مصادر مطّلعة تحدّث إليها “الشفّاف” تؤكّد صحّة الإتفاق بين الشهيد الشيخ بيار الجميل وكريم بقرادوني الذي كان يقضي باستقالة بقرادوني من رئاسة حزب الكتائب وفق صيغة “لا غالب ولا مغلوب”. ولكنها تضيف أن الوضع تغيّر كلّياً منذ اغتيال الوزير والنائب في البرلمان واستبداله بنائب ينتمي إلى “التيار الوطني الحرّ”. وتعتقد هذه المصادر أن مشروع “إعتزال” بقرادوني السياسة وانصرافه لكتابة كتب سياسية لم يعد وارداً وأن “جماعة بقرادوني” في الحزب سيفقدون مناصبهم!
وحسب المصادر نفسها، فالإتفاق الأصلي كان يقضي بتولّي الشيخ بيار الجميل رئاسة الكتائب في العام 2007، تمهيداً لوصوله إلى رئاسة الجمهورية في العام 2013. لكن الوضع يختلف مع الشيخ سامي الجميل لأنه شاب صغير، وتوجّهاته السياسية، “التي تشبه توجّهات الكتائب في العام 1975″، تختلف عن توجّهات شقيقه الراحل. وكان والده قد طرده من الحزب، فعمد إلى تأسيس تنظيم بإسم “لبناننا”. ومع أن الشيخ سامي الجميّل تولّى رئاسة قسم “الطلاب”، فإن بقرادوني ما يزال يمتلك نفوذاً بين “الطلاب”، وقد يكون قادراً على ممارسة بعض التأثير عبر اللعب على وتر “الحزب العائلي”.
في أي حال، فالرئيس السابق أمين الجميّل يمسك بحزب الكتائب الآن. وقد نجح في السيطرة الكليّة على الحزب بدون منافسين. فالدكتور جعجع خارج “الكتائب” منذ خسارته معركة السيطرة على الحزب ضد جورج سعادة (أيام الإحتلال السوري) ودخوله السجن بعدها. وكان هدف جعجع، في حينه، هو الإستناد إلى حزب الكتائب لإبعاد نفسه عن “سمعة القوّات” بعد الحرب الأهلية.
للعودة إلى موضوع بقرادوني، تقول مصادرنا: “لم ينسَ الناس (ولا الكتائبيّون الذين هتفوا ضده أمام بيت الكتائب المركزي في ذلك اليوم المشهود) موقف كريم بقرادوني من مظاهرة 14 آذار الهائلة التي لم يشارك بها ولم يَدعُ للمشاركة بها. كما لم ينسَ الكتائبيون إشادة كريم بقرادوني بالرئيس إميل لحّود الذي اعتبر أنه يجسّد مشروع بشير الجميل، أو خطابه الذي أشاد فيه بـ.. حافظ الأسد”!
في أي حال، تصريحات السيّد بقرادوني، اليوم، لإذاعة “لبنان الحر” تضعه، حتماً، في خانة “8 آذار”:
بقرادوني: استقالتي طوعية وجاءت بحسب اتفاق مع الشهيد بيار الجميل
الحل بحكومة يكون للمعارضة فيها الثلث المعطل أو بانتخابات مبكرة
وطنية – 12/1/2008 (سياسة) تناول الوزير السابق كريم بقرادوني في حديث الى إذاعة “لبنان الحر” ضمن برنامج “على مسؤوليتك” موضوع استقالته من “حزب الكتائب”، فقال: “استقالتي من الحزب هي قضية أمانة وجب تسليمها”.
وأكد “أن هذه الخطوة كانت طوعية ومتفقا عليها منذ العام 2005”, لافتا إلى “أن توقيت الاستقالة جاء بحسب الاتفاق الذي كان قد تم مع الشهيد الشيخ بيار الجميل”, مشيرا “إلى أن نظرته إلى “حزب الكتائب” تختلف عن نظرة الرئيس أمين الجميل، بحيث يرى أن “الكتائب” هي الحزب المسيحي الوحيد في الشرق الذي يملك تاريخا يسمح له بأن يعبر ليس عن مسيحيي لبنان فحسب بل عن لبنان كله، ويكون في الوقت ذاته نوعا من مرجع لمسيحيي الشرق الذين هم مسيحيو العرب”, (كما سماهم بقرادوني).
وأشار إلى “أنه لا يؤمن بوجود “الكتائب” ضمن قوى 14 آذار”, ورأى “أن سياسة الحقد والبغض لا يمكن تطبيقها في لبنان”، ورأى: “عداواتي هي خصومات سياسية وصداقاتي هي الاستمرار ولو اختلفنا في الموقع”, موضحا “أن هناك مشروعا مسيحيا يجب أن يقوم بمعزل عن قوى 14 آذار وقوى 8 آذار”، داعيا “القادة الأربعة، أمين الجميل، سمير جعجع، ميشال عون، وسليمان فرنجية، إلى الالتقاء لبلورة رؤية مسيحية مستقبلية، لأنه لا إمكان لحل من دون تفاهم مسيحي-مسيحي بدءا في انتخاب رئيس للجمهورية، مرورا في تشكيل الحكومة، وانتهاء في تحديد مسلمات المرحلة المقبلة التي وصفها بقرادوني ب”الصعبة” وتتضمن تحولات كبيرة”.
ولم ينف “أن هناك جانبا خارجيا لأزمة الرئاسة في لبنان”، معلنا “تأييده لمنطق رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي يقول إنه بقدر ما تحل المسألة بين السعودية وسوريا بقدر ما سينعكس الأمر ايجابيا على لبنان”.
من ناحية أخرى، أكد بقرادوني “أن الوكالة المعطاة من “حزب الله” للنائب العماد ميشال عون للتفاوض، هي وكالة غير قابلة للعزل ووكالة شاملة، والذي يقرره العماد عون يلزم “حزب الله”.
ودعا كلا من النائب سعد الحريري والنائب ميشال عون إلى الاجتماع للوصول إلى حل، على “ان يلعب الرئيس بري دور تعديل المواقف أو تدوير الزوايا”، مؤكدا “أن بداية الحل تكون في هذا الاجتماع وبرعاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى”, معتبرا “أن الحل يكون من خلال تأليف حكومة يكون للمعارضة فيها الثلث المعطل أو من خلال انتخابات نيابية مبكرة”.
وقال: “لبنان لا يحكم من دون طائفة بكاملها”، مشيرا إلى “أنه في غض النظر عما اذا كان موقف الطائفة الشيعية صحيحا أم لا، فبمجرد خروجها من الحكومة، على الحكومة الاستقالة وتأليف أخرى جديدة”، مشددا على “أن طبيعة التركيبة السياسية اللبنانية لا تفترض وجود أي طائفة خارج السلطة السياسية”.
وعن موضوع الاغتيالات، رأى “انه من غير المقبول حصول كل هذه الاغتيالات وأن لا يكون هناك محكمة وطنية تبت في الموضوع، أو نمنع قيام محكمة دولية، وفي التالي لا يمكن ترك هذا الأمر عالقا في الهواء، وقال: “أنا مع المحكمة الدولية حتى النهاية”، مشددا على “ضرورة وصول هذه المحكمة إلى خواتيمها”, داعيا “الجميع الى الوصول إلى حل في أسرع وقت لإنقاذ لبنان”.
وأعرب عن “عدم اقتناعه بأن إعطاء الثلث المعطل للمعارضة هو عودة للهيمنة السورية إلى لبنان، متهما قوى 14 آذار بعدم جديتها للوصول إلى حل للأزمة”، معتبرا “أن معادلة الثلث المعطل أو انتخابات نيابية مبكرة لا ثالث لهما، واذا لم نعتمدهما فلبنان في طريقه إلى المجهول, وأن الثلث المعطل هو جزء من الديمقراطية التوافقية في البلد”.
وأشار إلى “أن لبنان متروك كساحة تبادل رسائل”، لافتا إلى “أنه بقدر ما يقترب التفاهم السعودي-السوري والأميركي-الايراني بقدر ما تتسهل الأمور على لبنان”.
بقرادوني يستقيل ويسجّل خلافه مع الشيخ أمين و14 آذار
هذا الكاذب العميل السوري عراب الاتفاق الثلاثي . سياتي يوم يحاسبه الشعب