الصورة المجتمعية وفي فترة زمنية قياسية لم تتجاوز الشهر دون أي مساعدة من دول خارجية. وتجربة صدام حسين في قمع شعبه ونهب مقدراته لاتزال ماثلة أمامنا، حيث لم يستطع العراقيون إسقاط النظام وإقصاء صدام وحزب البعث من الحكم إلا بالاستعانة بالتدخل العسكري الخارجي.
على بعض الزعامات العربية إدراك أن الاستمرار بالتشبث بالسلطة مع مواصلة الثراء والتقدم بالعمر، وتجاهل الظروف السياسية والمعيشية السيئة التي تعيشها شعوبهم، له مردود سلبي كبير عليهم وعلى شعوبهم. وإذا كان هذا الاستمرار مبررا لدى بعض الحكام بحجة مواجهة الجماعات المتطرفة، إلا أن تجربة ثورة الياسمين التونسية فندت ذلك وأثبتت أن الكلمة الأولى والأخيرة يجب أن تكون للشعوب لا لمبررات الحكام للبقاء أكثر في السلطة ولنهب أكثر لمقدرات الشعوب وتجاهل مطالبه والدوس على طموحاته في العيش بصورة كريمة.
كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com
“ثورة الياسمين” التونسية درس للعرب يقول العالم الاجتماعي الجزائري “قبل ان تلعنوا الاستعمار العنوا القابلية للاستعمار او للاستحمار” ان عهد المقالات الانشائية انتى في عصر الانترنت وان اسرائيل هي نتيجة حتمية لتخلف العرب وعدم تطبيق علم الديمقراطية وعدم احترام حقوق الانسان. ان زلزال شعب تونس اللاعنفي الذي عبر لاول مرة في تاريخ العرب عن ارادة العربي في تدمير الديكتاتوريات او الطواغيت او الحزب القائد المدمر للشعوب او الدستور المفصل على قياس الطواغيت قد انتهى بعد ان تحولت الخلافة الراشدة الى ملوك استبدادية من قبل الامويين او العباسيين هؤلاء الطغات اعادوا العالم العربي الى ما قبل التاريخ وقلدوا الروم بان يذهب… قراءة المزيد ..