ابن قمبر هو مواطن كويتي بسيط ومغمور اسمه بالكامل »حسين قمبر« وابن حماس هو »مصعب«، ابن اكثر قادة منظمة حماس شعبية وعضو البرلمان الفلسطيني عن كتلة حماس القائد الحمساوي حسن يوسف.. وما جمع بين ابن قمبر وابن حماس قضية التحول او الارتداد عن دينهما الاسلام وما فرق بينهما هي النتائج التي ترتبت على ذلك في حياتهما وفي مصيرهما الشخصي.
فما ان اعلن ابن قمبر المسلم المغمور والبسيط تحوله أو ارتداده عن دينه الاسلام حتى ثارت ثائرة الجماعات الدينية عليه و اقاموا الدنيا و لم يقعدوها »لان ابن قمبر ارتد عن دينه« وتحركوا على المستوى الاقليمي من الكويت حتى فلسطين مرورا باخوان وبجماعات لهم في الاردن وفيما جاورها من اقاليم بلاد المسلمين. والجميع رفع الصوت عالياً مطالباً بانزال وبتطبيق »حكم المرتد« على ابن قمبر. وبدا الامر وكأن المسلمين والعياذ بالله قد اصابتهم مصيبة لان ابن قمبر ارتد عن الاسلام ولم يتذكروا حكاية »سلوم الذي ما زاد في الاسلام خردلة وما درت النصارى عن اسلام سلوم« فهل درى المسيحيون عن ردة ابن قمبر؟؟
وحكم المرتد هو القتل تعزيرا وعزل زوجته عنه ومنعه من التصرف في امواله وفقد الاهلية للولاية على غيره فلا يجوز له ان يتولى عقد تزويج بناته او ابنائه وان يقطع اهله صلتهم معه مباشرة فلا يرث منهم ولا يرثون منه. اما امواله فتذهب الى بيت مال المسلمين وهو الحكم الذي كان بانتظار ابن قمبر المواطن الكويتي البسيط والمغمور حتى استتاب وقبلت منه التوبة وعاد بحمد الله الى دينه وعقيدته كما قالت الاخبار يومها.
اما ابن القائد الحمساوي الشهير والمعروف فقد قوبلت ردته بتكتم شديد واحيطت بسياج خاص فلم تشجبها جماعة دينية ولم تتحرك في قضيتها صحيفة اسلامية ولم نسمع او نقرأ مطالبة بتطبيق حكم المرتد على ابن القائد الحمساوي الشهير كا سمعناها في قضية ابن قمبر. ولو لم تكشف ردة ابن القائد الحمساوي الصحافة الاجنبية والصحافة الاسرائيلية بالذات ربما نجح في التكتم عليها وفي سترها من لهم المصلحة في ذلك. وهي نفس الجماعات التي اقامت الدنيا وشعللتها في ردة ابن قمبر وهو المسلم البسيط والمغمور واقعدتها وبرَّدتها في ردة ابن قائد حماس فيا سبحان الله حتى في مثل هذه المسائل تكيلون بمكيالين وتحكمون بحكمين!!؟؟. ابن قمبر خيرتموه بين تطبيق حكم المرتد وبين الاستتابة فتاب، وابن قائد حماس لم تلوحوا مجرد تلويح بحكم المرتد وتطبيقه بل قالت انباء حماس واخبارها المتواترة من مصادرها كما اعلنت الصحف انها، أي »حماس« ارسلت اليه شيوخها وعلماءها ليأخذوا بيده وينتشلوه من غواية تعرض لها »المسكين الساذج« ووقع فيها ويحتاج لمن يرشده ويعيده الى توازنه الديني السابق. فحملتهم الطائرات اليه في ولاية كاليفورنيا ليحيطوه برعايتهم الابوية لا سيما وانه بدأ يصرح للصحف الاجنبية تصريحات تتعلق بموقفه من تنظيم حماس ومن تصرفات ومسلكيات بعض قادتها وعن امتيازاتهم التي لا شك انه يعلم عنها الكثير من التفاصيل والدقائق كونه ابن قائد حمساوي كبير وشهير هناك.
وقبل ان تحرّفوا الكلام عن مواضعه نؤكد بما لا يقبل اللبس اننا لسنا في وارد مناقشة »حكم المرتد« في الشريعة وفي الاسلام ولكننا نناقش مسألة في غاية الخطورة وهي الكيل بمكيالين عند بعض الذين ينادون ويتقدمون الى برلمانات بلادهم بمشاريع قوانين تطالب بتطبيق الشريعة بما يضعنا امام احتمالات انتقائية التطبيق كما حدث مع ابن قمبر وابن حماس. وهي مسألة دقيقة لانها وكما هو واضح من القضية السابقة ستخضع لتأويلات تعتمد على من بيده تطبيق الاحكام وانفاذها فمن ينادي بتطبيقها، هنا قد يغض الطرف ويصمت عن تطبيقها هناك بحسب الظروف وتوازنات اللحظة ومصالحها واختلاط الاوراق ما بين الديني والسياسي وتشابك الخيوط وادارة الصراع ليبرز السؤال المهم.. لماذا على ابن قمبر وامثاله فقط وليس على ابن حماس وامثاله؟!
sadaalesbua@alayam.com
كاتب واعلامي من البحرين