بيروت- “الشفاف”- خاص
اعربت مصادر في 14 آذار عن اعتقادها بأن شبح زعزعة الاستقرار وسيناريوهات الانقلابات التي سعت قوى 8 آذار لتسويقها وتحديد مواعيدها قبل صدور القرار الظني، ومعها سيناريوات “سبعين 7 أيار”، سقطت بالجملة بعد زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان و”عراضاته” في ضاحية بيروت الجنوبية وبنت الجبيل جنوب لبنان.
وتضيف المصادر ان زيارة احمدي نجاد كان لها اثر سلبي دوليا وعربيا، بحيث استدعت، وعلى عجل، زيارة لوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى القاهرة كان الوضع اللبناني مدار بحثها الرئيسي. فضلا عن مسارعة الولايات المتحدة الى إيفاد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى المنطقة ولقائه بالمسؤولين السعوديين والمصريين واللبنانيين على عجل ايضاً, ابلغ فليتمان أبلغ المعنيين ان الولايات المتحدة، وعلى عكس ما يعتقد الرئيس الايراني، لم تنسحب من المنطقة وليست على استعداد للانسحاب لا اليوم ولا غدا. فيلتمان أكد لدمشق ايضا مضمون الرسالة التي ابلغها اياها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وفيها ان سوريا لن تكون بمنأى عن أي استهداف في حال عمد حزب الله او حلفاء دمشق الى تغيير موازين القوى في لبنان، إنطلاقا من قناعة لدى الادارة الاميركية تشير الى ان حزب الله وعلى الرغم من إعلانه صراحة الانتماء لولاية الفقيه، إلا أنه يقيم أكثر من حساب لموقف دمشق منه وتاليا إن اي قرار يأخذه حزب الله لجهة تنفيذ إنقلاب على الدولة اللبنانية ستكون دمشق حاضرة فيه.
وفي سياق متصل تشير معلومات توفرت للشفاف من العاصمة اللبنانية بيروت ان مناخات أخرى ساهمت في ترسيخ الاعتقاد بأن لا مجال لزعزعة الاستقرار في لبنان ابرزها الاتفاق غير المعلن بين الجيش اللبناني وحزب الله ويقضي بتحييد المناطق المسيحية عن أي نزاع محتمل او قد ينشأ بسبب القرار الظني وان الجيش سيتكفل بدور حفظ الامن في هذه المناطق، وتضيف ان حزب الله ايضا لا يريد إقحام نفسه في نزاع مذهبي قد يخرج عن السيطرة ويطال الشيعة في غير مكان من العالم، خصوصا بعد ان وصلته تهديدات جدية بطرد الشيعة اللبنانيين من الخليج العربي الى لبنان خلال ساعات، ما يعني خلق أزمة اجتماعية إقتصادية في وجه الحزب في حال قرر الحزب الانقضاض على المناطق “السنية”.
ومع إعادة التموضع الجنبلاطية لا يبقى لحزب الله ما ينقلب عليه ميدانيا. لذلك هو سيلجأ الى اعتماد خطة بديلة تقضي بتنفيذ “إنقلاب مؤسساتي” سيكون حده الاقصى تعطيل مؤسسات الدولة من دون ان يتمكن من تقويضها في ظل صمود الرئيس سعد الحريري وإصراره على موقفه من المحكمة والعدالة والقرار الظني، معتبرا ان ما قدمه أكثر من كاف، وأن الوقت حان لكي تبادر الاطراف الاخرى المحلية والعربية الى اعتماد بعض التواضع لتلاقيه في الطريق التي تجاوز اكثر من نصفها في اتجاههم، وتاليا فإن الكرة الآن هي في ملعبهم ولم تعد عنده.
وفي السياق عينه تشير المعطيات الى ان المملكة العربية السعودية التي تسعى الى إعاد قراءة سياستها الخارجية ما زالت تراهن على دور سوري في لبنان على الرغم من اختلاف وجهات نظر البلدين بشأن العراق. وتضيف ان لقاء الرئيس السوري بالعاهل السعودي بحث الوضع العربي وخصوصا ملفي العراق ولبنان حيث سعى الرئيس السوري الى تسويق النظرة الايرانية بمبادلة الموافقة على عودة المالكي الى ولاية رئاسية ثانية مقابل ضمان الاستقرار في لبنان، الامر الذي رفضته المملكة لما يشكل شخص المالكي من حساسية لديها، ما ابقى الملف اللبناني معلقا على شماعة الوضع العراقي.
والى ذلك تضيف المعلومات ان لقاء الاسد عبدالله بن عبد العزيز لم بنته الى اتفاق بل تكريس الاتفاق على نقاط الاختلاف ومن بينها لبنان، مع تشديد المملكة العربية السعودية على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان مهما كانت الاسباب.