يقول الدكتور محمد إبراهيم كاظم في دراسته (التطور القيمي وتنمية المجتمعات الدينية): “إن الاتفاق على تعريف جامع مانع للقيم صعب المنال، وإن اتفق على إنها مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه ونقيص به، ونحدد على أساسه المرغوب فيه والمرغوب عنه، سواء كان هذا المقياس هو الإنسان أو المجتمع أو الله – صادر عن المركز القومي 1997 / ص 11 “.
إذن الطرف الأساسي هنا هو الإنسان لأنه من سيطبق حكم القيمة، وعليه فلا وجود لأي قيم في غياب الإنسان، لأنها بدون الإنسان لا يمكن لها أن تفعل ولا حاجة إليها ولا أثر ينتج عنها، لذلك تختفي باختفائه، هي ظل الإنسان على الأرض، هي كالحضارة تماماً التي ما كانت لتوجد لولا موجدها الإنسان، وعندما أوجد الحضارة بدأ فرزها للقيم.
إذاً فالقيم أولاً هي علاقة تقوم بين الإنسان وبين الكون من حوله، علاقته بالأشياء مثلاً، فهو من يستطيع أن يحكم على اللوحة الفنية بالجمال من عدمه، وعلاقته أيضاً بالأفعال، كالتصدق على الفقراء أو المشاركة في عمليات إنقاذ، وتعريفه لفعل الزنى وتقبيحه كقيمة مرفوضة بحسبانه فعل اعتداء، كذلك السرقة والرشوة والاختلاس بحسبانها أفعالاً مخلة بقيمة الشرف، والقيم توجد فقط داخل الإنسان فتوجهه ليختار بين السهر تهجداً في الحسين، وبين السهر في ملهي ليلي في حي الهرم، فتعامل الإنسان مع محيطه من أشياء وأفعال هو ما يؤدي لظهور القيم.
ولو وضعنا الإنسان في مكان خالي من الأشياء والتفاعل السلوكي، فلن يكون بحاجة للقيم، فالإنسان مثلاً يخترع السيارة ثم يضع لها قيمها كإرشادات المرور وذوق القيادة، ثم يضع القوانين التي تحمي هذه القيم ما بين مسموح ومحظور ضماناً لسلامة الناس، ومع كل جديد مُبتدع تظهر قيم جديدة يوضع لها ما يناسبها من قوانين لتحميها.
القيم هي أهداف للإنسان ونهايات لسلوكه ومحطة وصول أمانيه ورغباته في علاقته مع بيئته ومجتمعه ليعيش آمناً سعيداً، فإن لم تظهر تلك القيم لظل الإنسان كبقية حيوانات الأرض، ومع تطور الإنسانية على الأرض تطور سلم الإنسان القيمي، وكان ظهور القيم الأولى هو بداية لمرحلة رفض التقهقر إلى الوراء، لأنها تفتح أمامه آمال الإنتقال لمراحل جديدة أكثر تقدماً ورقياً بقيم جديدة، قارن مثلاً بين الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات الداجنة لأن حرفته الرعي مثلاً، وبين الإنسان الذي يتعامل مع الأجهزة الرقمية لتلمس الفارق القيمي الهائل.
وعليه فإن القيمة هي ناتج تقييم الإنسان للتفاعل بينه وبين مشاعره وأحاسيسه وبين العالم من حوله، وما ينتج من أفعال نتيجة، فيصدر الطرف العاقل في المعادلة حكماً قيمياً، ويكون الشعور أو الفعل أو الشئ خيراً أو شراً بما يترتب عليه من لذة ومصلحة مُرضية، أو ان يكون قيمة موضوعية تتعلق بالأشياء كالقيمة الإقتصادية السعرية التي نمنحها للأشياء، وأيضاً تتشكل القيمة حسب مستوى الإنسان المعرفي، فلم يكن لليورانيوم من قبل قيمته اليوم، وهو كله ما يعني أن الإنسان هو مكتشف القيمة وصانع قوانينها والحاكم عليها بالخير وبالشر، بالنفع أو بالضرر.
والقيم الموضوعية التي نعطيها للشئ بعد أن تنقلها الحواس من الواقع إلى العقل، تدخل إليه عبر عدد من المدخلات والموصلات المتعددة أولها الحواس، وهذا النقل من الواقع إلى العقل يتأثر بمجموعة حواجب وفلاتر وطرق مفتوحة وأخرى مغلقة، كالغرائر والحاجات والألم واللذة والتكوين النفسي للشخص وتعليمات الدين والعادات والتقاليد.
القيمة إذن هي حكم بشري يصدره الفرد أو المجتمع كناتج لعلاقة تفاعلية بين الفرد والمجتمع، وموضوع التقييم قد يكون فكرة أو سلوكاً أو فعلاً أو شيئاً، سواء كان واقعياً أو محض خيال أسطوري، ففي الدماغ البشري مراكز تقوم بعمليات التقييم فيما يشبه لجنة مُحكّمين، لكل مُحكّم اختصاصاته وقناعاته، ومن هؤلاء المحكمين من يغيب أحياناً، ومنهم من يمتنع عن التصويت خوفاً ورهباً، ومن هؤلاء المحكمين المحكم الديني والمحكم الاقتصادي والمحكم البيئي الغريزي والمحكم النفعي والمحكم الأسطوري والمحكم العلمي والفلسفي.
وهؤلاء المحكمون هم أصحاب الرأي في الحكم والتقدير والتقرير، لكنهم ليسوا في نفس قدرة التأثير، فهم في دماغ ديكتاتوري لن يعرفوا التصويت الديموقراطي، وفي الدماغ الديموقراطي سيقوم الحوار والتصويت واتخاذ القرار، ولكن عندما يعجز هؤلاء المحكمون عن الخروج بالقيمة، يلجأ الفرد للأحكام الجاهزة سلفاً في خضوع الفاشل، سواء كانت تلك الأحكام صادرة عن سلطة سياسية أو دينية أو قبلية أو عنصرية. فهي تتدخل مقدماً في الدماغ لتعزز محكماً من محكمي الدماغ ضد الآخر، فيأتي القرار بالتقييم موائماً لرغبات جهة الضغط.
لذلك حتى يأتي حكم القيمة صواباً، يجب أن يكون غير خاضع في التحكيم لمحكم واحد، فيغيب الحوار داخل العقل نتيجة تسلط مندوب الدين مثلاً فيعطينا قيماً زائفة، لذلك فالقيمة السليمة لا وجود لها في غياي الحرية الكاملة للفكر والرأي وللاختيار والمفاضلة والمقارنة والمقاربة والفرز والتجنيب. مع غياب الحرية لا توجد سوى القيم المزورة، التي تعطل كل قيم التقدم المبنية على إعلاء العقل البشري الحر على أي مصدر معرفي سماوي أو أرضي.
والقيمة أيضاً هي لازمة وضرورة حياتية حتى للحيوانات، فإن أعطيت كلباً تفاحة وعظمة سيختار العظمة، ويمكن أن يكون الشئ نافعاً وترفضه بتقييمه تقييماً خاطئاً، فكان الهنود الحمر يعطون ذهبهم وألماسهم مقابل مرآة من زجاج، وقد يكون للشئ قيمة عالية وترفضه، وقد يكون حقيراً و نعظم قيمته، مثل قيمة بول الجمل، الطب يقول أنه مجموعة سموم، والشيخ يعطيه قيمة موجبة لكنها زائفة، لأنها جاءت من محكم غير متخصص لكنه مسيطر، وقل مثل ذلك في العلاج بالرقية الشرعية والتداوي بالطب النبوي والأحجبة والتلاوات، ومع هذا التزييف يتم تحول الخطأ إلى صواب، لأن محكماً ضمن محكمي دماغي فيهم الجاهل والتاجر وعدم الضمير، ومنهم البراجماتي النفعي، ومنهم الغريزي، ولكل محكم قواعده وخياراته السابقة وثقافته وتربيته التي يركن إليها في إصدار قراره، فإذا تغلب محكم كالعنصر مثلاً، أو المذهب، اتجه حكم القيمة للطاعة والخضوع لقرار رجل الدين أو رجل السياسة، فيمكنك أن ترى تمثالاً فنياً ثميناً وتعطيه قيمته الجمالية بموضع يليق به في بيتك، أو تراه مجرد صنم لا يستحق سوى التكسير والرمي في النفايات بالحرام والحلال، لو سألت طفلاً عن لون السيارة التي يفضلها سيقول الأحمر لأن سيكولوجيا الطفولة تتأثر بالأحمر لأنه أوضح الألوان، لكنه في سن آخر سيختار لوناً آخر، وسيتأثر ذلك بظرفه الاقتصادي وما يريده منها من احتياجات وتأثره بالمودة السائدة من عدمه، وهل سيختارها سيارة رياضية أو رصينة… إلخ، الشيخ يقول للشباب كي يحصل الخلود الفردوسي لابد أن يُقاتل ويُقتل، يعني رايح يموت، والغريزة ترفض، هنا أيهما يكون الأقوى سيكون هو صاحب القرار.
أن الأشياء أسبق في الوجود من أسمائها، والإنسان هو من أعطاها الأسماء، فالميكروبات مملكة بل إمبراطورية حية هائلة حجماً وأعظم أثراً عن أى كائنات حية أخرى، ومع ذلك تعذر على الإنسان معرفتها قبل اختراع الميكروسكوب، رغم أنها كانت موجودة منذ نشأة الحياة على الأرض وتمارس كل أنشطتها دون أن تحمل إسماً أو لفظة تدل عليها، إلا أنها أخذت اسمها ودلالته عندما اكتشفها الإنسان، وهكذا فإن آدم في القصة الدينية لم يتعلم الأسماء كلها.
فالأشياء موجودة قبل الأسماء، والأحاسيس موجودة قبل الألفاظ المعبرة عنها، والمفاهيم موجودة قبل فض دلالاتها في مخارج حروف، وكان الدور في التسمية والتعبير وبسط الدلالات وهو دور الإنسان الفرد والإنسان الجماعة. فلفظة (خير) بدلالاتها ليست من كشف فرد واحد، فهي لفظة ودلالة ذات علاقة بالمجتمع كله، وتطلبها كل المجتمعات، فالخير هو المرغوب فيه من الفرد ومن كل المجتمع، فإذا كان مرغوباً من فئة بعينها في المجتمع أو جماعة أو طائفة أو مذهب أو عنصر، تحول عن دلالته الخيرية وأصبح مصلحة خاصة، وإذا اختلفت جماعتان مجمعيتان مختلفتان على معنى الخير لم يعد خيراً، وإنما مصلحة لطرف وهذا معنى خيرها، وضرر لطرف آخر وهذا معنى شرها. وهكذا لا يجوز القول بأن الخير مخصوص بأمة المسلمين أو بمذهب بعينه أو يتميز به عنصر بعينه من البشر، لهذا فإن القيم قد نشأت لتكون أدوات قياس وكمراتب تقدير معيارية في المجتمع الإنساني منذ آلاف السنين، أخذ كل منها طابعاً محلياً نتيجة تباعد المسافات وصعوبة الاتصال بين الشعوب والدول والحكومات، إضافة إلى الصراعات بين الشعوب والتي أخرت الاستقرار العالمي فترة طويلة، إلى ما وصل إليه اليوم من استقرار نسبي وأمن عالمي وتواصل عظيم، فأصبح المجتمع الدولي يتدخل في أي مكان لحماية الأقليات وفرض الاستقرار وحماية مبادئ الحرية والديموقراطية، وفي ظل هذا التواصل يتم تبادل التأثير والتأثر القيمي مما يؤدي كما سبق وأدى في بلاد الحريات المدنية – إلى تبلور فريد من الرقي القيمي بعد ان أصبح الإنسان الحر الكريم هو الهدف.
هكذا فإن الإنسان أسبق على وجود الحضارة والقيم، لأنه هو من صنعها وهي بدونه لا شئ، ورغم هذه البداهة الواضحة فإن فقهاء المسلمين لا يرونها لأنهم يعتبرون الإسلام هو مصدر كل القيم، وهو ما يعني أن الإنسانية عاشت قبل الإسلام بلا قيم، بينما فجر الضمير كان في مصر، وفجر القانون كان في بابل، وفجر الكتابة الألف بائية كان في لبنان، وفجر الديموقراطية كان في أثينا، وفجر الدستور كان في روما. إنهم لا يرون أن القيم في غياب الإنسان لا قيمة لها، وأنه لا وجود للجنة أو النار في غياب الإنسان، كذلك الحضارة كلها بمنجزاتها وعلومها وكشوفها لا وجود لها في غياب الإنسان، فإن اختفى اختفت، فلمن تكون القيم ساعتها ؟ ولمن سيكون الرب رباً حينئذ ؟
إن الكون والطبيعة كانت موجودة من بلايين السنين، وكان الرب وحيداً في الأزل كذلك فيما يعتقد المؤمن، في ذلك الزمن البعيد قبل ظهور الإنسان بعقله وفكره ة تحضره، قبل وجود مجتمعات بشرية وحضارات وعلوم وفلسفات وتقنيات، وبالطبع ولا أي قيم ؟ فالإنسان هو الوجود الحقيقي لأنه الشئ الحقيقي وهو كل كل شئ، وقبله لم يكن هناك أي شئ.
وإذا كان الكون والمخلوقات والخالق موجودين قبل وجود الإنسان، للزم أن يخلق الله القيم بدورها قبل خلق الإنسان، كما خلق الشمس والقمر والنطفة والعلقة، ولو افترضنا مخيالاً أن ذلك قد حدث وأن القيم موجودة في كتاب محفوظ قبل خلق الإنسان. فسيترتب على ذلك عدم تطور القيم لثبوتها مع ثبات النص الأزلي في كتابه المكنون. ولو حدث هذا ما عرف الإنسان البدائي ما عرفه من تقدم وتطور، وخلق أثناءه الحضارة وقيمها. فلا يوجد شئ علي حاله منذ وجد الخلق إلى يوم الدين، كل شئ يتغير ويتطور، والتطور هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في الوجود.
وان تطور القيم، وظهور الجديد منها فرضاً على يد الرسل والأنبياء، مما ينفي نسبتها للرب، لأن الرب يخلق خلقاً مباشراً تاماً غير قابل للتطور حسب الاعتقاد الديني. فالكون كله مخلوق خلقاً ربانياً مباشراً هو اليوم على صورته كيوم خرج آدم من الجنة، وهو ما يخالف ما نراه بعيوننا ماثلاً في الواقع، والغريب المبهر أننا لا نراه ليس لعمى في العيون إنما تعمى العقول!!
إن الاعتقاد بالخلق المباشر يستلزم ان يخلق الرب الشئ وقيمته داخله وجزء من مكوناته، لا أن يخلقه ثم يتذكر القيم بعد ألوف السنين فيرسل لنا ملحقاً بكتالوجات مختلفة مع أنبياء مختلفين ليخبرنا عن قيمته. إن القيم التي وضعتها الحضارة الإنسانية هي الأصدق من القيم المحكمية عن الفقهاء والكتب التراثية في شكل كتالوجات غير حقيقية. ولأن القيم إنسانية ونسبية، استباح الخليفة عمر لنفسه الاختلاف على نسبة العاصمة يثرب مما يحصله الولاة على البلاد المفتوحة، فاختلف مع عماله جميعاً تقريباً، وكان الخلاف على المال، ولم تكن هناك قيمة غير المال وراء ذلك، واستباحت السيدة عائشة الثورة على عثمان ثم استباحت الحرب على الإمام علي، لأنه تكن هناك قيماً متفق عليها، لم يكن مشتركاً بينهم سوى وجهات النظر النسبية والمصالح الخاصة الدنيوية المادية البحت، التي أجاز كل طرف لنفسه صحتها الدينية.
أن الذي خلق مصاحباً للإنسان موضوعاً بداخله. هو الغرائز، وقد تم تزويد كافة الكائنات بهذه الغرائز من الإنسان إلى القردة إلى الحشرات، كلها مثل الإنسان، غريرة البقاء وغريزة الحفاظ على النوع، وهو الصراع الرهيب الذي دخله الإنسان الأول في بيئة قاسية لا ترحم، لكن من بين كل هذه الكائنات فإن الإنسان وحده هو الذي لم يكتف بالغرائز تدير له حياته، لأنه لو اكتفى بها لظل يعيش بدائياً في الأحراش والغابات يقتل ليأكل، أو يُقتل ويؤكل، وهي البيئة التي أنزله الله فيها، مستنقعات، وكهوف وضواري وأحراش وبوادي، في البداية عندما بدأت منظومة العقل المعرفية اكتشف الإنسان وجوب تغطية سوءته فلم يتوفر لديه إلا أوراق التوت ساتراً له، فهذا ما وفره له الخالق في جنته بعد أكل الثمرة المحرمة.
وعندما نزل آدم للبراري والمستنقعات والكهوف لم تعجبه تلك البيئة المُعدة له من قبل خالقه، وتمرد عليها وحولها اليوم إلى ناطحات سحاب، لم تعجبه الخيل والبغال والحمير والإبل التي خلقها الله له ليركبها (وزينة!!)، واستعان بها كل الأنبياء، فصنع الطائرة المكيفة والسيارة المترفة والسفينة الباذخة ثم مركبات الفضاء، فعندما تمرد هذا المخلوق على حاله البدائي وبيئته استبدلها بما هو أفضل منها ملايين المرات، وترك ورقة التوت التي ستر بها عورته، وورقة التين التي كان ينظف بها مؤخرته، فلبس أجمل فنون الأزياء وأنشاء دورات مياه هي أعلى ذوقاً وفناً ونظافة من مقرات عروش الملوك القدامي. هذا المتمرد لم يعجبه أن يكون ذليل غرائزه فقام بتعديلها وتحسينها وتطويرها إلى الأفضل، وابتدع القيم وفلسفات الأخلاق ليرافق تطوره المادي تطوراً معنوياً وخلقياً بمعايير قيمية تليق برقيه.
والأضرار التي تترتب على القول بقيم دينية تبدأ أولاً من قواعد الدين نفسه، التي لا تقبل المناقشة ولا استعمال العقل وإنما تطلب التصديق والطاعة. بينما القيم اختيار ومفاضلة وعقل يمايز ليعطي القيمة إيجابية أو سلبية، ولذلك لو قلنا بقيم دينية ستكون قيماً زائفة باطلة لأنها تخلو من الاختيار العقلي. وما يعطيه الدين لم ينشئه العقل إنما استقبله دون حوار بقرارات قدسية ومسلمات وتحليلات وتحريمات، لذلك عندما يتدخل العقل بقيمة العلمية وكيميائية سيكشف لنا كمية الأضرار والسموم في بول الجمل الذي يتداوي به المسلم حسب النصوص.
أما الضرر الأفدح فسيكون في الصراع الدموي الذي لابد يترتب على القول بقيم دينية، وذلك لاختلاف الاديان وقيم كل منها، وهو لا يليق بعدالة السماء، ما يليق هو أن ننسب القيم لمنشئها الإنسان، ولأنها غير مقدسة وقابلة للتغيير فإنه يمكن التنبؤ بالتقارب بينها والتآلف مع التطور لإقامة مجتمع أرضي مسالم سعيد.
elqemany@yahoo.com
القاهرة
تبسيط مفهوم القيم
التغيير والتطور من أسباب التمدن والحضارة
فكل ما حدث منذ فجر الخلق إلى ان فتقت الأرض عن السماء هو تطور وتغيير الإنسان بقواه المختلفة العقلية المبدعة وبصرية الخلاقة في ظل السيادة بالقوة وفرض السلطة لإستتباب الأمن والسلام بالسيطرة والاحاطة والنتيجة الاستقرار والتعايش والعلاقات والمعاملات لتلبية الحاجات والغرائز واللذات العامة والخاصة في محيط مجتمع حتى كان عصر الطرفة بالمعرفة أوالتقنية وبرامج العولمة ثمار انفجار البحوث والدراسات العلمية وهكذا يمر الزمان ماضي وحاضر ومستقبل بالكون والحياة والبيئة والقوة( بالخالق، الرب، الواجد) لكن أحلى الحياة للإنسان بتجديد العقل تفكيراً بالمعرفة والأخلاق والتطور في ظل الأمن والسلام والاستقرار
تبسيط مفهوم القيم
بارك الله فيك يااخي ( اسامة عسكر ) وحسبي الله في هؤلاء الناس الذين يهاجمون من اجل الشهرة دون تفكير او عقل
تبسيط مفهوم القيم تبسيط مفهوم القيم أسامه عسكر — asker9@yahoo.com كاتب المقال كعادته يؤكد لنا أنه لا يقرأالقرآن أو على الأقل يمر عليه بدون أن يقف على كلماته فهو مثلاً لم يقف عند آيات سورة طه حيث يقول الله سبحانه وتعالى عند كلامه لآدم عندما أسكنه الجنة (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولاتعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) وبالطبع فى هذه الظروف لم يكن يحتاج سيدنا آدم إلى الحمامات الفارهة التى يتغنى بجمالها الكاتب لأن الله سبحانه هيأ له طبيعة متكيفة مع ذلك النعيم وإنما كان العصيان والخروج من هذه الحياة إلى حياة… قراءة المزيد ..