وكالة الصحافة الفرنسية- شيع كبار المسؤولين السعوديين ولي العهد الامير نايف بن عبد العزيز البالغ النفوذ في مكة المكرمة غروب الاحد بحضور بعض قادة الدول العربية والاسلامية اثر وفاته جراء مشاكل صحية في جنيف السبت.
ويبدو وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز الاكثر ترجيحا لخلافة شقيقه الامير نايف بحسب خبراء.
وقال انور عشقي رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية “التوقعات ترشح الامير سلمان (76 عاما) ليكون وليا للعهد نظرا لما يتمتع به من خبرة مؤكدة في العمل الاداري والامني والسياسي”.
واضاف لوكالة فرانس برس ان “السعودية لا تعتمد فقط على التقدم في السن لاختيار ولي العهد انما ايضا الممارسة والخبرة في الميدان الاداري والسياسي”.
وشارك في الصلاة على الجثمان المسجى الملك عبد الله بن عبد العزيز جالسا على كرسي الى يمينه رئيس المجلس العسكري في مصر اللواء حسين طنطاوي، والى يساره امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح بالاضافة الى امراء من العائلة المالكة.
كما حضر الاف الاشخاص الى ساحة الحرم المكي للمشاركة في الصلاة.
ونقل الجثمان بعدها الى مقبرة العدل في مكة ليدفن هناك.
وقدم كبار القادة في العالم العربي تعازيهم للملك بوفاة ولي العهد (79 عاما)، وكذلك فعل عدد من رؤساء الدول في العالم.
ووصل قادة عرب لتقديم واجب العزاء بينهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وشقيق ملك المغرب الامير مولاي رشيد وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي.
ومن المشاركين ايضا رؤساء جيبوتي اسماعيل غيللة وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز وتشاد ادريس ديبي والصومال شريف شيخ احمد ورؤساء الوزراء في باكستان يوسف رضا جيلاني والاردن فايز الطروانة ولبنان نجيب ميقاتي وتونس حمادي الجبالي.
وكانت مصادر طبية مطلعة في جنيف اكدت لفرانس برس ان الامير نايف توفي جراء “مشاكل في القلب وخصوصا الشرايين”.
واضافت ان ولي العهد “شعر بتوعك الاربعاء الماضي فتم استدعاء اطباء اختصاصيين من المركز الطبي الجامعي، لكنه لم يدخل اي مستشفى ولزم مقر اقامته في قصر شقيقه الراحل الامير سلطان في ضاحية كولوني”، قرب جنيف، الى حين وفاته.
والامير نايف ثاني ولي عهد توافيه المنية خلال فترة ثمانية اشهر ما يؤكد ان الجيل الاول من ابناء الملك المؤسس اصبحوا طاعنين في السن في اول بلد مصدر للنفط في العالم ويلعب دورا محوريا في شؤون المنطقة.
وستختار المملكة الغنية بالنفط والواقعة في قلب منطقة تعصف بها الازمات وليا للعهد ليخلف الملك عبد الله (89 عاما) الذي يسير متكئا على عصا بحسب اللقطات التي بثها التلفزيون الحكومي.
وكان الامير نايف عين خلفا لشقيقه الامير سلطان الذي توفي عن 86 عاما اواخر تشرين الاول/اكتوبر 2011 في احد مستشفيات نيويورك.
وهو من “الاشقاء السبعة” الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الامير سلمان.
وقد تولى الامير نايف وزارة الداخلية طوال 37 عاما كما شغل منصب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، واشرف على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة التي تتبع نهجا سياسيا محافظا.
واحتفظ بوزارة الداخلية طويلا وكان يعتبره السعوديون الاكثر كفاءة في محاربة القاعدة، كما انه كان قادرا على قمع اي حركة معارضة اخرى.
واقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة في معظم انحاء العالم العربي، لكنه اتخذ موقفا متشددا حيال ايران بسبب عدم ثقته بقادتها.
كما كانت لديه علاقات وثيقة مع الاوساط الدينية المحافظة التي تعارض انفتاحا اكبر في المجتمع السعودي.
ولد الامير نايف، الابن الثالث والعشرون للملك المؤسس، العام 1933 في الطائف وتولى امارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل ان يعين نائبا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975.
وواجهت وزارته تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الاعتداءات بين العامين 2003 و2006.
كما حلت اجهزة وزارة الداخلية الهيئات التي تجمع التبرعات لشبكة اسامة بن لادن.
وتم تكليف نجله الامير محمد بن نايف برنامج المناصحة لتاهيل المتطرفين العائدين من غوانتانامو، وقد تعرض في اب/اغسطس 2009 لمحاولة اغتيال نفذها احد عناصر القاعدة قادما من اليمن.
الا ان وزارة الداخلية قمعت كذلك ناشطين حقوقيين الامر الذي دفع بمنظمات حقوق الانسان الى انتقادها.
وكان عدد كبير من السعوديين ابدوا اطمئنانهم تجاه الامير نايف بسبب قدرته على الامساك بالملف الامني بشكل جيد.
ودليلا على نهجه المحافظ، كان الامير نايف اعلن للصحافة انه لا يرى فائدة من انتخاب اعضاء مجلس الشورى وعددهم 150 يعينهم الملك، او من وجود النساء في المجلس.
كما دافع احيانا عن رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المتهمين بسوء التصرف احيانا.