في الأزمات المصيرية المربِكة التي تتطلب الإعلان عن موقف صريح وواضح يفضل حزب الله اللجوء إلى مبدأ “التقية”! و”التقية” مسلك شيعي متوارث اعتمدته الشيعة الإثنا عشرية تجنباً لأعمال القتل والتنكيل التي مورست بحقها على مر العصور، خاصة في العصرين الأموي والعباسي, ومفادها كتمان الحق وإخفاء المعتقد ومجاراة الآخرين، تفاديا للضرر سواء كان ماديا أو معنويا.
والتقية، أيضاً، إظهارُ عكس ما في الباطن من قناعات والتصرف خلافا للنوايا من أجل اجتناب الشر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً! إنطلاقا من هذا المعتقد الديني الموروث “التزم حزب الله الصمت حيال أزمة المخطوفين الشيعة في سوريا”, كما تروّج ألسنة الدعاية السياسية لديه. لكنه، في الوقت ذاته، يشير إلى “الأهالي” بالتحرّك عندما يواجه عقبة ما خلال المفاوضات السرية التي يجريها مع الخاطفين.
“الأهالي” أظهروا منذ اللحظة الأولى لعملية إختطاف ذويهم التزامهم بأوامر القيادة، و انسحبوا من الشارع مباشرةً بعد خطاب السيد حسن نصرالله. لكنهم عادوا إليه أكثر من مرة، وهددوا بتحركات مستقبلية قد تتخذ طابع التصعيد والعنف في حال تأخر حسم القضية.
الشارع الشيعي أكد مرارا أنه يتحرك أو يلتزم السكون بناء على أوامر القيادة، لذلك لا يمكن فصل تحرك “الأهالي” التصعيدي عن إشارات تصدر من الأعلى. هنا يتضح جليا العمل بمبدأ “التقية” لدى حزب الله.
ترحيل العمال السوريين بطلب من “الأهالي”!
وإمعانا في ممارسة منطق “التقية” الذي تحول إلى مصطلح “الأهالي”، اشتكى “الأهالي” لقوى الأمر الواقع، وليس لدى الأجهزة الأمنية، من تجاوزات تحصل في محيط مساكنهم يقوم بها عمال سوريون! فقام حزب الله على الفور بترحيل ما يقارب سبعة آلاف عامل سوري من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، في ما بدا أنه حِرص على أمن وأمان أهاليه، و خشية استجلاب الأزمة السورية إلى بيئته وتحوّل المناطق التي يسيطر عليها إلى خطوط تماس مذهبية. لكن هذا التصرف في الحقيقة كان خطوة انتقامية من المعارضة السورية، التي سوف تُحَمَّل مسؤولية قطع أرزاق هذه العوائل المستبعدة.
“الأهالي” ذاتهم في منطقة صور، كما أشيع منذ أيام، بدأوا يشتكون أيضا مما وصف بـ”استفزازات” يقوم بها عناصر الكتيبة التركية العاملة ضمن نطاق قوات الطوارئ الدولية في الجنوب! لكنهم لم يتحدثوا عن طبيعة هذه الإستفزازات الطارئة، كون العلاقة الحضارية التي نمت بين عناصر الكتيبة التركية وأهالي منطقة صور، ونتج عنها صداقات وتبادل زيارات بين شباب منظمات المجتمع المدني وطلاب المدارس في المنطقة ومدنيين أتراك كانت حتى الأمس في أفضل مستوياتها الإنسانية.
تركيا “المتهم رقم واحد” في قضية خطف “الزوّار”!
في منطقة “صور” الجنوبية يجري الحديث سرّاّ عن “نوايا غير حسنة” تتربص بمصير جنود الكتيبة التركية في حال تعثرت المفاوضات في ملف المخطوفين اللبنانيين. كأن يصار إلى افتعال إشكال ما,بين “الأهالي” والجنود الأتراك يؤدي إلى اختطاف أو احتجاز عدد منهم، على أن يتم على أساس ما تسفر عنه العملية المفترضة من تحسين موقع حزب الله في التفاوض مع الجانب التركي، “المتهم رقم واحد” بخطف الزوار اللبنانيين، على طريقة “سلّم بتتسلّم”!
قيادة الكتيبة التركية المتمركزة قرب بلدة “الشعيتية” في قضاء صور يبدو أنها أحسّت بما يجري إعداده. لذلك، لوحظ أنها ألغت منذ حوالي أسبوع جميع أنشطتها الميدانية ودورياتها الإستطلاعية الروتينية في المنطقة، وتنقلات جنودها ونزهاتهم، وألزمتهم بالبقاء في ثكناتهم تجنبا للسيناريو الذي يحضر لهم على نار هادئة!
يعود منطق “الأهالي” للظهور بحلة جديدة هذه الأيام,بعد أن استخدمه حزب الله في غير موقف وأخذ منه غايته المرجوة، خاصة في مسألة تأديب المجتمع الدولي انتقاماً من مواقفه اتجاه الأزمة السورية، حيث كان أول ضحايا “سياسة الأهالي” الكتيبتان الفرنسية و الأسبانية. وقد تكون الكتيبة التركية هي الضحية القادمة في حال تعقدت أزمة المخطوفين! لكن، وبحسب “أهالي” آخرين، يبدو أن هذا النوع من التحايل المفضوح أو التكتيك المكشوف، الذي تتستر خلفه ازدواجية مسلكية يعتمدها حزب الله لتمرير مخططاته، لم يعد ينطلي على أحد! فما يتردد في منطقة صور عن نوايا “أهلية”، مبرمجة حزبياً، لخطف جنود أتراك بات حديث الناس وشاغلهم.
بعد طرد 7000 سوري: شبح “الخطف المضاد” يهدّد الكتيبة التركية في جنوب لبنانThe abducting war, would never end. It will bring Unnecessary Troubles to the Lebanese. From the beginning the abducted Incident to the Pilgrims was NOT acceptable under any circumstances. The Group should release the Pilgrims Immediately and No Conditions. If they are Oppositions in Syria, this act would bring lot of Damages to their cause. If they are OUTLAWS, Hezbollah should know they work to the Syrian Regime and Hezbollah is main supporter to that Regime, and either works to bring them back, or Hezbollah is involved in… قراءة المزيد ..