لم يسبق لي أن تحدثت إلى صحيفة “الراية” القطرية التي أثارت الغبار كعادة قطر إزاء أي شأن مصري! لأن الحوار الذي كنت طرفاً فيه كان لمجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية، وكان الطرف الآخر الصحفي النابه أيمن الحكيم، وكان الحديث في هموم مصرية بحت، أزمتها الاقتصادية وانتشار التطرف في الشارع المصري.
ولأن الزميل أيمن الحكيم كان مضطراً لاختصار حديث امتد لثلاث ساعات، فقد اختصره بحِرَفية عالية وبما لا يخل، لأن ما حدث من خلل كان في عيون محبي إثارة الغرائز الدينية وغبار الفتن، وفي عقول نهازين الفرص للنقمة، لمجرد النقمة. و أخص منهم بالذكر “الراية” القطرية التى وصفتنى بعدو الإسلام، والشاب خالد الجندي، الذي لا يفوت فرصة إلا أسبغ على شخصي الضعيف من بديع قاموسه الأخلاقي، وعمل لنفسه من “المشيخة” قناة خاصة يبرطع فيها براحته، لأن ما قاله هذه المرة أو في مرة سابقة عند حصولي على جائزة الدولة التقديرية، لا يمكن وصفه بأكثر من البرطعة. هذا مع التأدب الشديد قياسا على أقواله. وفى هذا الحوار طلبته لمناظرة علنية بقناة محايدة ولم يأتني منه رد سوى إعلان ردتي عن الإسلام.
في الحوار حول الأزمة الاقتصادية، اقترحت ضبطاً وإشرافاً من الدولة على سياحة الآثار، لراحة السائح ومنع استغلاله من مافيا السائقين والتراجم وخيولهم وجمالهم، ناهيك عن المتسولين. ويمكن إضافة مصدر مالي آخر شديد الأهمية بالسياحة الدينية في سيناء.
لقد أخبرنا القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى قد ظهر للنبي موسى في عليقة مضيئة بجبل سيناء المعروف الآن باسم “جبل موسى” إلى الشمال من “جبل كاترين”، وأنه بينهما يقع الوادي المقدس “طوى” الذي كلم الله فيه موسى تكليما، وأمره بخلع نعليه عند دخوله وادي طوى، بينما لم يأمرنا بخلع النعلين في الحج للكعبة المكية. وهو أيضا المكان الذي تجلى الله فيه للجبل فجعله دكاً، و هو شأن لا تختلف عليه الديانات السماوية الثلاث. و أن إهمال هذا المكان الأقدس هو تقصير وخطأ جسيم دينياً ووطنياً واقتصادياً. فبالإمكان إقامة سياحة دينية في هذا المكان لزيارات تقصده من كل بلاد الدنيا، رغبة في التماس القداسة لا العبادة، وإن كانت العبادة جائزة في أي مكان عدا الأماكن المدنسة. وهو أمر لو أحسّنا استثماره بذكاء وفطنة وخطة طموح، بإقامة الطرق المناسبة والفنادق والقرى السياحية والساحات العامرة، مع “تليفريك” يربط الجبلين بديلاً للسلم الخشبي الحالي المتهالك والمنهك للشباب، ناهيك عن الكهول، مع إقامة المعبد المناسب لمن شاء أن يصلي كل على طريقته فكلها طرق تؤدي إلى الله. و فائدة أخرى هامة ستتحقق لأنه سيعمر وسط سيناء الأجوف الميت بما يحيي أرضاً موات، ويضمن سلامة سيناء بتعميرها إزاء أي خطر قد يأتيها من الشرق.
الغريب أن قناة “الجزيرة” القطرية ومعها فضائيات كثيرة زارت الكعبة التي أقامها المغاربة في بلادهم، وصوروا الحج إليها بحسبان الأرض كلها مسجداً طهوراً وأن الله سيراهم يحجون في بلادهم كما سيراهم بمكة، و ن هذا هو استطاعتهم. لم نسمع تعليقات واحتجاجات وتكفيراً كما يحدث مع القمني كلما تفوه بكلمة و لو كانت في مصلحة الوطن و الناس.
وقد استخدمت تعبير كعبة حتى يقبله الذوق المسلم، ولأن الكلمة على المستوى اللغوي تعني الغرض والمقصد والهدف، وهي ليست بديلاً لكعبة مكة التي علاقتنا بها هي علاقة فرض تعبدي، ستكون كعبة سيناء محل قداسة بدون شعائر وطقوس. وربما كان هذا كله في ذهن الرئيس الداهية أنور السادات عندما طرح فكرة مجمع الأديان بسيناء، وهو رجل لا يشك أحد في إسلامه و إيمانه.
في ذات المجال سجلت اعتراضي للسماح العشوائي بالعمرة والحج السياحي الذي يضخ في بنوك السعودية من أموال مصر الفقيرة حوالي ثلاثة مليار دولار سنوياً، في رحلات مكوكية للأثرياء. و لو راجعت قوائم أسماء المعتمرين والحجاج سياحياً ستجد معظم الأسماء تتكرر، ويزاحمون الفقراء الذين لا يستطيعون إليه سبيلا إلا مرة واحدة بشق الأنفس. ولأنهم فقراء، فقد تم ضبط حجمهم و تقنينه بطابور القرعة الطويل، بينما الأثرياء الذين يحتاجون إلى الغسل والتنظيف السنوي من الذنوب، يذهبون بمال نحن شركاء فيه لأنه مال الوطن، ويحوزون وحدهم الثواب دوننا. وضربت مثلاً بزمن عبد الناصر عندما احتاج المجهود الحربي إلى المال الوطني، فأوقف الحج إلى السعودية عدة سنوات بقرار جمهوري. ومصر بحالها الراهن لا تستطيع سبيلاً إلى ضخ 3 مليار دولار سنوياً في بنوك السعودية.
في النهاية، ليس لي أن أنكر فرضاً من فروض الله أو أتدخل فيه. كل ما طلبته هو خير في خير وليس فيه شر واحد. خير في تقنين الحج السياحي تحقيقاً للعدل، وخير اقتصادي في توفير دخل إضافي للمال القومي، وخير في إعطاء مزيد من الفرص للفقير للحج الذي لا يستطيع إليه سبيلا بنظام القرعة، و خير في إحداث حالة تسامح وسلامية بين الأديان، وخير بإعمار الأرض، وخير بإحياء أرض موات، وخير بتشغيل العمالة المصرية، وخير بحماية سيناء من الاعتداء عليها.
والناس والوطن من وراء القصد.
توضيح من سيد القمني حول اقتراحة بإقامة كعبة سيناء ايمن الاردني بسم الله الاول والاخر والظاهر والباطن كاشف الخبايا ورب السجايا اما بعد في كل مرة يطل الكاتب القمني براسه يفرغ ما بجعبته لينشأ حوله سحابة من رمل ويعود وفي كل مرة يطل باخرى لينفي بعد ما يظن ان فكرته وصلت ويسجل ردات الفعل على هرقطاته لقد بدا القمني كتاباته مشككا بالاديان وانا لا اريد ان ادخل هنا بتخصصه وما اثير حول شهادته المزورة ، ولكن الرجل ابحر في علم الاساطير حتى نسبها الى الاديان ، ولقد صب جام غضبه على الدين الاسلامي الحنيف متناسيا ان علمنا نحن اتباع الديانات… قراءة المزيد ..
أتحدى سيد القمني
لقد قمت بتأليف كتاب اسمه :
كشف حقيقة سيد القمني
وهو موجود على النت لمن أراد
و نقلت من غالبية كتبه – و أتحدى أن يرد على هذا الكتاب