إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
زوّّرت الاطراف المعادية للديمقراطية الانتخابات لمنع القوى الوطنية من المشاركة الفعالة في العمل السياسي . وارتكبت جريمة اكبر من التزوير حين استخدمت التجنيس لحشد الاعوان والانصار لمواجهة القوى الوطنية .. ورغم فداحة هذا الجرم ..الا انه لم يكن يشكل الخطر الحقيقي.. فمن جنسوا لم يكونوا غرباء تماما عن المجتمع الكويت بل كانوا في الواقع اصوله واقرباءه .هذا في الواقع دفع قوى الردة الى ارتكاب الجرم اللذي لا زلنا نعاني منه وهو “الحجر” على ذهنية وايديولوجية من جنستهم بهدف ابقائهم على تناقض دائم مع المجتمع الكويتي وفي تعارض مع تحضره وتسامحه. بل لم تكتف القوى المعادية للديمقراطية بذلك ..بل عمدت بخبث الى بدونة وقبلنة المجتمع الكويتي برمته.. واخيرا وضع لمسات الجريمة الكبرى عبر اسلمة الانظمة والقوانين وادينة الانسان الكويتي.
الكويت لم تعد الكويت منذ ان تم التحالف بين الشيخ سعد وقوى الردة الدينية والقبلية ومنذ التعديل الاول والقسري للدوائر الانتخابية عام 1981 . تأسلمت وتقبلنة الدولة وفرض التدين على الناس . وتحولت كويت الانفتاح والتسامح الى كويت التشدد والانغلاق والازدراء للاخر.
ومع الاسف تحول بالتالي التقوقع والانغلاق الى تنابذ بين الكويتيين انفسهم فازدهر الانقسام الطائفي والعرقي وحتى الثقافي. واصبح الناس شيعة وسنة بدوا وحضرا بعد ان كانوا كويتيين وحسب . بل مع الاسف فإن البعض بالغ في التمادي وحول الكويتيين الى كويتي بالتأسيس له الفضل والمنة وكويتي يلحقه عار التجنيس طوال حياته مع ان القانون واضح وهو ان كل من يولد في الكويت لاب كويتي “هو كويتي”… كويتي وحسب.. لا بدوي ولا حضري ولاسني ولا شيعي ولا متجنس ولا بطيخ .
ان الخطر على الوحدة الوطنية والهوية الكويتية الأصلية لا يزال قائما ترعاه وتغذيه الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة التي لا تزال تخضع لهيمنة قوى الشر التي لا تريد خيرا لكويت التقدم والانفتاح.
لهذا فإن المطلوب اليوم هو رد الاعتبار للتقدم والتمدن ..اي نزع العباءة الدينية والجبة التي اعتمرتما الحكومة منذ 1976. ودعم المجتمع المدني ومؤسساته المتحضرة في مواجهة القبلنة والتعصب العرقي والطائفي وتعزيز الهوية الوطنية التي تشمل كل الكويتيين وبلا اي استثناء.