رغم تصريحات بنازير بوتو لـ”الشرق الأوسط”، التي نوردها أدناه، فقد أكّد أقرب مستشاريها واجد شمس الحسن (سفير باكستان السابق في بريطانيا، وهو أحد كتّاب الصفحة الإنكليزية من “الشفّاف”) في إتصال صباح اليوم أنه لا يتوقّع حدوث أية إشكالات أمنية أو إعتداءات لدى وصول بنازير إلى كراتشي. وتحدّث وجود شمس الحسن عن حشد بشري كبير جداً لاستقبال بنازير، التي ستكون في بلادها بحدود منتصف النهار بتوقيت لندن.
*
قالت إنها متوترة جدا وقد يحصل أي شيء.. ولا اتفاق بينها وبين مشرف الآن أو في المستقبل
بي نظير بوتو ترفع يدها بعلامة النصر خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس في دبي معلنة عودتها اليوم الى باكستان (رويترز)
دافني باراك
«أنا متوترة جدا. أي شيء قد يحصل. قد يقدم مشرّف على حكم البلاد بقانون الطوارئ فيما أنا هناك! نعم، فكرت بالامر. قد يحاولون اغتيالي. حضرت عائلتي وأحبائي لأي احتمال… يبدو الامر مرعبا جدا. ولكن لا تنسوا الى أي عائلة أنتمي. هذا هو مصيرنا. أولادي كبروا في هذه الاجواء. زوجي قضى سنوات في السجن فقط لأنه اقترن بي. ومع ذلك فلم يتمكنوا من تدميرنا. يعرف المرء من خبرته ماذا يعني الاصرار على عدم الاستسلام… لقد تجادلنا كثيرا في الايام الماضية، في كل مرة كان مشرف (الرئيس الباكستاني) يقترح أن أؤجل عودتي، اذا كان عليّ العودة أم لا. جميعنا يعرف أنه يتوجب عليّ العودة. ولكن نعم… إنه اجراء متعب للغاية. أنا مرهقة. لم أنم منذ أيام. أتنقل من اجتماع الى آخر. ولكن دفني ألا تريدينني أن أعود الى وطني؟ سأغادر غدا (اليوم) باكرا. لا أريد أن أفكر أكثر في الامر. فات الأوان لكل جدل الآن. فات الأوان لاعادة التفكير. فات الأوان… وفي ما يلي نص حديث اجرته «الشرق الاوسط» مع بي نظير بوتو هاتفيا قبل عودتها الى بلادها اليوم بعد سنوات في المنفى
* هناك شائعات حول انك لن تغادري اليوم الخميس 18 اكتوبر عائدة الى باكستان لمواجهة الانتخابات، هل ذلك صحيح؟ ـ لا، على الإطلاق. سأعود الى باكستان على الرغم مما قاله مشرف (اقترح عليها تأخير رحلتها). فإما العودة الآن او لا عودة. صوري معلقة الآن في كل أنحاء باكستان، والناس ينتظرون عودتي. لا يمكن ان اخذلهم. التغيير الوحيد هو انني من المفترض ان اسافر من لندن عبر دبي الى كراتشي. اقترح زوجي ان اسافر من وإلى دبي ـ لندن ـ دبي. ستكون الرحلة مرهقة. عندما اصل كراتشي يوم الخميس سأكون في حاجة الى طاقة ونشاط وتركيز.
* منافسك شريف قام بنفس الرحلة قبل بضعة اسابيع وأبعد بواسطة الرئيس برويز مشرف الى السعودية: هل تخافين الذهاب الى السجن؟ او الإبعاد؟ او حتى الاغتيال؟
ـ يجب ان افكر في كل الخيارات. اذا لا اذهب الآن وأواجه الواقع، يجب ان اعتزل السياسة ومعتقداتي وكرامتي وكل ما يمثله اسم اسرتي.
* التقيت اسرتك اكثر من مرة. ما هو رد فعلهم على كل هذه الخيارات الخطرة؟ ـ تحدثنا حول هذه المسألة مطولا. ابنائي نشأوا في اسرة سياسية. والدهم قضى في السجن سنوات فقط لأنه زوجي. ابني قُبل لتوه في أوكسفورد، وآصف (زوجها) وأنا كنا هناك. نشعر بالفخر لما حققه. هذا هو السبب في عدم مرافقة زوجي لي يوم الخميس. سيبقى هناك لرعاية ابنائنا، تحسبا لأي شيء.
* هل هناك أي شيء مثل التهديد بالقتل او أي تهديد قانوني من المحتمل ان يؤدي الى عدولك عن رأيك؟ ـ لا، ليس هناك ما يمكن ان يحول دون عودتي الى باكستان. سأسافر في وقت مبكر من صباح يوم الخميس (اليوم).
* هل أنت ومشرف متفقان؟
ـ لا اتفاق بيننا كما نشرت وسائل الاعلام. تم نشر هذه الاخبار لتشويه صورتي أمام مؤيديّ… ولكننا نتحدث الى الجميع بمن فيهم مشرّف… ولكن هذا ما فعله أيضا نواز شريف. أنا وشريف كان يفترض بنا ان نعود معا. فجأة خاننا! ورفع دعوى قضائية ضد حصانتنا… أعني هناك أشخاص آخرون فعلوا الامر ذاته. ولكن ما فعله شريف، الذي كان يتفاوض معنا لفترة طويلة، طعنة في الظهر! عندما أرادوا شنقه أنا دعمته. كلينتون لعب دورا أساسيا لانقاذه بالطبع، ولكنني أنا قمت بدوري المتواضع أيضا…
* ماذا لو عدت الى باكستان ولم تربحي الانتخابات؟
ـ أنا واثقة من أنني سأربح. لدينا تقارير واستطلاعات آراء… أعرف ان المتطرفين يدعمون شريف، انما الكثير من الباكستانيين يريدون بلدا ديمقراطيا وعلاقات صحية مع الغرب. علي أن احاول وأترشح هذه المرة. صوري في كل مكان. الناس بانتظاري لا يمكنني أن أخيب آمالهم. آن الاوان إن اليوم أو …
* أو؟
ـ أو اعتزل السياسة الى الابد… هذه فترة يحتاج وطني فيها اليّ. أفكر فيما لو أن بانتظاري دعاوى جديدة أو انتخابات غير عادلة؟
(الشرق الأوسط)