“الشفاف”- بيروت- مروان طاهر
المرحلة الاخيرة من انتخابات المجالس البلدية والاختيارية في لبنان سوف تكون ساحتها محافظة الشمال التي يبدو ان العديد من اقضيتها ستشهد منازلات حامية سياسية بامتياز.
في قضاء البترون ستكون المعارك محصورة بين تيار عون جهة وقوى الرابع عشر من آذار من قوات لبنانية وكتائب وانصار النائب بطرس حرب والنائب السابق سايد عقل والاحزاب اليسارية من جهة ثانية.
“أم المعارك” في البترون
مدينة البترون سوف تشهد اشرس المعارك الانتخابية نظرا لكونها عاصمة القضاء ولانها ايضا مسقط رأس الوزير جبران باسيل صهر النائب عون المدلل ولأن المدينة في الدورات الانتخابية النيابية السابقة كانت تصوت بنسبة تجاوزت الستين في المئة الى جانب الوزير باسيل.
المعلومات من البترون المدينة تشير الى ان التصويت في الانتخابات البلدية لا يشبه التصويت في الانتخابات النيابية، خصوصا وان ابناء المدينة صوتوا ضد ما اعتبروه مصادرة المقعد النيابي للمدينة لصالح وسط القضاء مسقط رأس النائب طوني زهرا. ولكن في الانتخابات البلدية الامر مختلف لاسباب عدة ابرزها طريقة تعامل الوزير باسيل مع ابناء المنطقة بفوقية وتسلط واستهتار تجاوز حدود إقطاعيي القرون الوسطى. وهو يـُظهر لابناء المدينة يوما بعد يوم تنامي حجم ثروته الشخصية من خلال العقارات والابنية الاثرية التي يشتريها وإن كان ليس آخرها العقار المجاور للكنيسة الاثرية في المدينة والذي استحصل الوزير المدلل على ترخيص بإنشاء مرفأ عليه في الاملاك البحرية من وزير الاشغال العامة غازي العريضي؟!
واهالي البترون يعرفون جيدا امكانات الوزير باسيل المالية والمهنية وان الثروات تهبط عليه فجأة في حين ان القيادات التاريخية للمدينة سواء من عائلة عقل او عائلة ضو لم تستفد من تمثيلها النيابي لعقود لتجمع ثروات شخصية وواقع حالها يشهد على نزاهتها.
النائب السابق سايد عقل قرر استعادة قرار المدينة من العابثين والمستهترين وترشح الى رئاسة المجلس البلدي وينشط لتشكيل لائحة تضم اخصامه التاريخيين من بيت النائب السابق جورج ضو من اجل جمع كلمة مدينة البترون في مجلس بلدي لا يتسفيد من تسييسه باسيل ليجير المدينة لتيار عمه.
في قرى القضاء الوسطى والجردية لا يعتبر التيار العوني حالة شعبية بقدر تمثيله حالة اعتراضية استعراضية على ممارسات جرت خلال الحرب الاهلية. ولكن يبدو ان انصار التيار اصيبوا بالعمى ولا يريدون ان يروا سوى بعين واحدة بحيث يتم تبش ارتكابات ميلشيات حزب الكتائب ويتم تحميل المسؤولية عنها للقوات في حين انهم يشيحون بابصارهم عن ارتكابات المردة الذين حكموا واستوطنوا المنطقة لاكثر من عقد ونصف من الزمن.
في الوسط البتروني لا يرجح امكان فوز العونيين باي لائحة بلدية او اختيارية ما خلا في القرى التي يستطيعون التسلل الى مجالسها عبر مسميات “التوافق”.
اما في الجرد البتروني فإن انصار الوزير والنائب بطرس حرب قادرون على حسم النتائج بالتحالف مع القوات والكتائب.
وفي محصلة اولية تشير المعلومات الى احتمال خرق عوني في قريتين على الاغلب.
الكورة
الى الكورة، حيث المنازلة ايضا بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار، وهي الارضية الخصبة التي يستفيد منها العونيون عادة بحيث يركبون اكتاف “الحزب السوري القومي”، بما له من حضور تاريخي في القضاء، للاستفادة منه لتعزيز حضورهم وتكبير حجمهم.
وبالقياس الى الانتخابات النيابية السابقة فإن الكورة لن تكون معاركها الانتخابية سهلة على القوميين والعونيين وهي ستجدد الولاء لقوى 14 آذار التي يعبر عنها في القضاء نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري عن تيار المستقبل وكتلة لبنان اولا إضافة الى الموقع التاريخي للعائلة في القضاء، والنائب عن القوات اللبنانية فريد حبيب والنائب المستقل نقولا غصن.
زغرتا
في قضاء زغرتا يبدو ايضا ان التوافق لم يجد له سبيلا بعد بين النائب سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض. وتشير المعلومات الى ان ما يجري بين الجانبين على الرغم من صدق النوايا لا يعدو كونه طبخة بحص وان الاتجاه يشير نحو معركة انتخابية في زغرتا والقضاء.
المعلومات تضيف ان فرنجية ينطلق في مفاوضاته مع معوض من ان نسبة 65 في المئة من مدينة زغرتا تؤيده، وهو تاليا يريد فرض شروطه للتوافق مع معوض، في حين ان معوض يعتبر ان تحالفه مع القوات اللبنانية يعطيه ارجحية الـ65 في المئة في قرى القضاء وانه تاليا يريد مفاوضات متكافئة مع فرنجية بسلة واحدة.
وفي كلا الحالتين لا يبدو ان للتيار العوني مكانا في مفاوضات فرنجية- معوض، كيفما انتهت إئتلافا او معركة انتخابية.
ويشير المراقبون الى ان التيار العوني يعاني ازمة وجودية بعد سلسلة الهزائم التي مني في المناطق المسيحية والتي يرتقب ان تستكمل في الشمال المسيحي.