قد يكون مغزى هذا التقرير الذي نشرته “العربية” هو أن “الحالة الإسلامية” في ليبيا أكثر سوءاً مما يبدو من الخارج. وقد سبق لمصادر ليبية أن تحدّثت عن التأثير “السام” لقنوات مثل الجزيرة ومجد وغيرها من القنوات الأصولية في تحويل الإسلام الليبي الصوفي السمح إلى إسلام متعصّب.
حسب مصادرنا، السلطات الليبية لم تتّخذ موقفاً من المسألة كلها. وهذا غريب في بلد “مضبوط” مثل ليبيا.
دبي – فراج اسماعيل
نفت روائية ليبية اتهامات باعتناقها المسيحية وبالتبشير داخل المجتمع الليبي والتسويق للجنس.
وقالت تعليقا على حملة شنّها ضدها خطباء ووعاظ المساجد، بسبب روايتها (للجوع وجوه أخرى)، لاعتبارها مسيئة للاسلام وللقرآن الكريم ولتقاليد المجتمع، إن تلك سخافة كبيرة، مشيرة إلى أنها جاءت من أناس لم يقرأوا الرواية.
وفيما يعتبر أول رد منها على استهدافها شخصيا بعد إصدارها الرواية التي نفدت طبعتها الأولى تماما، إثر الضجة وموجة الغضب التي أثارتها، قالت البوعيسى لـ”العربية.نت”، وهي محامية حاصلة على الماجستير في القانون الجنائي، إن أقوال بطلة الرواية لا تمثل أراءها وليست سيرة ذاتية لها، مشيرة إلى أن “ما أقدمت عليه البطلة من أفعال كتناول الخمر أو التنصر أو مخالطة الشبان، هي “أفعال لا يمكنك تقبلها, أنت تنقلها, تعريها لكنها لا تمثلك , ولا تتمثل بها”.
ووصفت تناولها لأمور الاختلاط وامامة المرأة في الصلاة وسفرها دون محرم ومنع البكر من تزويج نفسها بأنها “أمور فرعية ومحل خلاف بين الفقهاء، فلا يصلح أن تكون دليلا للطعن في إسلامي”. وقالت إن ثناءها على الاناجيل لم يتضمن الامور التي تنافي عقيدة المسلم، مثل الثالوث والصلب والظهورات المريمية، وأن الثناء على الكتب السماوية ليس من قبيل الحرام.
وكشفت لـ”العربية.نت” أنها تأثرت عمليا من حملة المساجد ضدها، فانقطعت كثيرا عن عملها في المحاماة، وأن أحد المتشددين أحدث تلفيات في باب مكتبها عندما جاء بحثا عنها ولم يجدها، مؤكدة انها لم تستهزئ بنص قرآني ولا حديث شريف واحد بل أشارت الرواية إلى بعض النصوص المقدسة في الاسلام وتساءلت باستنكار عن عدم تطبيقها.
وقالت إنها تحجبت منذ عدة سنوات، ولم يمنعها الحجاب من الوصول إلى مرتبة دراسية عليا ولا العمل بالمحاماة والتدريس بنجاح، ووصفته بانه احتشام للمرأة وسترها وأنها تتقبل ذلك عن قناعة وبصيرة.
حملة في المساجد
وكانت رواية (للجوع وجوه أخرى) أثارت استهجانا في ليبيا، تحدثت عنه وسائل الاعلام المحلية والدولية، إلى حد القول بصدور فتوى تهدر دم كاتبتها، متزامنة مع حملة واسعة في عدة مساجد بمدينة بنغازي، وعريضة رفعها الأئمة وأساتذة الشريعة والقانون وتوقيعات من بعض طلاب الجامعات، تطالب النائب العام الليبي محمد المصراتي بوقف تداول الرواية في المكتبات، ومحاسبة صاحبتها والجهة التي قامت بنشرها.
وقال القائمون على الحملة إن الرواية تعتدي على القيم الاسلامية وتبشر بالديانة المسيحية وتصفها بأنها أكثر تسامحا، وتستهتر بالقيم الاسلامية وتنتقد الحجاب والصلاة وتسخر من القرآن الكريم.
وتتناول الرواية، التي صدرت ضمن منشورات مجلة المؤتمر بمركز الكتاب الأخضر في ليبيا، قصة فتاة من أب ليبي وأم مصرية، تركتها الأم عند خالها في مدينة الاسكندرية الساحلية أثناء زيارة لها لمصر، تصادف معها انقطاع كل أشكال العلاقات بين مصر وليبيا وانقطاعها سنوات طويلة عن أهلها، وتمزيق خالها لجواز سفرها الليبي ومنحها الجنسية المصرية. وخلال تلك الفترة تعرضت لكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية رغم الحاقها بمدرسة أجنبية، ثم اختلاطها في علاقات مع بعض الشباب، ودخولها الكنيسة واعتناقها المسيحية، وتمسكها بها في داخلها رغم محاولات الضغط عليه من أسرتها الليبية فيما بعد.
وتتحدث بطلة الرواية عن احتفاظها بالصليب سرا في خزانتها عند رجوعها إلى ليبيا، وتستدل بنصوص كثيرة ومطولة من الأناجيل، وأدائها للطقوس المسيحية من صلاة وصيام سرا دون أن تنتبه أسرتها. وخلال ذلك تروي تجربتها مع فرض الصلاة في الاسلام وتصفها (بالكريهة)، وانها تؤديها تحت ضغط والدها كعادة دون اقتناع منها، أن تفهم ما تقرأه من القرآن لضعف لغتها العربية.
وأثارت مقاطع وردت في الرواية غضبا عارما مثل وصفها للصلاة، واستدلالها بنصوص انجيلية، وما فهم أنه سخرية من القرآن ومن الحجاب، ومن العادت الاسلامية بالاضافة إلى القول بتضمينها مشاهد جنسية صريحة.
وكانت البوعيسى تقدمت بدعوى قضائية ضد الكاتب الليبي محمد أحمد الوليد بتهمة التشهير بها وتكفيرها، بعد نشره مقالا في صحيفة محلية بعنوان (فتاة ليبية تعتنق المسيحية). وجاء في دعواها إنه قال “بتحريم ثمن الرواية وعدم جواز بيعها، واتهمها بالكفر والخروج عن الملة، محملا نفسه اثم تكفير شخص لم يثبت بحال من الأحوال كفره أو فسقه”.
وقالت لـ”العربية.نت” إن الرواية “هي الأولى لي, لكنك حين تكتب نصاً روائياً لا تتوقع أن يكون صادماً, قد تريده بقوة أن يكون معالجاً, وتصلي لأن يكون كذلك, لكن صادماً بالمعنى الحرفي للكلمة مع تعمد ذلك فلا, لكن لا مانع في كونه كذلك من حيث المبدأ”.
واستطردت “توقعت أن تُستهجن الرواية لكن أن ينظر إليها كتبشير بالمسيحية، وأنا بالتحديد تلك البطلة المتنصرة، فتلك سخافة كبيرة لم تدر بخلدي يوماً, بصراحة ظننت القارئ الليبي سيكون مستقلاً, يقرأ بنفسه, ويتعاطى مع النص الأدبي كنص أدبي سلباً أو إيجاباً, قبولاً أو رفضا, لكن خاب ظني فيه”.
لم أنكر نبوة النبي محمد
وفي ردها على اتهامها بأنها تنصرت وتقوم بالتبشير، أجابت البوعيسى: سأواجههم بهذه الآية القرآنية “قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”. واستطردت “أما سؤالك عن إنكار نبوة محمد عليه الصلاة والسلام, فهذه لم ترد بالرواية على الإطلاق. لم يرد بروايتي أي إشارة من هذا النوع, وأتحدى من قال بهذا أن يورد الصفحة والسطر اللذين وقع فيهما هذا الكلام, كما فعل بغيرها من العبارات. هذا الكلام يشبه القول إن الرواية تسئ إلى الملائكة وتعيد النظر بشروط الصلاة وأحكام الدعاء, هذه التافهات أغرقتني في الضحك والحزن معاً.
وأضافت: ضحكت لأن من قالها يكتفي بتتبع الحشود, حشود المكفرين, يراهم يسيروا يمنة فيسير خلفهم, ينعطفون يسرة فينعطف خلفهم, لا يعطي نفسه فرصة أن يكتشف بنفسه, إنه قارئ كسول وقابل للانقياد. وحزنت لأن من قال ذلك لم يقرأ الرواية أبداً وإنما اكتفى بأن يقرأها له الآخرون , وهؤلاء لم يكونوا أمينين كفاية في نقل ما كتب فيها.
وتابعت البوعيسى لـ”العربية.نت”: دعني الآن أؤصل كلماتك بعد أن نفيت ما قيل بشأن تطرقي لنبوة محمد الكريم وشروط الدعاء والصلاة. فيما يتعلق بشروط الزواج في الإسلام، فقد غالى أولئك المنتقدون كثيرا. الرواية تناولت الحديث عن إشهاد غير المسلم على عقود المسلمين, وتحدثت عن الرأي الذي قال بعدم جواز ذلك, ولا أخال هذا قد يوقعني في الكفر أبداً. أما كلامك عن التسامح فأنا لم أصور الإسلام كديانة بعيدة عن هذا المفهوم, بل تحدثت عن تصرفات المسلمين في الرواية, وفي المقابلة المنشورة لي كان الكلام فيها عن الفكر والخطاب الإسلامي, لا الدين نفسه.
يحاكمونني على النوايا
وبررت البوعيسى النقل المطول في الرواية من الانجيل وتجاهل القرآن الكريم بقولها: أتعرف أن ثمة من انتقدني بأنني لم أنتصر لعقلية الرجل الليبي عندما اخترت أن يكون حبيب البطلة وزوجها فيما بعد تونسياً؟ وسئلت ألف مرة على الأقل، لم اخترته تونسياً بالذات؟ والسؤال إذا ما اخترته كويتياً أو مغربيا أو من جزر القُمر، ألم أكن لأُسأل نفس السؤال؟ لقد اتهمت بأنني أسأت إلى الرجل الليبي وعرضت بعقليته وسألوني إذا ما كنت أقصد الانتقاص من مبادئه وهو المحافظ وغير ذلك من الأشياء, ألم أقل لك أن الأمر يحزن ويضحك في آن معاً؟
أضافت: أما سؤالك عن النقل المطول من الأناجيل وتجاهل القرآن فكأن فيه محاكمة للنوايا والوقوف على خبيئتها بالقول بتعمدي ذلك, وعلى أية حال فإن من يسأل ذلك ينسى حقيقة واضحة بالرواية, وهي أن البطلة لا تتحدث العربية كفاية, وأنها لم تعش في أجواء مسلمة, علاوة على أنني لم أتجاهل أبداً بعض الأحاديث الشريفة كقول البطلة أين السماحة والموعظة الحسنة التي قيل إنها في دينهم, وأين موقفهم من توصية النبي بالنساء خيراً وغيرها.
ليست سيرتي الذاتية
ورفضت الكاتبة اتهاما يقول إن الرواية سيرة ذاتية لها، أو على الأقل تعبر عن رأيها الشخصي في المسائل التي خاضت فيها. وقالت لـ”العربية.نت”: حسناً, يبدو أنه لم يحن الوقت بعد ـ رغم التقدم على جميع المستويات للنظر إلى كتابات المرأة العربية على أنها سجل اجتماعي شخصي وليس أدباً. وفي ليبيا, ولدى بعض الأوساط من القراء، اتضح أن عقدة الفهم هذه تجاه كتابات المرأة لا تزال موجودة, عقدة الفهم المأزومة, عقدة الفهم الذكورية تجاه كل نص أنثوي على أنه حالة فردية تخص الكاتبة نفسها.
وتابعت: بصراحة من المضحك جداً اعتبارها سيرة ذاتية, إن الرجل البسيط يستطيع أن يدرك أبعاد اعتراف محام بجرائم ما, وأنها قد تفتح عليه أبواب القضاء طالما أقر بما أرتكب علناً وفي محرر باسمه لا يستطيع التنصل منه, ما يصدمك حقاً بليبيا أن يكون القائل بذلك بالتحديد من المثقفين أو المشتغلين بالعلم وتدريسه فسيكون الأمر في قمة السخافة وسوء الفهم.
ورأت البوعيسى أن “النص النسائي يعامل بتفرقة عنصرية قاتلة, فالمتلقي الرجل يقرأه وهو محمّل باستعداد مسبق لرد فعل قوي، من حيث استعمال آلية من آليات الدفاع التي تحدد له ذكوريته المتشبعة بمنطقه المهيمن. إنه باختصار، وبغير تجنٍ، يرسخ آليته الدفاعية ضد أي سرد نسائي, لأنه يرى فيه تهديدا كامنا لتوازنه. لذا نجده يندفع في التخيل على نحو مرضي, ومن المضحك أنه لا ينتظر المرحلة الأخيرة من عملية القراءة لكي يفسر ما قرأ، بل ينخرط في عملية التفسير من لحظة وقوع نظره على العنوان واسم الكاتبة. إنه حتى لا يجهد نفسه أبداً في ربط النص بسياقاته الثقافية واللسانية والاجتماعية التي أنتجته وبضرورة المراهنة على النص، بل على كونه متحدا معه فقط”.
وقالت: من هنا بوسعي أن أجيبك بأن ما أقدمت عليه البطلة من أفعال كتناول الخمر أو التنصر أو مخالطة الشبان أفعال لا يمكنك تقبلها, أنت تنقلها, تعريها لكنها لا تمثلك, ولا تتمثل بها, فهل كل من كتب عن جاسوس برواية ما يكون خائناً للوطن ولو عرى بشفافية عالية عيوب هذا الوطن؟ هل من كتب عن شخص مازوشي أو سادي يكون مريضا نفسيا بهذه الأمراض؟
الجمل مقتطعة من سياقها
وعن عبارة “تبا لهذا المجتمع وتبا لهذا الدين” التي تضمنتها الرواية وأثارت السخط في الشارع الليبي، ووصف الصلاة بأنها كريهة لا يقرها عقل، والقرآن بأنه كلام نردده ولا نحبه، وتمسك البطلة بالصليب منقذا، وارغامها على الاسلام، وأنه اعتبر مكفرا لكاتبه حتى لو قيل في رواية خيالية.. قالت وفاء البوعيسى: لقد كَتبَ من كتب عني، وتبعه في ذلك جمع غفير اكتفى بأن يردد له الآخرون ما ينبغي عليه أن يفكر والموقف الذي يجب عليه أن يقفه ضدي بالترويج لهذه الجمل التي اقتطعت من سياقها اللساني والفني.
إن عبارة أن كلام القرآن غير مفهوم ليست كذلك مائة بالمائة, فقبلها جملة وبعدها أخرى لا تضع ما قلت وفق الإطار الذي وضعها هو فيه.
أضافت: لقد قالت البطلة أن لغة القرآن تبدو عسيرة جدا وصعبة الفهم , أما الجملة التي قبلها تماماً فتشير إلى تعثرها في قراءة القرآن بالضبط اللغوي الذي أرغمها عليه أبوها, وقالت إنها لا تجيد العربية ولا تعرف القراءة بالتشكيل أبدا, أما الجملة التي بعدها فكانت أنها تنظر بألم وحسرة إلى أبيها وكيف يعامل القرآن بغير الوقار الذي ينبغي له, وأنها تأسفت أنه يرغمها على أن تقرأ فقط ولا يبالي إن كانت تفهم منه أم لا , هذه يا سيدي الكريم هي الجمل التي وردت بالصفحة 127 السطور من 18 حتى نهاية الصفحة , لكن انظر كيف قدمت؟ قدمت على أنني أقول شخصيا بإطباق النص القرآني واستغلاقه.
ومضت وفاء البوعيسى قائلة في حديثها لـ”العربية.نت”: أستطيع أن أقول لك نفس الأشياء عن باقي الجمل التي استخدمت ضدي من الرواية.
وعلى أية حال فإننا كمسلمين نستعين بكتب التفسير لفهم بعض الكلمات الواردة بالآيات, وقد اختلف كثيرُ من الفقهاء في تفسير العديد منها تبعا للاختلاف حول معاني هذه الكلمات, بل إن أحكاماً كثيرة جدا تباين فيها الفقه تبعاً لاختلاف تلك التفاسير, وإلا فما سبب هذه الآلاف من كتب شرح القرآن من عهد التابعين حتى الآن؟
فهل من قال بذلك عني يجيد فهم كل كلمة وكل آية فيه ؟ هل يرى في كل تلك الكتب ترفاً فقهياً زائداً؟ ما لم يكن يرى في نفسه العالِم الوحيد بمعنى كل كلمة جاءت فيه.
وقالت إن الجوع برواية (للجوع وجوه أخرى) ليس جوعاً جنسياً, ولا دينياً حتى, إنه جوع لقيم الإنسان من أجل الإنسان, أن تعيش كإنسان يحترمك الآخرون رغم اختلافك عنهم بالدين أو اللون أو اللغة أو العرق فذلك كان جوع بطلتي البائسة.
ورفضت تماما القول إن الرواية تؤيد حرية اعتناق المسلم للمسيحية وتسخر من القرآن ولا تعتبره كتابا سماويا، في الوقت الذي تمدح فيه الأناجيل. وقالت وفاء البوعيسى لـ”العربية.نت”: أذكر جيداً أنني قلت في مقابلة أثارت حفيظة البعض إنه قد ظهر للبطلة تحديداً, وقلت تحديداً, ووضعتها بين خطين كبيرين لينتبه لها القارئ, قلت إن المسيحية تبدو منفتحة نحو تقبلها كأنثى تؤدي واجبها الدنيوي وهي تتمتع بأقصى قدر من حرية الاختيار والمساواة مع الرجل, فضلاً عن عدم مغالاتها في الجنوح نحو تحريم كل شيء مهما كان, الاختلاط, الخروج, التنقل, حق العمل واستكمال الدراسة, والزواج ممن تريد, وقلت بالجملة اللاحقة لها إن الشريعة الإسلامية قد أعطت المرأة بالمقابل حقوقاً لم تتمتع بها نساء الغرب حتى الآن، لكن الممارسات الفعلية في بعض المجتمعات الإسلامية قد حكمت على الكثير من هذه الحقوق بوقف النفاذ.
أضافت: قلتُ أيضاً إنني لا أريد أن يفهم حديثي على أنه إشارة مبطنة إلى مغالاة الإسلام في ذلك, بل إلى مغالاة الفكر الإسلامي نفسه في التعاطي مع مسائل المرأة والفن وغيرها.
لكن لسبب ما, تم إزاحة هذه الجمل اللاحقة ونفيها أو تجاهلها, واكتفى المرددون التُبع أو الذين قرأوها بتحامل أن يختاروا عشوائياً ما يستخدمونه ضدي.
لم أسخر من القرآن
واستطردت البوعيسى في حديثها لـ”العربية.نت”: أما قولك إنني أسخر من القرآن ولا أعتبره كتاباً سماوياً فهلا تفضلت أو تفضل قائلوها بإبراز تلك السخرية في الرواية وقد أرسلت لك نسخة منها, أما إن كنت تقصد المقابلة المذكورة فإني أطالبك بنفس الطلب, في أي سؤال وقعت مني السخرية التي أشرت إليها؟
وتابعت قائلة: أما ثنائي على الإنجيل، فأنا لم أثن على الأمور التي تنافي عقيدة المسلم على الإطلاق, لم أتكلم مثلاً عن الثالوث, ولا الصلب, ولم أتكلم عن الظهورات المريمية وغيرها, لقد قلت بمقابلتي حرفياً إنه يشتمل على كل ما يمكن أن تبحث عنه في عقيدة المسيحي: الأخلاق والعادات والوصايا التي ترسمها الأناجيل للعمل , وشخصياً أجده ينادي بكثير من القيم التي نادى بها الإسلام, إنه بالكاد يفترق عنه, إنه كتاب أخلاق.
وأضافت: لا أظن أن الثناء على الكتب السماوية من قبيل الحرام أو الكفر, نحن المسلمين لا يكتمل إيماننا ولا يصح منا ما لم نؤمن بعيسى المسيح ورسالته ومعجزاته عليه السلام , وقد أثنى الله تعالى عليه بالقرآن الكريم عدة مرات, واعتبر النصارى أقرب الناس إلينا كمسلمين لما يتمتعون به من فضائل حقاً وأنا لم أقل بحقهم في المقابلة أكثر مما قاله القرآن فيهم.
هاجموا مكتبي
وفاء: لم اسخر من القرآن
وعن مدى تأثرها شخصيا وعائليا واجتماعيا من حملة التكفير التي انطلقت ضدها في المساجد الليبية قالت الروائية وفاء البوعيسى: الحملة التي أثيرت ضدي بالمساجد في مدينة بنغازي قيل على مواقع الانترنت إنها للتنديد بالرواية وإدانتها والتنبيه من إنها تشكل اعتداء على القيم الإسلامية والتبشير بالمسيحية, لكن ماذا قيل بهذه المساجد بالتحديد لا أعرف, فقد تباينت الأقوال حول ذلك , لكن الثابت أنه تم تمرير فكرة تكفيري بالشارع الليبي, إذ أن المبشر بالمسيحية لا يمكن إلا أن يكون كذلك, والمنتقص لأحكام الشريعة والقيم الإسلامية لا يمكن إلا أن يكون كافراً.
وتابعت: لقد مرر أولئك الخطباء دون حتى أن يقرأوا الرواية فكرة تكفيري وخروجي من الملة مكتفين بترديد ما طلب منهم, منصتين بخشوع لكلام أشخاص، البعض منهم بخلفيات مخجلة ومقززة ومعروف في مدينتي بالكثير من التصرفات المشينة التي يرفضها الدين الذي تمسح به وتذكره فجأة.
أنا على يقين أن أحداً من أولئك الخطباء لم يقرأ الرواية , وعندي شهود على ذلك ممن أمتنع عن الخطبة ضدي.
وقد جاء الإعلان عن ذلك في وقت نفذت فيه روايتي وعددها كان قليل جدا جداً في بنغازي, وكان ذلك ترتيباً من أجل سحب الدعوى التي رفعتها ضد أحدهم وعندي من الأدلة ما يؤكد ذلك.
وقالت: غضبة أولئك الأشخاص لم تكن للدين, بل لصاحبهم الذي رفعتُ ضده دعوى جنائية، فاستصرخهم من مصر ليحصلوا له على تنازل مني فلم يفلحوا, لقد أرسل لي الكثير من الأصدقاء، وأسماؤهم معروفة في بنغازي، للتنازل وتسوية الأمر, وسحب شكوى كان قد سبق ورفعها هو ضدي لكنها لم تقبل منه في حين قبلت مني أنا ضده, وهذا أمر آخر ربما سأتطرق إليه في مناسبة أخرى فيعرف الجميع كم كان هذا الأمر مهزلة في بنغازي. أما عن تأثر أسرتي فإنهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة وقد أخبرتهم بكل من سعى لطلب التنازل مني، والذي عُرض مقابله عرضا لا يمكن قبوله.
أضافت: أما عن تأثري عملياً فقد اضطررت للتغيب كثيراً عن عملي بالمحاماة, وأوكلت قضاياي لعدد من أصدقائي المحامين بعد فترة التنديد بالرواية بالمساجد, وحسناً فعلت إذ أن أحد المتشددين حضر إلى مكتبي باحثاً عني ولما لم يجدني قام بضرب بابه فأحدث فيه تلفاً واضحاً, وآخر أهداني مصحفاً في مظروف معه قصاصة تأمرني بحدة أن أقرأ ما فيه وأتدبر معانيه إن كنت أدعي الإيمان به.
وقالت البوعيسى إنها لم تستدع من النائب العام الليبي “رغم الشكوى ضدي عدة مرات بكثير جداً من التهم أنا والناشر وموزعي الرواية, في حين قبلت مني أنا ضد أحدهم وهذا ربما ما أحنق علي أولئك الأشخاص”.
وأجابت عن سؤال آخر قائلة: أدعو لتجديد الفكر والخطاب الديني المتعلق بفقه المرأة وغيرها من المسائل. ليس انتقاصاً من الدين الإسلامي في شيء ولا مساساً به القول إن الخطاب الإسلامي بحاجة إلى إعادة مراجعة وتحديث. أنا أتحدث عن إعادة فهم النصوص لا النصوص بذاتها, يجب تحليل هذا الخطاب وتفكيك مضامينه للكشف عن أن القصور الذي يعتريه إنما يكمن في بنيته لا فيما يتعلق بالإفادة من معطيات الحضارة في التقنيات الحديثة, فقد أفاد كثيراً هذا الخطاب من تقنيات الاتصال والابتكارات العلمية.
ويتمثل تحديث هذا الفكر بتجديد مضامين هذا الخطاب ليشمل قضايا المجتمع المعاصرة, ونبذ النزعة الإقصائية تجاه المرأة والفن وغير المسلم, وتتمثل الإقصائية في النظر للمرأة لكونها كائنا مغيّبا باستمرار، على الرغم من أن الحديث عنها دائم في الفتاوى والوعظ، فهو إما أن يحذّر منها ومن فتنتها وغوايتها أو شرورها، أو يخشى عليها فيفرض عليها حبساً اجتماعياً يعزلها عن تيار الحياة والمناشط المجتمعية.
وأضافت: المرأة في الخطاب الديني كائن عاطفي لا يحسن التصرف والتدبير، فهي بحاجة إلى وصاية الرجل (الولي) الذي يضبط كل تصرفاتها وسلوكياتها وقراراتها بحكم كونه العاقل المتبصر الذي يكبح جماحها وانقيادها إلى عاطفتها ، ولا يزال ذلك الخطاب يمارس ويدعو إلى التمييز ضدها في حقها كمواطنة في الوصول إلى المناصب القيادية كالقضاء في بعض الدول, والترشح لمناصب سياسية في بعضها الآخر.
وقالت مستطردة: تحديث هذا الفكر أيضاً يكون بالتخلص من التخوينية التي سادت الآن, فالخطاب غير المعتدل تحديداً, يرى أنه يملك الحقيقة المطلقة سواء في ما يتعلق بـالعقيدة أو بـالرأي الفقهي وحتى السياسي، لذلك يشكك في عقيدة الآخر ونواياه، فالعقيدة الصحيحة عنده هو, وهو وحده دون سواه, وكل مخالفة له هي انحراف أو ضلال أو ابتداع , بل وربما كفر.
موقفي من الحجاب
وتحدثت عن موقفها من الحجاب، فقالت البوعيسى لـ”العربية.نت”: أنا متحجبة من عدة سنوات, ولم يمنعني حجابي من الوصول إلى مرتبة دراسية عليا ولا العمل بالمحاماة والتدريس بنجاح, ولم يمنعني من زيارة أقاربي بدول أخرى وحدي. الحجاب في الإسلام هو احتشام المرأة وسترها , وأنا أتقبل ذلك عن قناعة وبصيرة.
وبشأنها قولها إن الإسلام فرق بين المرأة والرجل في الكثير من الأحكام على عكس المسيحية والاناجيل التي ساوت بينهما ما عدا الكهنوت.. قالت: القول بالتفريق لا يحمل معنى الانتقاص للشريعة ولا يحيل على نقد النص السماوي. فالقرآن مثلاً أعطى المرأة المسلمة حقاً بالميراث لم تتناوله الديانات الإبراهيمية الأخرى.
وحتى لا يساء فهمي أيضا فثمة حالات كثيرة تأخذ فيها المرأة نصيباً مساويا للرجل وأخرى زيادة عليه, بل في فروض أخرى تحجب المرأة الرجل حجب حرمان وتأخذ هي وحدها نصيباً من التوفي, وفي القرآن أيضاً إعفاء المرأة من النفقة وإلزام الرجل بها, وأنا قلت بمقابلتي حيث تم تجاهل هذه العبارة إن الشريعة الإسلامية قد أعطت المرأة بالمقابل حقوقاً لم تتمتع بها نساء الغرب حتى الآن.
لكن الممارسات الفعلية في بعض المجتمعات الإسلامية قد حكمت على الكثير من هذه الحقوق بوقف النفاذ. وقد قصدت بكلامي عن التفريق في الإسلام الفكر لا النص بدليل قولي رفض شهادتها في الحدود عند ثقاة الفقه, وهو حكم لم يطرحه القرآن.
وأضافت: كلامي كان منصباً على المذاهب أو التيارات الإسلامية لا القرآن, وهذا لا يحمل نقداً للسنة طالما أنه قال بإعادة البحث فيها وقراءتها لا تجاهلها والاكتفاء بالقرآن كما يذهب البعض ممن أرفض شخصياً رأيهم, ولم قد تستفز المشاعر مِن طلب التجديد والتحديث؟ أفيرغب أولئك الرقيقون بجمود سنة نبيهم واستوائها على تفاسير جاوزت الألف عام؟ أولم يقل عليه الصلاة والسلام بما معناه أن الله قد يقيض للأمة من يجدد لها دينها؟ أو لا يعلمون بهذا الحديث؟
وعن موقفها من الأحكام التي تمنع المرأة من الاختلاط والامامة ورفع الصوت في الصلاة، ويشترط التعدد في شهادتهاـ ومنعها من السفر بدون محرم أو تزويج نفسها إذا كانت بكرا، أجابت البوعيسى: الأمور التي ذكرتها كلها أمور فرعية ومحل خلاف بين الفقهاء. فلا يصلح أن تكون دليلا للطعن في إسلامي, وقد جاء بعضها في السنة الشريفة ما عدا ما تعلق بالشهادة حيث جرى النص عليها بالقرآن الكريم.
وقد تطرقت الرواية لبعض هذه الأمور لا كلها, فلم تتعرض الرواية بالنقد لأمور أساسية تتعلق بجوهر التوحيد أو سواه, والاختلاف فيها على أي نحو كان لا يرتب الكفر, ولا يوصم الإنسان بالتبشير بدين آخر إن هو تكلم عن تجارب غيره ممن سبقوه أو يحاولون.
أضافت: عن موقفيا شخصياً، فلا أرى بأساً في إعادة النظر في فقه المرأة بالكامل, والنظر في سائر الأحكام المتعلقة بها, وعدم الاكتفاء بتناول أحاديث الطهارة وأحكام الحيض وطاعة الزوج وحدها وكأنه ليس في الإسلام سواها, بل النظر للمرأة ككائن ذي عقل وقادر على التعلم كالرجل, والتصرف وحسن التدبير كالرجل, ومن ثم النظر في مدى ملائمة منحها حق الترشيح لمنصب رئاسي مثلاً بدل القول بلعن كامل الأمة عندما تقبل ذلك, أو منحها حق تولي القضاء سيما وأن التاريخ يذكر تصدي السيدة عائشة لأمور الإفتاء ورواية الحديث عن النبي الكريم وتلك مهمة لم تكن بالسهلة وقد أُخذ عنها آلاف الأحاديث, فهي إذا لم تكن تنسى ولا يميل بها الهوى.
وقالت: الرواية فيها إدانة ونقد للخلافات العربية العربية في فترة تعد حاسمة من التاريخ السياسي لكلا البلدين, ففي تلك الفترة ـ السبعينات والثمانينات ـ لم يكن يبدو أن كلتاهما قادرة على تجاوز خلافها وتعنتها الشخصي بنضج, كان ثمة تصعيد وتشنج من الطرفين.
وتساءلت: لا أعرف لم يتخاصم حكامنا العرب عموماً ودائماً, طالما أنهم سيعودون فيتصالحون لاحقا, ويرتكبون تلك الحماقات بالسب والتنديد والقطيعة, لم لا ينّصب الخلاف حول مصدر الخلاف الرئيسي في ذلك الوقت والآن وإلى يوم القيامة, إسرائيل, ذلك الكيان الهش الذي صار دولة واحتل جزءا من أرضنا, لم ينشغلون بمواقف شخصية ويتركوننا نعاني عقوداً تطبع حياتنا بالرفض والهزيمة؟ وأنا رغم صغر سني يومها ضد اتفاق مصر مع إسرائيل, وضده الآن بهذا الشكل المخزي وما أفرزه من تداعيات.
وقالت إن “الرواية تتناول الخلافات العربية العربية المرتجلة, وهي انتقدت الجانبين الليبي والمصري معاً وبنفس النبرة, فأرجو ألا يغضب مني إخواننا بمصر , فنحن لن نتقدم بأي مشروع إصلاحي إلا إذا اعترفنا بأخطاء الماضي وأعلنا أسفنا عنها ومن ثم عدم تكرارها”.
المقاطع الجنسية
وعن الاتهام الموجه لها بتضمين الرواية مقاطع جنسية فجة قالت البوعيسى لـ”العربية.نت”: كان المقطع الذي تحدثت عنه عبارة عن أقل من صفحة برواية تقع في 190 صفحة, وجاءت بلغة شاعرية بعيدة عن السوقية أو البذاءة. وقد جاءت المقاطع المذكورة على لسان البطلة مع زوجها, فهي لم تتطرق أبداً بالتفصيل لعلاقاتها السابقة مع بعض من خالطت, بل جاءت بنوع من التعبير عن المرارة والقرف والندم.
فالرواية تنتصر للعلاقة الزوجية وتتحمس لها, وقد أضحكني كثيراً قول من لم يقرأ الرواية أنها تشيع الفاحشة في الذين آمنوا , وكأنهم لا يقرأون ما يكتب كل يوم في الأدب الليبي الذكوري من روايات لا تكتب إلى في هذا اللون فقط, وتحترف السوقية والعري, إنها تباع بالمكتبات ولا أحد يقول عنها شيئاً. وكأن من قالها لا يشاهد ما يبث الآن على الفضائيات ويستحسنه, كأنه لم يقرأ كتب الفقه الإسلامي التي تتحدث وتغرق في شرح هذه الأمور, وكتاب تحفة العروس الذي نعرف ما فيه.
الرواية لم تسوق للفكر المبتذل, ولم تستخدم كلمة مبتذلة واحدة في هذا الإطار.
وبخصوص أنها تردد نفس تهجمات القس زكريا بطرس على الاسلام قالت البوعيسى: لا أعرف هذا الشخص , وما يقوله شأنه وحده , أنا يهمني كمسلمة أن نتعاطى بمحبة وتسامح مع اختلافنا في تناول وتفسير النصوص الدينية في الإسلام. فالخطاب الديني غير المعتدل يتسم باللا إنسانية, حتى صار الكثيرون يتساءلون عن التسامح في الدين والرحمة في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض.
أضافت: من تداعيات غياب البعد الإنساني لدى أصحاب الخطاب الديني المتشدد أن أصبحت مجتمعاتنا الأعلى عالمياً في تقارير انتهاك حقوق الإنسان, وفي ليبيا بالتحديد وبلدان كثيرة جداً لا تسمع أي ضوضاء حول تعذيب المتهمين, وانتهاكات الأمن وتفشي البطالة والفساد, لكن ما أن يقول أحدهم بجمود الفكر أو الخطاب الديني, أو يناقش فتوى ما حتى يهب في وجهه الجميع من رقدة أهل الكهف وهم كهانة الإسلام , فيصيرون يكفرونه ويخونونه, وأخيراً يحتكرون تفسير النصوص.
وهذا هو الكهنوت الجديد بالإسلام, فمن وجهة نظر بعض هذه التيارات أن أصبح فهم الدين ليس شأنا إنسانياً متفاوتاً بين الأفراد حسب ثقافاتهم، وإنما أصبح شأن مجموعة ما ومحددة ستطلع عليك بترسانة من التهم بأنك مارق, ومبتدع وربما كافر، من هنا انزاح الإسلام عن كونه فضاءا مفتوحا إلى حرز مغلق ملزم للجميع وفق المفهوم المحدد سلفاً.
وقالت عن مطالبة مئات من الليبيين بمنع تداول روايتها والامتناع عن إعادة طبعها، وأن ذلك يشكل رأياً واضحاً فيها: هذا الموضوع هو أكثر ما لفتني على الإطلاق, أن يقوم 600 طالب جامعي بكلية الدراسات الإسلامية بمدينة أجدابيا بتوقيع عريضة يطالبون فيها بمنع نشر شيء لم يقرأوه. وإنما طُلب منهم فاستجابوا, ومن الطبيعي أن يستجيبوا فقد طالبهم بذلك عميد كليتهم شخصياً السيد أحمد عمر الهجينة عضو بلجنة الإفتاء بالأوقاف في بنغازي.
وتابعت: لا ريب أنهم فكروا بنتائج الامتناع عن توقيع تلك العريضة, وفرص توقيعها, فقد اشتغلتُ بالتدريس العالي وأعلم معني أن تقول لطالب ما أن يفعل شيئاً لك. يشعرك هذا بالتعاسة, والإشفاق, أن يحرّض عميد كلية طلبته على منع شيء ربما هو نفسه لم يقرأه, وأن ينقاد إليه كل ذلك العدد.
لكنك لا تعرف إن كان ذلك حقيقاً أم للدعاية فقط, فأنا لم أُبلّغ لا أنا ولا الناشر الذي تربطني به علاقة جيدة بصدور شيء من هذا القبيل. لكن إن حدث فعلاً فإنه سيكون مثيراً للسخرية أن يقبل طلبة دراسات عليا بتخصص الشريعة الإسلامية بالوصاية على أفكارهم والتقرير نيابة عنهم, والقراءة لهم, هؤلاء يفصحون عن العقليات الإسلامية بليبيا للسنوات العشرين القادمة على أقل تقدير, هؤلاء من انتقدتهم الرواية, المنقادون والمرددون.
نقلاً عن العربيه
تحدثت لـ”العربية.نت” عن وقائع تكفيرها وإهدار دمها
ولماذا هذا التعصب ضد المسيحية الم يذكر المسيح روح الله في القراان ام ان سياسة السيف يجب ان تستمر انا حسب علمي ان الله لم يتعلم صناعة السيوف
المسيحية تجتاح المغـرب العـربيلمـاذا يـتوجب هـد ر د مـها .؟ أليـس مذ كور أنه لا إكـراه في الـد ين. وان الإيمـان هـو علا قـة شـخصية بين الإنـسان وخا لقـه. أليـس هـذا د لـيل واضح على طبيعـتنا الإرهـا بيـة المتمـيزة بالعنـف وعـدم إحتـرام حـرية التفـكير والإختـيار الشـخصي للآ خـريـن. هـذه الطبيعة التي هي سـبب أمراضـنا عـلى الصعـيد الإجـتماعي وسـبب فشـلنا على الصعيد الثقـافي والعـلمي وسـبب مأسـا تنا على الصعـيد السـياسي. والسـؤال ماذا يتـوجب علـينا أن نفعل الآن بمئـات الألآف من المـسلمين الـذين إعـتنقوا المـسيحية في الجزائـر، وليـس أقـل مـنه عـد دا ً في المـغرب، وهـا نحن نـسمع عن الإزد يـا د… قراءة المزيد ..