كل طالب يرتدي بنطالاً متدلي الخصر، يتناول غداءه في بيته.
كل من يدخل إلى قاعة الطعام في المدرسة ببنطال مرخي الوسط إلى ما تحت الوركين، يتغدى في بيته.
هذا هو عنوان مقال ينتقد قرار مشرفة مدرسة إعدادية في ستوكهولم، ويتهمها بالتشدد والحد من حرية الشباب.
بالطبع، لا يمكن للمشرفة أن تمضي في عقوبة أشد من حرمان الطالب من الدخول إلى صالة الطعام، لا يمكنها مثلاً أن تحرمه من جهاز الكمبيوتر المحمول الذي يوهب لكل طالب.. كما لا يمكنها أن تعاقبه بالفصل ثلاثة أيام من المدرسة، أو تمنعه من حضور دروسه، أو تجبره على تغيير زيه باستدعاء ولي أمره مثلاً. يأتي ولي الأمر باستمرار لكن لا ليوبخ ابنه بعد أن يستمع إلى شكاية المعلم ضده، ولا ليشجع المعلم على معاقبة ابنه، مثلنا الدارج، حين يقول الأب لمعلم ابنه في الصف الأول الابتدائي: لك اللحم ولنا العظم، يأتي ولي الأمر ليجلس ويحضر نقاشاً بين الطالب والطاقم الإداري، يقوم الطالب بانتقاد الطاقم الإداري كما يفعل الثاني به تماماً، يحق للطالب أن يرفض ما يطرحه المعلم، ولا يتورع أن يتهمه بالكذب مثلاً.
فكرت المشرفة، التي أغضبها بنطال الشاب خصر واطئ، بأنها يمكن أن تحد من هذا المظهر الذي يُظهر دكة السروال الداخلي، بأن تمنع الطالب الذي يفعل هذا من الدخول إلى صالة الطعام.
بالطبع وجبات الطعام أمر أساسي في نظام التعليم في ستوكهولم. حيث يوجد في كل مدرسة مطبخ كبير وفريق متمرس مع إشراف دقيق لإعداد أفضل طعام للجيل.
ارتداء الثياب كما يحلو لكل شخص أمر منتشر في أوروبا، ولا يوجد أي قانون يفرض لباساً محدداً لطلاب المدارس أو الجامعات، على العكس من ذلك، هم يكافحون لكي يحفظوا للجيل حقه في ارتداء ما يحلو له.
الولد المسكين يأكل غداءه منذ يومين في البيت، أما باقي الطلاب والطالبات فإنهم ينعمون بغداء المدرسة.
ثارت بلدية منطقته، وقررت فتح تحقيق بالموضوع، إذ كيف يحرم طالب من غداء المدرسة؟
كتبت الصحيفة الأكثر شهرة موضوعاً رئيساً، أن طالباً في مدرسة فالباري، ليومين كاملين يذهب إلى بيته وقت الغداء بأمر من مشرفة المدرسة.
هناك أصوات عديدة نددت وبالتالي قررت بلدية منطقته فتح تحقيق بالأمر، سوف يخضع للتحقيق كل من كان مسؤولاً عن منع الطالب المدلل من تناول غداءه في الثانية عشرة ظهراً مثله مثل بقية الطلاب والطالبات.
قالت المرشدة الاجتماعية في لقاء صحفي تدافع عن قرارها:
ـ لقد قمنا بتنبيه الطلاب أكثر من مرة، تلك الموضة غير مستحبة، ثم أضافت، إنهم يبالغون في إنزال خصر البنطال حتى يظهر نصف الكلسون، من غير الممكن أن يجلسوا إلى طاولة الطعام بالكلسون.
بدأت الموضة الآن تتوجه نحو الشباب، أكثر من توجهها نحو البنات. القميص مرخي، والبنطال مرخي، والجوارب مرخية والحذاء واسع.. الخ. خصر البنطال الشبابي الآن عند نهاية الوركين، وبالتالي يجب أن يظهر القسم العلوي من السروال الداخلي الذي يفضل أيضاً أن يكون مرخياً. باختصار يمشي الشاب بارتخاء وعلى مهل، وبخطوة خاصة كي لا يسقط البنطال، وكل حين يقف ليرفع خصر بنطاله قليلاً ثم يكمل المشي.
قال أحد الشباب إنه أحب تلك الموضة كثيراً، لأنها تساعده على الرقص وتجذب الأنظار إليه.
بالطبع هي تجذب الأنظار لأن الناظر يشعر بأن البنطال سيسقط بعد قليل.
تتحكم الموضة بمظهر الناس الخارجي خصوصاً الشباب، وهذا يحدث في كل مكان من العالم، وفي بلادنا أيضاً، لكن الفرق بين المظهرين أن الشباب عندنا يطبقون الموضة كما تصلهم ووفقاً لما يتوفر في السوق وفي الجيب وحسب ما يسمح به الجيران أيضاً، أي العرف والعادة، إذ من النادر أن نجد شاباً أو شابة يبتكر/ تبتكر بعد الموضة.
أما الشباب في الغرب وبسبب الحرية الفائضة أحياناً عن حاجتهم، فإنهم يبتكرون ويجددون، يفعلون ما يحبون وما يظنونه يناسبهم. جملتهم التي يكررونها: هذا جسمنا ونحن أحرار به، أما عين الآخر الذي ينظر إليهم فليس لها حق أن لا تشاهد على مدار اليوم مظاهر فاقعة ومبالغ بها.
لا يستطيع المرء أن يمنع عينيه كل حين من إلقاء نظرة، مما قد يثير إزعاج البنت أو الشاب، لأن مراقبة الآخر أمر همجي وغير مقبول.
من أجل أن يتميز أحدهم، يمكن أن يدفع مصروف الشهر عند الحلاق لكي يحصل على شعر مثل ذنب الطاووس حين يكون في أوجه، رأس أقرع إلا من درب رفيع عبارة عن شعر منتصب مثل عرف الديك وعلى الأغلب ملون ومثبت بعزم، إذ إن أنواع الجل الموجود في السوق تتدرج من العادي إلى القوي جداً.
حين تجلس في القطار في المقعد المعاكس لأحدهم بالضرورة سوف يلامس عرف رأسه برأسك و يداعبك طوال الطريق، وعليك أن لا تعترض لأنك بهذا تبدو غير حضاري وأنك تصادر على الشاب رغبته بأن يكون اليوم متميزاً.
فتاة تعلّق الحلق في كل مكان من وجهها، في فتحتي الأنف، على طرفي الشفتين، على طرفي الأذنين، هذا عدا الحلقتين على شحمتي الأذنين، المكان الاعتيادي للحلق، على طرفي الحاجبين، حيث ترص الحلقة طرفي الحاجبين، وتتخيل أنت المراقب بأنها تتألم، وما إن تفتح فمها حتى يخرج لسانها وعليه حلقة أيضاً. بالطبع ستكون مشغولاً بتخيل كيف تأكل أو تنام تحت وطأة كل هذه الزينة، لكنها تفاجئك بأنها أمسكت صديقها وراحت تقبله دون أن تعيقها كثرة المعادن المعلقة عليها. صديقها الذي يضع في زنده الإسوار الثقيل الأقرب إلى الكلبشات ويرتدي البنطال “السالت”، والمزود بسلاسل عديدة، ستفهم من مظهره بأنه يتخيل اليوم نفسه في الأسر وأنهم سيقودونه إلى الإعدام. فالموضة اليوم هي لباس الأسير، وهم أحرار بأن يختاروا لباس الأسير.
ثم حين تصعد أدراج محطات القطار الكهربائية ويكون الوقت وقت الذروة، ازدحام الناس وتراكضهم إلى بيوتهم مساء أو إلى أعمالهم صباحاً، فإنك تصعد الدرج الطويل المتحرك واقفاً على درجتك حقك إلى أن تصل، ويكون أمامك أحدهم وخلفك أحدهم وأنت محاصر بين الاثنين، وحين يصادف أمامك الشاب الذي يفضل أن يرخي بنطاله ويوحي للناظر بأنه على وشك السقوط، فإنك ستفكر طوال وقت صعود الدرج بأن تساعده على رفع البنطال وتثبيته بحزام.
وبالطبع الموضة يلحقها أمور عديدة، إذ بسبب هذه الموضة، صار ثمن السروال الداخلي الرجالي مرتفع جداً، كله بسبب تلك السنتيمترات القليلة التي تظهر من السروال الداخلي فوق حزام البنطال المرخي مما جعل اهتمام الشاب ينصب كليا على اختيار السروال الداخلي بلون يتناسب مع ياقة السترة التي يرتديها، أو الشال الذي يحيط رقبته به. فالأنظار كلها تنصب على وسط الشاب.
وضعت أحد المحلات إعلانا كبيراً تشجيعياً بأنها على موسم الربيع جعلت سعر السروال الداخلي الرجالي نصف سعره الأحمر، بالطبع السعر الأحمر هو سعر التخفيض، وضمن هذه النجمة النارية التي كتب بها السعر الجديد، كانت المفاجأة، بأن سروال الشاب الداخلي بعد نصف الأحمر يعادل مرتب صديقتي في سوريا والتي تعمل مهندسة في الخدمات الفنية كانت أخبرتني فرحة أنها نالت ترقية بمقدار مئتي ليرة سورية.
قالت: سيكون أول من يفرح بالترقية ابني. ظننت أنها ستشتري له سروالاً داخلياً، وكدت أخبرها بأن كل راتبها لا يكفي لشراء سروال داخلي لابنها، لكني عرفت أخيراً بأنها وبعد وعود لابنها دامت ثلاث سنين قررت أن تشتري له كمبيوتر بالتقسيط.
sarraj15@hotmail.com
ستوكهولم
بنطال الشاب على وشك السقوطالشروط التسعة! خالص جلبي تتراوح النكتة في أوضاع البلاد العربية بين ثورية ومحافظة، مع الاشتراك في الإكراه، فهناك يحقق في قضايا لا تستحق أن تكون قضية ينظر فيها، وهنا يحظر على المرأة قيادة السيارة إلا بتسعة شروط! ففي بلد عربي ثوري تم الإفصاح عن تسعين مهنة ومساحة، كانت من اختصاص المخابرات، مثل دفن الميت وحفلة الزواج وفتح نادي بيلياردو ومطعم شاورما ودخول الدراسات العليا..! كانت كل المهن السابقة مشروطة ممارستها بأخذ ترخيص مسبق من المخابرات حسب الاختصاص، من المخابرات النهرية أو البحرية، فرع 273 لصالح المخابرات العامة، أو الفرع الداخلي، أو فرع فلسطين دون أي علاقة… قراءة المزيد ..
بنطال الشاب على وشك السقوطلن أعلق على ماكتبته السيدة منهل السراج ولكن على ماكتبه الاستاذ حسن ، اعتقد بان الكاتبة لم ترمي من مقالها إلى تعريفنا بتاريخ وسيرة الخصر الساحل وأهدافه سواء ابتدعه الشاذين جنسيا في السجون الأمريكية أو أحد مصميمي الأزياء ‘ الأستاذة سراج أرادت أن تحدثنا عن حرية الفرد وحقه في الاختيار سواء أكان تلميذا أو استاذ جامعة ، كما ارادت أن تجري مقارنة بين ذهنية الشرق والتي أعتقد بأن السيد حسن يمثلها بامتياز وذهنية الغرب التي تحترم بل تقدس حرية اختيار الفرد ، وهذا مالم نستطع نحن الشرقيين استيعابه وفهمه حتى الآن ولذلك سنبقى نراوح في المكان… قراءة المزيد ..
انسة منهل المقال مع الاسف … ناقص نعم يا انسة منهل المقال مع الاسف ناقص … وما دمت قد كتبتي عن موضوع البنطلون النازل والذي يكاد يسقط فكان الاجدر ان تكتبي عن سبب ظهور تلك الموضة وتاريخ نشؤئها … ولذلك تطوعت لاكمال الموضوع … فقد نشات هذه الموضة في السجون الامريكية …ظهرت اثناء الفسحة التي تمنح للسجين كي يسير خارج عنبر السجن اي في باحة السجن .. وهي اشارة مقصودة من الشاذين جنسيا للتعارف بينهم ..اي انها كانت دعوة جسدية الى اللواط بين الذين يرغبون بذلك … ثم نشرتها احدى فرق الموسيقا الامريكية والمعروفة بصرعاتها المجنونة …باختصار اخترع هذه الموضة… قراءة المزيد ..