وزعت حركة فتح الفلسطينية منشورات في مخيمات لبنان عامة والجنوب خصوصا حملت رسالة واضحة لمنظمي ما سمي بـ”مسيرة العودة 2″ وفيها ان الدماء الفلسطينية أغلى من “زجاجة عصير ومنقوشة”ّ!
الرسالة الفتحاوية كانت واضحة ومعبرة جدا في إشارتها الى ما سمي “مسيرة العودة 1” التي نظمها حزب الله بالتعاون مع السلطات السورية ونقلت آلاف الفلسطينيين الى بلدة “مارون الراس” لتنتهي بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى على يد الجيش الاسرائيلي من دون ان يرف للمنظمين جفن. فهم دفعوا بالفلسطينيين الى الشريط الشائك عند الخط الازرق ووقفوا يتفرجون عليهم يسقطون قتلى وجرحى الواحد تلو الآخر، حيث لم ينفع ما يسمى بـ”توازن الرعب” بين ما يسمى “المقاومة” وإسرائيل في ردع الجيش الإسرائيلي عن إصطياد المدنيين الفلسطينيين، ومن دون ان يحرك الحزب الالهي صواريخه ولا مقاوميه للرد على الاعتداء الاسرائيلي الفاضح وانتهاك جيش العدو الاسرائيلي للحدود اللبنانية.
المنطقة التي رشحتها دمشق والحزب الالهي (بلدة مارون الراس) لتوجيه رسالة الى الاسرائيليين تخضع نظريا لسيطرة الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان وهي منطقة تحظر فيها العمليات العسكرية او الاستفزازية. وهي ايضا ممنوعة على الفلسطينيين تحديدا الذين يجب ان يستحصلوا على أذونات خاصة من الجيش اللبناني لكي يصلوا اليها.
وخلال الاسابيع الماضية سرت شائعات عن نية منظمي الـ”مسيرة 1″ بتنظيم الـ”مسيرة 2″، الأمر الذي أثار الذعر والرعب في قلوب الجنوبيين حيث افادت المعلومات ان القرى الحدودية فرغت من سكانها الذين توجهوا مذعورين الى ضواحي العاصمة خشية ردة الفعل الاسرائيلية المرتقبة. فقد حذر جيش الدفاع الاسرائيلي من مغبة إنتهاك الحدود الاسرائيلية تحت أي ذريعة كانت، مشيرا في بيان الى انه سيرد على منتهكي الحدود بالقوة المناسبة لردعهم.
ردة الفعل الاسرائيلية لم تقتصر على البيان بل تعدته لتبلغ رسائل الى الحزب الالهي في لبنان ورعاته الاقليميين في دمشق وطهران، فضلا عن السلطة الفلسطينية، مفادها ان تل ابيب لن تتهاون في ردها وهي ستجرف الحزب الالهي ودمشق على حد سواء إذا ما تجمع الفلسطينيون عند الحدود الشمالية محاولين إختراق الازرق.
ولأن دمشق وحزب الله على حد سواء منشغلان بالانتفاضة السورية، ولأن سوريا لم ترد يوما على أي إستفزاز إسرائيلي، فقد قرر الحزب والراعي السوري صرف النظر عن ما سمي بـ”مسيرة العودة 2″ والاكتفاء بإضراب عام في المخيمات الفلسطينية فقط إبعادا لشبهات ضلوع الحزب الالهي في تنظيم المسيرات.
وكانت معلومات أشارت الى أن حزب الله دعا الفلسطينيين الى تنظيم سلسلة بشرية تمتد من الناقورة الى معتقل الخيام، على ان ينفذ إعتصام كبير في المعتقل بعد ان كان وعد الفلسطينيين برعاية اعتصامهم في قرية مارون الراس ليتراجع الى سلسلة بشرية يعقبها إعتصام. ومع إشتداد الضغوط، تراجع الحزب ودمشق على حد سواء وقضت التنظيمات الفلسطينية أمرها بتنفيذ إضراب يوم الاحد في المخيمات الفلسطينية فقط.