الحرية للمعارضة السورية، لكن للبحرينية لا؟
الحرية للسنة، لكن للشيعة لا؟
الحرية للكويتيين، لكن للبدون لا؟
الحرية للمسلمين، لكن للمسيحيين لا؟
الحرية للأحزاب الإسلامية لكن للأحزاب الليبرالية لا؟
***
دخل الرجل إلى المحل على عجل، حيا العامل، وطلب لنفسه ثوباً جديداً. ابتسم الخياط، وشرع بالعمل، تناول من خلفه قماشاً، وبدأ يقص ما يحتاجه للطلبية الجديدة. دهش الرجل، واستوقف العامل قائلاً: انتظر لحظة، أليس من المفروض أن تأخذ مقاساتي أولاً؟ ألا تود أن تعرف طلبي ونوعية القماش الذي أريده؟ ابتسم الخياط ورد ببرود «هات تفضل ما هي طلباتك؟».
سحب الرجل كرسياً، جلس، وشرع في إملاء رغباته التي بدا أنها كثيرة، قال:
أريد ثوبي جميلاً أنيقاً، يلفت نظر كل من يراه. أريد قماشاً فاخراً، أبيض ناصعاً، أما الموديل، فأريد تفصيله تناسب جسمي، وتريحني؛ لا عريضاً ولا ضيقاً، لا طويلاً ولا قصيراً. أريد «بنسات» عند الخصر، «بزمات» للكم، قبة جميلة منشاة، وجيوباً كثيرة.. آه نعم المزيد من الجيوب.
رمى الخياط مقصه من يده، وابتعد عن منضدته، وقال للزبون بعصبية: اسمعني يا أستاذ. يبدو أنك رجل محترم، وأعتقد أنك ستفهم ما سأقوله لك. أثوابنا هنا مقاس واحد وموديل واحد ولون واحد، لا يختلف الواحد منها عن الآخر بأدنى تفصيلة. أثوابنا تأتي FREE SIZE ولا نستطيع أن نفصل لك ما يلائم مقاسك فقط، هذا المحل يبيع أثواباً لكل الناس بشتى ألوانهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم. ألم تقرأ اسم المحل؟ إنه يا سيدي «خياط الحرية».
***
كلما أردنا فعل شيء ولو كان صغيراً من أجل اللاجئين السوريين وضحايا المجازر في سوريا، صدمنا بالقول «ننتظر القرار السياسي». فيا أيها القرار السياسي، ماذا تنتظر؟ هل علينا أن نؤجل البرد والجوع والموت حتى يحين وقتك؟
d.moufti@gmail.com
كاتبة كويتية
خياط الحرية في بلدان (..)
اللآءات ليست الا ماترين انت انه لا وكل لأ اتيتي بها لم يقل احدا بها الا النذر اليسير الذي يراها بطريقة مختلفة نوعا ما…اليست الممانعة وتداول الامر من الديمقراطية التي تطلبون ؟؟