إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ما كسَبَهُ الفلسطينيّونَ من التضامنِ في مدى العالمِ وما فَقَدَتْهُ إسرائيلُ من إغْضاءٍ كانَ مُعْتاداً عَمّا لازَمَ تاريخَها من جَرائمَ، لم يتحصّل بفضْلٍ من حركةِ “حماس” بل على الرغمِ من هذه الأخيرة.
لم يكن السابعُ من تشرينٍ موضوعَ التضامنِ في أَيِّ مَيْدانٍ من مَيادينِهِ المُعْتَبَرة. وإنّما كانَ الموضوعُ وما يَزالُ مَظلوميّةَ الفلسطينيّينَ المُتَراميةَ الأطرافِ وقد أعادَ الردُّ الفاجِرُ على السابع من تشرينٍ تَظهيرَها إذ استوى حرْباً هي أفْدَحُ الفُصولِ قاطبةً في تاريخِها المَديد.
تَحَصّلَ التَضامُنُ إذَنْ بفِعْلٍ من فظاعةِ النكبةِ الفلسطينيّةِ الجديدةِ ومن فظاعةِ الهمجيّةِ الإسرائيليّةِ التي اتّخذَت من هذه النكبةِ معرضاً مَهولاً لقبائحها.
إذا عادت “حماس” إلى التحكّمِ بقطاعِ غزّةَ، بَعْدَ الحربِ، سيخسرُ الفلسطينيّونَ مُعْظَمَ هذا الذي اسْتَحَقّوهُ لِقاءَ المَلْحمةِ الرَهيبةِ التي فُرِضَت عَلَيْهِم وما زالت مَشاهِدُها تتَوالى على مَسْمَعٍ من العالَمِ ومَشْهد.
ما تَزالُ الحربُ جاريةً وتَبْدو حُبْلى بما هو أَفْظَعُ مِمّا خَلّفَتْهُ حتّى يَوْمِها هذا.
ولكنّ التفريطَ الواردَ بِما حصّلهُ الفلسطينيّونَ، لِقاءَ ما نَزَلَ بِهِم، والاستهانةَ بإمكانِ البِناءِ السياسيِّ على ما تَحَصَّلَ وبِشُروطِ هذا الإمكانِ، مؤدّاهُما أن تستحيلَ الحربُ بِأَسْرٍها عَبَثاً مطلقاً لا طائلَ تَحْتَهُ أو جريمةً مطلقةً لا أبرياءَ فيها سوى ضَحاياها.