أكدت الولايات المتحدة وفرنسا عزمهما على “هزيمة القتلة” الذين يعرقلون الحياة الدستورية في لبنان، كما يتبين من اغتيال النائب انطوان غانم، وشددتا على “الاهمية القصوى لاجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان وفقا للاعراف والمواعيد الدستورية اللبنانية”.
وجاء ذلك في بيان مشترك، اعتبر تحذيراً اميركياً – فرنسياً لاعداء العملية الدستورية في لبنان، صدر عن لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ونظيرها الفرنسي برنار كوشنير، كان لبنان والاستحقاق الرئاسي خلاله في مقدم القضايا التي نوقشت، الى الاوضاع في العراق وفلسطين وافغانستان وايران.
وصرح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير دفيد ولش لـ”النهار” بان المناقشة المتعلقة بلبنان “كانت ممتازة، وحظي لبنان في الاجتماع المنفرد بين رايس وكوشنير بـ 25 في المئة من الوقت، مع العلم ان القضايا التي تهم البلدين كثيرة ومتشعبة، وتركزت المناقشة على طريقة تنسيق استراتيجيتنا المشتركة في شأن لبنان خلال هذه الفترة الحساسة”.
وبعدما ندد البيان، الذي تلاه كوشنير بالانكليزية، مجدداً باغتيال النائب غانم باقسى لهجة ممكنة، قال: “ان حقيقة اعتماد المجتمع الدولي من خلال اجماع مجلس الامن على القرار 1757 المتعلق بتشكيل المحكمة ذات الطابع بعد اغتيال رئيس الوزراء (رفيق) الحريري، يؤكد تصميمه على معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم”.
واضاف: “ما هو على المحك اليوم هو ارادة القتلة لعرقلة الحياة الدستورية في لبنان، لحرمان الشعب اللبناني وفئاته حقوقها السياسية في اطار لبنان موحد وديموقراطي وذي سيادة. ان الولايات المتحدة وفرنسا، الى شركائهما في مجلس الامن، متيقظون لحماية هذه العملية، وحماية الحوار السياسي بين اللبنانيين”. وخلص الى ان “فرنسا، بصفتها رئيسة مجلس الامن، ستراقب بعناية هذا الوضع. والنتائج لن تكون فقط هزيمة القتلة بل ايضاً انتصار الشعب اللبناني بكامل فئاته”.
واوضح ولش ان الوضع في لبنان نوقش ايضاً خلال غداء العمل الذي ضم اعضاء الوفدين وتمت فيه مراجعة نص البيان المشترك. ولاحظ بارتياح ان الوزير كوشنير اصر على تلاوة البيان المشترك شخصياً للصحافيين. وشدد على ان البيان المشترك “هو مؤشر قوي للشركة الاميركية – الفرنسية المتعلقة بلبنان ومستقبله” وقد “اردنا ان نشدد في البيان على ان لفرنسا الآن دوراً مهماً وخاصاً نتيجة رئاستها مجلس الامن، وانها ستبقى متيقظة جداً حيال الوضع في لبنان خلال هذه الفترة المهمة”. ولاحظ انه على رغم تشعب القضايا التي تهم البلدين والتي كانت على جدول اعمال الاجتماعات، فأن التركيز على لبنان “يبين الاهمية التي يعلقها البلدان على التضامن معه ومساعدته في هذه الفترة الصعبة”.
ولفت الى ان البيان “يجب ان يقرأه الجميع على انه تحذير قوي لاولئك الذين يتدخلون في شؤون لبنان ويسعون الى تخريب مؤسساته الدستورية ومنعها من العمل”. وافاد ان لبنان سيحظى ايضاً بالاهتمام خلال الاجتماعات التي سيعقدها الاميركيون والفرنسيون الاسبوع المقبل على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، وتوقع موقفاً سعودياً ومصرياً قوياً يصب في مصلحة الشرعية في لبنان.
ولاحظ ولش “الجهود القوية لترهيب البرلمانيين اللبنانيين”، الا انه قال: “نحن معجبون ونقدر كثيراً ارادة الاكثرية البرلمانية، وما دامت هذه الارادة ثابتة، يجب الا نفقد الامل في نجاحها في صون الدستور”.
واكد ان رايس، خلال وجودها في رام الله، بالضفة الغربية، اتصلت بالرئيس اللبناني سابقا امين الجميل لتعزيته بخسارة عضو بارز في حزب الكتائب، كما اجرت اتصالا بالنائب وليد جنبلاط في وقت لاحق، واشار الى ان رايس، فور سماعها نبأ الاغتيال، طلبت منه ترتيب اتصال مع الرئيس الجميل. وعندما اجرى ولش الاتصال عبر هاتفه النقال بالجميل، كانت رايس في اجتماع على انفراد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنه قطع الاجتماع واعطى الهاتف للوزيرة التي قدمت تعازيها للجميل ونددت بالاغتيال، ثم اعطت الهاتف للرئيس عباس الذي عزى بدوره الجميل. وعلق ولش: “كانت تلك اللحظة بالفعل قوية ومؤثرة”.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك عقب لقاء رايس وكوشنير: “راينا انه لا بد من اجراء الانتخابات في موعدها المقرر”، مشددا على ان البلدين يعملان “بالشركة منذ سنوات عدة” على هذا الملف.
واعلن ان كوشنير هو الذي اقترح اصدار البيان المشترك عن لبنان في اللحظة الاخيرة بينما كان يتناول الغداء مع رايس، فوافقت فوراً على ذلك، وغادر ديبلوماسيان المكان وعملا على كتابة النص. واضاف: “انه مثل جيد عن طريقة عمل الطرفين معا”.
ايران
وفي الملف الايراني، صرحت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كوشنير بان “من المهم ملاحظة كوننا رسمنا مسارا للديبلوماسية يشمل المفاوضات، افضل سبيل لحسم هذه المسألة”.
وقالت: “سنسعى الى استصدار قرارات اخرى في مجلس الامن في حال عدم سلوك ايران درب المفاوضات”، مشيرة الى ان المجلس استخدم في السابق كلا من تجميد الاصول وفرض حظر على تأشيرات دخول الدول لمعاقبة ايران و”هناك عدد من الوسائل لتوسيع هذه الجهود”.
اما كوشنير، فقال: “نأمل في ان يكون هناك قرار ثالث (لمجلس الامن) لتقوية العقوبات غير الفعالة بدرجة كافية حتى الآن”.
واشنطن – من هشام ملحم
(النهار)
تحذير أميركي – فرنسي: سنهزم القتلة ونحمي الحياة الدستورية في لبنان الحماية الدولية متى ستقدم المعارضة السورية على إنتزاع قرار مماثل لحماية الديمقراطيين السوريين ؟؟؟ طالما أن الشعب السوري غير قادر على حماية أبنائه من بطش الديناصورات الحاكمة … إلى متى ستبقى العائلة المنغولية الأسدية تنكل بأحرار سوريا , بينما أحزاب جبهة الخلاص , وإعلان دمشق , وغيرهم يخجلون ويترددون بطلب العون الدولي ؟ إجابتكم المعتادة , التدخل الدولي له ثمن , السؤال الأهم هل تستحق قضية تحررنا من هذا النظام العفن دفع أثمان محددة ومدروسة سلفا , أم أنكم تريدون إزاحة هذه المافيا الشرسة ببلاش ؟؟؟ تحركوا أيها المعارضون… قراءة المزيد ..