بيان شبلي زيد الأطرش: تنسيقية السويداء دعت للانشقاق عن جيش النظام

0

أصدرت تنسيقية محافظة السويداء في الثورة السورية بيانًا موجهاً إلى أبناء محافظة السويداء في الجيش السوري، جاء فيه: “تشهد محافظة السويداء منذ اندلاع الثورة السورية المجيدة ضد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد وطغمته ونظامه وصول عدد كبير ومتواصل من قافلة الشهداء في الجيش والقوات المسلحة إلى المحافظة حيث تجاوز عدد القتلى في صفوف الجيش 50 عسكرياً قضوا بسبب التطرف في إستخدام الحل الأمني لقمع التظاهرات السلمية التي تعم أرض الوطن الحبيب سوريا والتي تنادي بالحرية والكرامة لكل مواطن”.

“تنسيقية محافظة السويداء”، وفي بيان، أهابت “بجميع أبناء المحافظة إلى التوقف عن إستغلالهم من قبل النظام والابتعاد عن تلبية واجب الخدمة الالزامية الذي تحول من حماية الوطن وحدوده إلى حماية ركائز النظام ومنظومته من أجل التفرد باستمرار سلطة وطغمة ديكتاتورية تحكمنا منذ ما يزيد على أربعين عامًا”.

وأضافت التنسيقية في بيانها: “جميعنا يدرك كسوريين أنَّ الخدمة العسكرية الزامية يخضع لها كل شاب في هذا القطر الغالي ونقدر أنَّ خيار تنفيذ الأوامر العسكرية الصادرة من قبل الضباط هو أمر لا يمكن أن يرفض أو لا ينفذ تحت طائلة المسؤولية التي تقع على عاتق العنصر وقد يؤدي رفضها إلى عواقب غالبها ينتهي بالتصفية الجسدية”.

وتابعت: “من خلال ما تشهده أرض الوطن من مجازر وابادة وقمع وقتل بحق المتظاهرين المدنيين السلميين ندعو أبناء محافظتنا الأكارم في الخدمة الالزامية والمتطوعين بالجيش إلى ترك هذا الجيش الحالي والانشقاق والابتعاد عنه وعدم الالتحاق به والعزوف عن متابعة الخدمة فيه لأنَّه إبتعد عن أهداف جيش الوطن وحامي الحدود والتزم بحماية النظام وتثبيت أركانه ضد أبناء بلده وشعبه والالتزام بمبدأ الدفاع عن المتظاهرين السلميين وعدم الانجرار لتلبية مطالب النظام باطلاق النار على كل من تصدح حنجرته طلبا” للحرية والحياة الكريمة”.

وإذ أكَّدت أنَّ “النظام في خطته لارساء الطائفية وتثبيت صبغتها على هذه الثورة المباركة يقوم بزج ابنائنا في المناطق والبؤر المتوترة وذلك لعدة أسباب تخدم وجوده وأهدافه”، ذكرت منها: محاولة النظام تثبيط حراك الشارع في السويداء من مبدأ تخويف الاقليات بجلب شهداء كثر من عناصر الجيش اليها واتهام العصابات المسلحة والطوائف الاخرى بتصفية هؤلاء العناصر فقط لانهم ينتمون الى الطائفة الدرزية التي هي نسيج من المجتمع السوري المتآلف والمتعاضد منذ الأزل. إلباس الثورة الصبغة الطائفية وذلك بقتل وتصفية العديد من الشبان الدروز واتهام الطوائف الاخرى بقتلهم. وبعد التوسع الافقي للتظاهر الذي تشهده محافظة السويداء لاحظنا ان النظام يقوم بتصفية ابنائنا الذين ينتمون للقرى والمناطق التي تندلع فيها حركات احتجاجية على النظام بهدف تقسيم الوحدة المجتمعية وتأليب الراي في هذه المناطق بين ابناء المجتمع الواحد باستهداف ابنائه”.

وفي سياقٍ متصل، أضافت: “من هنا تجدر الاشارة إلى الدور الرائع الذي يقوم به الجيش الحر بالتصدي لهمجية الأجهزة القمعية الامنية التي تحاول على مدى شهور اجهاض المظاهرات السلمية بالرصاص الحي وقصف المدفعية والدور الذي يقوم به بعض شباب السويداء في الجيش الحر مثل الملازم أول (خلدون زين الدين) الذي يذود عن اهلنا وإخوتنا الثائرين في درعا وانشقاق النقيب الطبيب شفيق عامر أيضًا الذي ان دل على شيء فهو يدل على ان أحرار جبل العرب مواكبون لهذه الثورة ومتماهون مع شارعها ومطالبها العادلة. لذلك ندعو اخواننا في الجيش للالتحاق بركب الثوار الاحرار والانضمام للجيش السوري الحر الذي يعتبر عماد الجيش الوطني المستقبلي والذود عن حمى اخواننا المتظاهرين السلميين والحفاظ على سلامتهم من بطش الاجهزة الامنية الاسدية.

عاشت سوريا حرّة مستقلة

*

نداء من السيد شبلي زيد الأطرش

إن بلادنا اليوم تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها، وقد أقر الجميع بأن “دوام الحال من المحال” وأن التغيير إستحقاق لا يحتمل التأجيل.

لقد حذرنا في بواكير الأزمة الراهنة من ظاهرة العبث بلحمتنا الوطنية، إذ ليس من شيمنا أن ننجر لهكذا عبث، وعلينا أن نحول دون نفاذها بين صفوفنا مهما حاول المفسدون، و من دواعي الحزن والأسف أن نرى بعضا”من أبنائنا وإخوتنا يساقون الى إلحاق الأذى بأهلهم وإخوانهم الذين يحتجون سلميا”.

نحن جزء من الشعب السوري لنا ما له وعلينا ما عليه، وما يصيبه من ظلم وحيف يصيبنا في الصميم، وأقسى ما يؤلمنا وما يقلقنا أن الضحايا والقتلة هم أخوة الوطن والدم، فمن الطبيعي أن يعبر شبابنا وأهلنا عن غضبهم و أن يتضامنوا مع أهلهم في المحافظات الأخرى.

ليس شجاعاً من يستقوي على أبناء جلدته وليس شجاعاً من يسترخص دم أهله وذويه، ولغة القوة والقتل، عند اختلاف الرأي، هي لغة من لا حجة لديه، وتغذية الغرائز الرعاعية وانفلاتها هو دليل على غياب العقل والحكمة
فشعبنا يستحق الحرية والعيش الكريم، ويستحق جيشاً يدافع عن حدود الوطن.

يا إخوتنا وأهلنا

إن رفض الحلول السياسية ، و استمرار الحل الأمني سيخلط الأوراق ويدفع لمزيد من الإحتراب الأهلي الذي لن يبقي ولن يذر، ويستدعي التدخل الخارجي الذي لا نتمناه لبلادنا.

لذلك يتحتم علينا أن نتنبه لمخاطر ما يرسم لبلادنا من محاولات لتمزيق وحدته الوطنية، وتأجيج الصراعات الطائفية، إننا لم نكن ولن نكون طرفاً في هذه اللعبة المقيتة التي اشتغل عليها البعض، ويريدوننا اليوم أن نغطس معهم في مستنقعهم، ومن المؤلم أن نستقبل كل يوم جثماناً لمجند أو ضابط في الجيش قضى بأيدي أبناء الوطن الواحد.

إن ولاءنا لم يكن يوماً لطائفة أو حزب أو فرد، بل كان دائماً للوطن الذي يجب أن يتسع للجميع ويحمي الجميع بكل تلاوينهم وطوائفهم وقومياتهم بلا تمييز وبلا استثناء، وعلى شبابنا أن يذخروا إمكاناتهم من أجل هكذا وطن وأن يحرموا على أنفسهم مس حرية وكرامة ودم أبناء وطنهم مهما كانت الحجج التي يدعيها البعض.

إن مهمتنا هي الابتعاد عن التأجيج الغوغائي واحترام آراء بعضنا بعضاً ونبذ القوة أو العنف أو الاستقواء على بعضنا البعض والدفاع برجولة عن أبنائنا الذين يتعرضون للظلم بسبب آرائهم.

علينا أن نقف بالمرصاد للمواجهة الطائفية أو الحرب الأهلية، لا سمح الله، والحفاظ على لحمتنا ونسيجنا الوطني والاجتماعي والتأمل والتعقل في النظر الى مستقبل بلادنا الوطن السوري الموحد الذي يساوي بين جميع أفراده ويؤمن لهم الحرية والكرامة والمواطنة التامة.

ولنا ثقة كبيرة بأن الاهواء العابرة والمآرب الضيقة زائلة وأن صوت العقل والحكمة سيطغى ويسود.

شبلي زيد الأطرش

عرى في 17 / شباط /2012

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading