أِشارت معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت الى إتصالات مكثفة تجري بين عدد من الشخصيات الشيعية المستقلة تمھيدا لإعلان “اللقاء التشاوري” الذي يطمح لتقديم رؤية مستقلة باسم الشيعة اللبنانيين تتضمن برنامجا لحل كل المشكلات المطروحة.
“اللقاء التشاوري”، وهو التسمية المقترحة، سوف يتميز عن الثنائية الشيعية بمواقفه، كما سيتميز في الوقت نفسه عن قوى ١٤ آذار من خلال “طروحات جامعة تتجاوز الاصطفافات باتجاه القضايا الجامعة على مستوى الوطن كله”.
المعلومات تشير الى ان أبرز الوجوه في اللقاء هم الشيخ زھير كنج، لقمان سليم، الوزير السابق ابراھيم شمس الدين، يوسف الزين، المھندس راشد صبري حمادة، النائب السابق صلاح الحركة، النائب السابق محمود عواد، الشيخ محمد علي الحاج، مالك مروة، المحامي محمد مطر، المحامي ماجد فياض، الصحافي علي الأمين، السفير خليل الخليل وغيرھم.
تزامناً، شهدت الساحة الشيعية حراكا نوعيا بالعودة الى مضمون البيان الصادر عن الشيخين العلامة السيد ھاني فحص، والعلامة السيد محمد حسن الأمين، من التطورات التي تشھدھا سوريا ودعيا فيه الى تأييد الثورة السورية، وھو يضاف إلى السجل الناصع لعلماء الطائفة الشيعية الكريمة في نصرة المظلومين والمحرومين المناضلين من أجل نيل الحرية والكرامة، كما أنه يسھم في قطع الطريق على الفتنة.
بيان “فحص- الأمين” ما زال موضع اھتمام وتعليق أوساط سياسية مراقبة خليجية رأت أن أھمية البيان تكمن في أنه من الواضح أن مصدريه قد تنبھا للمأزق الذي تورط فيه عقلاء الطائفة الشيعية في المنطقة، وتكمن في أنه من المرات النادرة التي نرى فيھا أصواتا شيعية تقول رأيا مختلفا، وصادما لآراء متطرفي الشيعة، خصوصا منذ اندلاع الثورة السورية.
ومع أنه ربما جاء متأخرا، لكن الأھم هو أنه ينبغي الترحيب بالبيان الشيعي الخاص بسوريا والصادر في لبنان، ويجب أن يكون نھجا لعقلاء الطائفة الشيعية بمنطقتنا. فمثلما ينبذ السنة متطرفيھم، فإن المؤمل من عقلاء الشيعة فعلَ ذلك لتكون منطقتنا منطقة تعايش وسلام.
وكان العالمان الشيعيان البارزان محمد حسن الأمين وھاني فحص دعيا أبناء الطائفة الشيعية إلى “الانسجام مع أنفسھم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليھا والخوف العقلاني الأخوي عليھا، وخاصة الانتفاضة السورية المحقة”. ولفتا إلى أن “من أھم ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سوريا مستقرة وحرة تحكمھا دولة ديمقراطية تعددية وجامعة وعصرية”. وقال العالمان في بيان: “إننا نفصح بلا غموض أو عدوانية عن موقفنا المناصر غير المتردد للانتفاضة السورية، كما ناصرنا الثورة الفلسطينية والإيرانية والمصرية والتونسية واليمنية والليبية، وتعاطفنا مع التيار الإصلاحي والحركة الشعبية المعارضة في إيران وحركة المطالبة الإصلاحية في البحرين وموريتانيا والسودان”.