تسارعت وتيرة سقوط المقاتلين في صفوف حزب الله والحرس الثوري الايراني في مرحلة ما بعد التدخل الروسي في سوريا، الامر الذي أثار الكثير من التساؤلات عن سبب هذا الارتفاع المفاجيء، خصوصا في صفوف الايرانيين، وهم من كبار القادة العسكريين ومن بينهم جنرالات وعمداء وعقداء، في مقدمهم اللواء حسين همداني نائب قائد قوات الحرس الثوري الايراني ونائب قائد قوة القدس ، في ظاهرة لم تشهد الحرب السورية منذ إندلاعها سقوط أي واحد من بينهم!.
وإذا كان تساقط مقاتلي حزب الله لا يثير الاستغراب فالحزب يشيع مقاتليه منذ بداية الحرب السورية، إلا أن ما يثير الريبة هو تساقط هذه العدد من القادة الايرانيين في مرحلة ما بعد التدخل وبدء الغارات الروسية في سوريا، بحيث تراوح عدد الذين سقطوا من الايرانيين اكثر من 20 ما بين لواء وعقيد وعميد وسواهم من الرتب العسكرية العالية.
وفي ظل غياب اي معلومات عسكرية ميدانية عن سبب ارتفاع عدد القتلى الايرانيين، فإن معلومات في لبنان تحدثت عن سقوط 17 مقاتلا من حزب الله بنيران صديقة، من الطيران الحربي الروسي، ومع ذلك لا يمكن القفز الى الاستنتاج بان الطائرات الروسية تلاحق القادة الميدانيين الايرانيين في سوريا.
مصادر سياسية في المعارضة السورية عزت السبب الى النقمة التي تستعر في صفوف الجيش النظامي السوري من جهة ومن صفوف ابناء الطائفة العلوية من جهة ثانية من الاستكبار الايراني، وطريقة الاستعلاء التي يمارسها قادة الحرس الثوري الايراني على الجنود السوريين وقادتهم، خصوصا السعي الى تشيع العلويين، وتسليط مقاتلي حزب الله على جنود الجيش النظامي السوري وقادته.
وتضيف ان التدخل الروسي سمح للجيش النظامي السوري بالتقاط بعضا من انفاسه، لما يربط الجيشين الروسي والسوري من علاقات استراتيجية ومهنية وأسس واضحة لعلاقة بين جيشين نظاميين، كما افسح التدخل الروسي في المجال امام العلويين الى الافلات من قبضة الايرانيين وميليشياتهم فانتفضوا على السيطرة الايرانية، مرجحة ان يكون الضباط يسقطون بفعل عمليات اغتيال وكمائن ينفذها موالون للنظام من اجل الحد من النفوذ الايراني مستندين الى دعم معنوي روسي يسعى الى الامساك منفردا بالورقة السورية.
*اليوم أعلن عن مقتل رائد إيراني في سوريا بعد ساعات على الإعلان عن مقنل القائد علي شاليكار.