أجواء الثورة العربية بدأت تؤثّر في ليبيا حتى قبل أن يبدأ الناس بالتحرّك! ففي تقرير رسمي أن ثلث الشعب الليبي يعيش تحت خط الفقر. وهذا “إنجاز” يُذكَر لنظام القذافي الذي يحتلّ ليبيا منذ 40 عاماً!
وقد جاء في التقرير الذي نشرته “ليبيا برس”
:
أعلنت أمانة اللجنة الشعبية العامة للتخطيط والمالية ان حوالي 29%من إجمالي الأسر الليبية تعيش تحت خط الفقر وقدرت خط الاحتياج في حدود 392 دينارللاسرة.
وقالت في دراسة لها حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي لليبيا أن عدد السكان تحت خط الفقر زاد من حوالي 605آلاف عام 92-93 والي حوالي 739الفا عام 2001، وقالت أنه في سنة 1995 كان خط الفقر للشخص 576.5دينارا وارتفع إلي 852.4دينارا في سنة 2000 لينخفض في سنة 2001الي 759دينارا للشخص الواحد وبتحويل هذه الأرقام في السنة إلي أشهر يتضح بان 379.7دينارا لأسرة مكونة من ستة أشخاص في المتوسط ولا يوجد دخول إضافية لباقي العائلة.
وقسمت الدراسة الفئات التي تعيش تحت خط الفقر (الأرامل واليتامى والشيوخ و المطلقات الذين لا يتلقون راتبا ودخلا مناسبا ولا عائل لهم) والفئات التي تستلم المعاش الأساسي أي الإفراد الذين يتقاضون معاشات اقل من120دينارا وكذلك الأسر التي تتحصل على معاشات من صندوق التضامن الاجتماعي البالغ عددهم 219283فردا.
بالاضافة لأصحاب المعاشات التأمينية التقاعدية (مدني – عسكري) والذين لاتزيد معاشاتهم عن 120دينارا في الشهر ويقدر عددهم بحوالي 210119فردا وبعملية حسابية بسيطة يصبح أجمالي الاسر التي تستلم دخلا لا يزيد عن 120دينارا حوالي 269879. وتشير بعض الدراسات ان خط الفقر يقدر وفقا لعدد السعرات الحرارية التي يستهلكها الشخص الواحد ويصل الحد الأدنى بمقدار 2100سعرة حرارية.
وأوضحت الهيئة العامة للمعلومات والتوثيق أن الحد الأدنى في المتوسط هو 2389سعرة حرارية للشخص في اليوم وذلك وفقا للسلة الغذائية للفرد ولقد استخدمت دراسة محدودي الدخل والفقر وتوصلت بان الحد الأدنى بين 2100-2389 واعتبر خط الفقر هو المتوسط الذي يقع بين مدى الحدين.
*
تخوّف من ثورة غضب في ليبيا
القاهرة : خالد محمود
تسابق السلطات الليبية الزمن لاحتواء يوم غضب شعبي على غرار ما حدث في تونس ومصر، تخطط المعارضة الليبية في الخارج ونشطاء في الداخل لتنظيمه يوم الخميس المقبل ضد نظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.
وفي سلوك نادر يعكس هذا التوتر، حرص العقيد القذافي الذي يتولى السلطة في ليبيا منذ عام 1969 على لقاء ناشطة وصحافية ليبية هددت قبل أيام قليلة بإشعال النار في جسدها احتجاجا على حملة لتشويه سمعتها وللمطالبة بالمزيد من الإصلاح والتغيير السياسي والاقتصادي في المجتمع الليبي.
وعلى مدى 90 دقيقة أنصت القذافي إلى غيداء التويتي في اللقاء الذي جرى يوم الأربعاء الماضي بمكتب خاص بالقذافي في العاصمة الليبية طرابلس، حيث استمع منها إلى شكواها الطويلة.
وقالت التويتي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد جلست مع العقيد (القذافي) من دون حواجز. جلس بجواري في بساطة واستمع إلى كل كلامي باهتمام»، مشيرة إلى أن القذافي أكد حرصه على قيام المرأة الليبية بدورها في التنمية والتطوير.
ونقلت عن القذافي استغرابه من حديثها عن حجب مواقع إلكترونية ليبية وأجنبية عن العمل داخل ليبيا، موضحة أن القذافي قال لها إنه لو كانت هناك نساء مثلها لتغيرت ليبيا إلى الأفضل.
والتقى القذافي أيضا مع الفعاليات الشعبية بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، حيث اعتبر أن على الليبيين التمسك بسلطة الشعب لتقرير مصيرهم بأنفسهم والإشراف على توزيع أموال ثروتهم في المجتمع، مضيفا أن ليبيا تتفرد بنظام سلطة الشعب الذي يتيح لمواطنيها العيش بكل كرامة وحرية.
وفى لقاء لاحق مع مجموعة من الإعلاميين تحدث القذافي عن سنوات مسيرته النضالية التي سبقت قيام الثورة الليبية، كما استعرض المضايقات والمراقبة الأمنية التي تعرض لها مع زملائه الضباط الأحرار. وقال القذافي إنه ليس رئيس دولة أو رئيس جمهورية.
وقالت صحيفة «قورينا» إن القذافي وعد بإعادة صدورها الورقي اليومي، كما تدخل لإعادة بث أحد البرامج الإذاعية الموقوفة.
كما سمحت السلطات الليبية للمرة الأولى منذ عقود لمجموعة من الإعلاميين والصحافيين بزيارة سجن «بو سليم» أحد أشهر السجون الليبية وأسوأها سمعة، حيث التقوا بعدد من المعتقلين بمن فيهم قادة الجماعة الليبية المقاتلة.
وفى محاولة إضافية لاحتواء التذمر الشعبي المتوقع، قالت صحيفة «ليبيا اليوم» الإلكترونية المستقلة إن الأيام الماضية كانت مسرحا لتحركات أمنية استباقية، مشيرة إلى قيام شخصيات من الأجهزة الأمنية باستدعاء مجموعات من «البلطجية» في مدينة بنغازي، وإعطائهم مبالغ مالية وسيارات للعمل على منع الاحتجاجات التي دعت لها مجموعات رافضة للنظام السياسي على موقع «الفيس بوك» في السابع عشر من الشهر الحالي.
كما لفتت الصحيفة إلى قيام الساعدي أحد أبناء العقيد القذافي بزيارة الكتائب الأمنية المتمركزة في شرق ليبيا، عارضا عليهم مساعدات مالية سخية، خاصة لمن كان لديه قريب مريض ويحتاج إلى الأموال لعلاجه.