خاص بـ”الشفاف”- زوريخ
السؤال الذي يتهامس به الصحفيون، من كل بلدان العالم، الذين يحتشدون في لوبي فندق “بور أو لوك” الفخم القريب من مقر “الفيفا” في زوريخ هو: هل تقوم الشرطة السويسرية وجهاز “إف بي أي” الأميركي بحملة اعتقالات جديدة لمندوبي الإتحادات الرياضية، على غرار ما فعلت أثناء المؤتمرين السابقين لـ”الفيفا”؟
هذا السؤال هو ما يدفع مصوّري التلفزيونات للتمركز أمام فندق “بور أو لوك”.. لعل وعسى!
خصوصاً أن جميع المندوبين، وكل المشاورات، والمفاوضات في الكواليس، تدور في “لوبي” وغرف وممرات هذا الفندق. ويكفي أن تجلس قليلاً في “اللوبي” لتصادف جميع المرشّحين، و”صانعي الملوك” في “الفيفا”. أي أن عملية “مداهمة” واحدة ستكون كافية لاعتقال جميع “المطلوبين” الذين تجمّعت معلومات جديدة عنهم منذ آخر عملية اعتقال قبل ٧ أشهر,
هل تصحّ تكهّنات الصحفيين المتخصّصين بشؤون الرياضة الدولية؟ الجواب سيكون خلال ٤٨ ساعة القادمة. فانتخاب رئيس جديد لـ”الفيفا” سيكون يوم الجمعة في ٢٦ شباط.
كيف ستؤثر عمليات الإعتقال، إذا حصلت، على عمليات التصويت؟ يقول الجامعي، والمحقق الصحفي الكندي “ديلان هيل”، الذي اشتهر بجرأته في فضح “مافيا الفيفا” أن أية اعتقالات يمكن أن تصيب مندوبي الإتحادات بالذعر، فتدفع بعضهم للتصويت لصالح المرشحين الذين يعدون بـ”تغيير حقيقي”، خصوصاً الأمير “علي بن الحسين”، وتقنع البعض الأخر بالتمسّك بالمرشحين الذين يعدون بـ”الإستمرار في العمل كالعادة”، أي كما في عهد “بلاتر”، خصوصاً البحريني “الشيخ سلمان”، أو المرشح الجنوب إفريقي “طوكيو سيكسويل”.
الشيخ سلمان أم أنفانتينو؟
إذا وضعنا “تكهّنات الإعتقالات” جانباً، فالسؤال المهم هو من ينال العدد الأكبر من الأصوات: الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة أم الإيطالي السويسري “إنفانتينو”؟
وقد حصل الأول على التأييد الرسمي للإتحاد الآسيوي، وعلى تأييد “الإتحاد الكونفيدرالي الإفريقي، في حين حصل الثاني على تأييد “الإتحاد الأوروبي” واتحاد أميركا اللاتينية.
وهنالك تساؤلات عما إذا كان عدد مؤيدي الشيخ البحريني بدأ بالتراجع مقابل تحسّن حظوظ “إنفانتينو” أو، بالعكس، ما إذا كان السويسري سيضطر في آخر لحظة للقبول بمنصب الأمين العام للفيفا إذا اقتنع بأن “الشيخ سلمان” فائز لا محالة!
الموضوع ليس محسوماً، ومناورات اللحظة الأخيرة ما زالت مستمرة.
ماذا يمكن أن يتغيّر في ٤٨ ساعة الأخيرة؟
هنالك إتحاد واحد لم يعلن موقفاً رسمياً من المرشحين، وهو الـ”كونكاكاف”، أي الإتحاد الكونفيدرالي لاميركا الشمالية والوسطى. ويضم هذا الإتحاد ٣١ من دول “الكاريبي”، ومعظمها دول فقيرة نسبياً. وفي العام ٢٠١١، نُقل عن القطري “محمد بن همام استعداده لدفع ٤٠ ألف دولار مقابل كل “صوت”.
أي أن هذه الكتلة “الفقيرة”، أكثر من ٢٥ صوت، ربما تلعب دوراً حاسماً في الساعات الأخيرة، إذا تقاربت أصوات المرشّحين الرئيسيين أي الشيخ سلمان وإنفاتينون سواءً حصلت اعتقالات أم لا! وسواءً بفعل إغراءات مالية، أم لأسباب أخرى!
سيناريو ثالث
يبقى سيناريو يتكهّن به عدد من المتابعين، وهو أن يصل “صانعو الملوك” في الفيفا، أي “بلاتر” والكويتي أحمد الفهد أن فوز الشيخ سلمان يمكن أن يؤدّي إلى انفجار “الفيفا”، أي إلى تعمّق الأزمة المستمرة التي ابتدأت منذ اختيار قطر، خصوصاً إذا ما رفضت الإتحادات الأوروبية النتيجة وقرّرت الإمتناع عن ترشيح عواصمها لاستضافة مباريات “الفيفا”!
وتبقى “ملاحظة”: وهي أن “الرياضة” تبدو الغائب الوحيد في مشاورات انتخاب رئيس جديد لـ”الفيفا”، أو أن تأثيرها ضئيل في انتخابات تغلب فيها “السياسة” و”المال”!