كتب عمر القليوبي (المصريون):
عزت مصادر مقربة من تنظيم “الجهاد” لـ “المصريون”، سر تعطل إصدار المراجعات الفقهية والفكرية لتنظيم “الجهاد” رغم الإعلان منذ شهور عن حدوث توافق حيالها إلى رفض قائد المبادرة الدكتور سيد إمام الشريف الملقب بالدكتور فضل للتعديلات التي أوصت بها اللجنة المشكلة من مجمع البحوث الإسلامية، المكلفة فحص كتاب “ترشيد العمل الجهادي في مصر”.
ووفق المصادر، فقد أبدى الشريف رفضه إدخال أي تعديلات على فحوى هذه المراجعات، مؤكدًا أن هذا أكثر ما يمكن تقديمه وأن أي تنازلات أخرى ستعزز المعارضة لهذه المراجعات من جانب المجموعات السبع المنتمية إلى تنظيم “الجهاد”، خاصة وأنها لا تحظى بالإجماع، فضلا عن المخاوف من أن تؤدي معارضة قيادات التنظيم بالخارج إلى عرقلة إقرارها.
ونقل عن المصادر إمكانية عقد اجتماعات بين لجنة البحوث بمجمع البحوث الإسلامية وبين الدكتور فضل في المرحلة القادمة للبحث عن حلول وسط وتوضيح بعض النقاط الغامضة التي طلب الأزهر تفسيرات منه عليها مشددة على أن هذا الأمر يحتاج لوقت وجهد طويل كما حدث مع مراجعات الجماعة الإسلامية التي استمرت لسنوات.
ومن بين أبرز المطالب التي رفضها الشريف هي إعلان “الجهاديين” ندمهم على جميع عملياتهم وأسلوب مواجهته للنظام وما شهده من إراقة دماء، مشددًا على أن المراجعات تتضمن الاعتراف بوجود أخطاء في تفسير مفهوم الجهاد من جانب أعضاء التنظيم.
لكن المصادر رجحت حصول توافق حيال الخلافات القائمة خلال المرحلة القادمة في ظل إصرار الأمن على إعلان عن التوصل للمراجعات في أقرب فرصة، ومع إطلاقه سراح العديد من الشخصيات القيادية داخل التنظيم، بهدف وأد المعارضة المشتعلة من جانب بعض قيادات التنظيم داخل السجن للمراجعات.
من جانبه، استبعد الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية لـ “المصريون” موافقة الدكتور سيد إمام على التعديلات المقترحة من مجمع البحوث الإسلامية، لافتًا إلى أنه في حال موافقته قد تتصاعد المعارضة لهذه المراجعات من جانب مجموعات كبيرة داخل التنظيم، فضلاً عن أنها ستؤدي إلى تفريغ المراجعات من مضمونها.
وانتقد حبيب طلب الأزهر إجراء تعديلات على المراجعات، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى اتساع رقعة الرفض لها في أوساط المعارضين وهو ما يدركه الدكتور سيد إمام بشدة، لكنه رجح أن تُحل هذه الخلافات خلال الأسابيع القليلة القادمة.
(المصريون)