تتكاثر الأحداث والعناوين وتتسارع التواريخ في الآونة الأخيرة.
• تردُّد بريطانيا في تنفيذ الحوار مع حزب الله.
• إعلان إسرائيل تسليم لبنان خرائط الألغام تنفيذاً للقرار 1701.
• إحتمال إنسحاب إسرائيلي من قرية الغجر المحتلة.
• إنفتاح غربي وأميركي على الإدارة السورية.
• إطلاق سراح الضباط من قبل المحكمة الدولية.
• خلافات حادة داخل فريق 8 آذار حتى بدى أن هذا الفريق ينقسم على حالِهِ بين جناحٍ سوري وجناحٍ إيراني في كل مناطق تواجده، فهل هناك رابطٌ ما بين كل هذه الأحداث والعملية الإنتخابية التي تطل علينا؟
• هل رفع شعار الجمهورية الثالثة والتشكيك بكل مؤسسات الدولة بدءاً بمؤسسة رئاسة الجمهورية مروراُ بالقضاء والإعلام والمؤسسة العسكرية والتطاول على المرجعيات هو مجرّد تعبير عن حال الإرباك الإنتخابي أم أن هناك منحى إنقلابياً على الدولة يقودُه التحالف القائم بين العماد عون وحزب الله في ظلِّ إصطفاف جديد في المنطقة ينذُرُ بمزيدٍ من التباعد بين مصلحة سوريا من جهة ومصلحة إيران من جهةٍ أخرى؟
أيها الأصدقاء،
أتوّجه إليكم بصراحتي المعهودة وانطلاقاً من قناعاتي التي ناضلت من أجلها منذ لقاء قرنة شهوان وصولاً إلى ثورة الأرز و وفاءً لدماء شهدائنا وعلى رأسهم بيار الجميّل وجبران تويني ورفيق الحريري وسائر الشهداء الأبرار لأقول لكـم:
في جبيل هناك فريقٌ تحالف مع حزب الله من خلال ورقة التفاهم وغلّب منطق الدويلة على منطق الدولة ووضع المسيحيين في مواجهةٍ مباشرة مع المجتمعين العربي والدولي اللذين أصبحا يعتقدان – وربما عن وجه حق – أن المسيحيين في لبنان يؤمنون الغطاء السياسي لسلاح غير شرعي.
هذا الفريق يخوض الإنتخابات تحت عنوان الإصلاح والتغيير ويُغيّبُ المعنى الفعلي لإحتمال فوزه فيها. المعنى الفعلي لفوز هذا الفريق هو باختصار: الإنقلاب على الدستور والميثاق الوطني والإطاحة بالجمهورية.
ونحن ضدَّهُ منذ زمنٍ بعيد.
ضدّهُ منذ إنتفاضة 14 آذار 2005 عندما غلّب المصالح الطائفية على معنى الوحدة الداخلية.
ضدَّهُ منذ أن أبرم إتفاقاً مع حزبٍ ينتهكُ سيادة الدولة وحرمات المنازل وكرامات الناس.
ضدَّهُ في مغامرتهِ الجنونية لإستبدال المناصفة الإسلامية – المسيحية التي أقرها إتفاق الطائف بالمثالثة المذهبية.
أيها الأصدقاء،
هناك فريقٌ ثانٍ لم يتحالف مع حزب الله إنمّا رضخَ لإملاآتِهِ رافضاً التعاون مع 14 آذار خوفاً من الإصطدام والمواجهة مع حزب الله وميشال عون.
هذا الفريق لا يخوض معركة سياسية بل يُحاول اقتناص فرصةٍ ما في زمنٍ ما للعبور إلى المجلس النيابي.
أمّا نحن فنخوض معركةً سياسية بامتياز ترتكز على مبدئين:
1. تحقيق الإنتصار في وجه تحالف عون – حزب الله في جبيل.
2. رفع الوصاية المفروضة من قبل حزب الله على خيارات أبناء منطقتنا، من خلال ضغوطه الشديدة لإستبعاد هذا المرشَّح أو ذاك، ولمعاقبة هذا أو ذاك.
إذا مرّت ولو لمرةٍ واحدة رغبة حزب الله في استبعاد هذا أو ذاك، فسيكون لنا مع الحزب جولاتٌ وجولات من التنازلات المتتالية في استحقاقاتٍ قادمة.
وإذا واجهنا ولو مرةٍ واحدة محاولة استخدام الثلث المعطّل في جبيل نساهم في تحرير أنفسنا من الخوف ونستعيد قرارنا الحرّ ليس فقط هنا في جبيل إنما على مساحة كلّ لبنان.
التحدّي اليوم هو: أن نكون أحراراً في هذا الإستحقاق، وإلا لن نكون لفترة طويلة قادمة!
كلمة الدكتور فارس سعيد في جبيل في 13 أيار 2009