مرة أخرى وأخرى.. يكتشف د. سمير جعجع أن باسيل “استخدمه” لتحصيل أثمان من حزب الله! الإيراني جبران باسيل حصل على “براءة ذمة وطنية” من “القوات” و”الكتائب” مقابل.. لا شيء! تصريح النائب جورج عقيص، اليوم، بأن “لا مقايضة بين السيادة والاصلاح” يدعو للرثاء! جعجع قدّم “تنازلات وطنية” لباسيل لسبب واحد: أن لا يصل “الزغرتاوي” سليمان فرنجية للرئاسة! في النهاية، الأرجح أن تحصد القوات.. سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية!
غرّد النائب عقيص “نريد الرئيس والسيادة والاصلاحات معاً”! يريد “السيادة” بالتحالف مع عميل إيران الأول في لبنان! ثم، لماذا قام المرشح جهاد أزعور بزيارتين أو ثلاث زيارات لرئيس كتلة الحزب الإيراني، محمد رعد؟ هل حمل رسالة “نريد السيادة والإصلاحات معا”؟
ونضيف: هل سليمان فرنجية، فعلاً، “أسوأ” من المرشح السابق لـ”القوات”.. ميشال عون؟ هاتوا برهانكم!
قبل أيام صرّحت يمنى بشير الجميّل أن “الفريق المعارض للحزب مرتاح للسلاح”!!
من يريد “السيادة” يعمل لإنشاء “جبهة لبنانية واسعة” من قبيل “لقاء البريستول” الذي طالب باستعادة “السيادة” عبر انسحاب الجيش السوري من لبنان! هذا، تحديداً، ما لا تريده “القوات”! و”الكتائب” أيضاً؟
بيار عقل
*
باسيل يمهّد لـ «قلْب الطاولة» بمبادلةٍ بين فرنجية و… ضمانات
وسام أبوحرفوش وليندا عازار
لم يكن عابراً في الساعات الماضية طغيان الدينامية الداخلية للملف الرئاسي على مساره الخارجي في ضوء ما بدا «إعادة تموْضع» يعبّد الطريقَ اليها رئيسُ «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في سياق حواره المستعاد مع «حزب الله» الذي لا يحيد عن دعم مرشحه «الواحد والوحيد» أي سليمان فرنجية.
وقد رسّخ باسيل في اطلالتين متواليتين ما اعتُبر «مشروع مقايضة» مع الحزب لقاء السير بفرنجية وفق معادلة «التنازل عن الاسم (للرئاسة) مُقابِل أخْذ مكسبيْن للمسيحيين ولكل اللبنانيين هما اللامركزية الموسعة (الإدارية والمالية) والصندوق الائتماني»، معلناً «ثمن مرشّحهم لرئاسة الجمهورية بالنسبة لنا لن يكون أقلّ من لامركزية موسّعة وصندوق ائتماني يُدفع ثمنهما سلفاً عبر إقرارهما بقانون، ودون هذه سنترككم تفشلون لوحدكم».
وأضاف: «لمَن يتحدث عن تنازل وتكويعة، نحن لم نقايض على رئاسة الجمهورية وصلاحيّاتها وموقعها، نحن نأخد ثمن الاسم على 6 سنوات. ثم لماذا ننتظر سبتمبر ليعود الفرنسي ويجرّبنا وبعد ذلك يقوم بعمل تقرير في شأننا للدول الخمسة لتقرر ما عليها فعله؟ لماذا لا نقرّر ونتفق وحدنا ونبرهن سيادتنا على قرارانا؟ نضع البرنامج والأسماء ونذهب الى التوافق وإذا تعذّر فنذهب الى التنافس الديموقراطي».
ورغم التكتم الشديد الذي يُبْديه «حزب الله» ومحاذرة القريبين منه تسريب أي معطياتٍ أو انطباعاتٍ عن مجريات الحوار المفتوح مع باسيل، فإن دوائر مهتمّة أبلغت إلى «الراي» أن المعنيين في الحزب يعتقدون أن الأمور (مع باسيل) تسير في الاتجاه الإيجابي.
وإذ تجنّبت تلك الدوائر وصْف حوار باسيل مع «حزب الله» بـ «عودة الابن الضال»، فإن مقاربتها من موقع العارف ببواطن الأمور تستند إلى خلاصةٍ مفادها أن رئيس «التيار الحر» أدرك فداحةَ تغريده خارج سنده الوحيد، أي «حزب الله».
وفي تقدير هذه الدوائر أن باسيل تدارَك، في معاودة فتح قنوات الحوار مع «حزب الله»، ما ينتظر كتلته البرلمانية من تفكُّكٍ وما ستؤول إليه مكانته السياسية في أعقاب أي انتخاباتٍ نيابية مقبلة، وهو الأمر الذي يرتدّ حُكْماً على طموحه الرئاسي في المستقبل.
ورغم المرونة التي يُبْديها «حزب الله» في الجولات الحالية من الحوار مع رئيس «التيار» في محاولةٍ لتبديد هواجسه، إلا أنه لم يكن معنياً بتقديم أي التزامات حيال أسئلة باسيل عن الضمانات الممكنة لـ «كف شرّ» أي تَحالُفٍ من شأنه أن يرتقي إلى «ترويكا» بين فرنجية – الرئيس نبيه بري – الرئيس نجيب ميقاتي في المستقبل.
وفُهم من تلك الدوائر أن «حزب الله» يقارب العلاقة مع باسيل في مرحلتها الجديدة على قاعدة أن ما بعد (جهاد) أزعور (تَقاطَعَ التيار مع غالبية المعارضة على دعمه) ليس كما قبله ولا سيما في دور الحزب كـ «ضامنٍ» مستقبلي لمكانة رئيس «التيار الحر» و«حصته» في عهد فرنجية، في حال تم انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية.
ورجّحتْ الدوائر عيْنها لجوء باسيل الى ما وصفتْه بـ «الخيار العقلاني» القائم على مبادلة ضماناتٍ ما بانتخابِ مرشح «حزب الله» للرئاسة، أي فرنجية، لمعاودة استعادة مكامن قوته في اللعبة السياسية، وربما انتزاع وعدٍ بتبنّي ترشيحه للرئاسة بعد فرنجية، وهو ما كان رئيس البرلمان نبيه بري أثاره في حوار سري سابِق معه.
وعبّرت هذه الدوائر عن اعتقادها أن انضمام باسيل الى الكتلة البرلمانية المؤيّدة لفرنجية تزيد حظوظ الأخير في الحصول على نصاب سياسي – نيابي لانتخابه، الا أنها تسأل في الوقت عينه عن امكان تأمين المعارضة النصاب الدستوري أو لجوئها الى التعطيل.
وفيما كان معارِضون ممّن سبق لباسيل أن تَقاطع معهم على دعم ترشيح أزعور يعلنون «أن لا مقايضة بين الاصلاح والسيادة» (كما قال نائب «القوات اللبنانية» جورج عقيص)، فان أوساطاً قريبة من المعارضة لم تتوانَ عن الاعتبار عبر «الراي» أن كلام رئيس «التيار الحر» يعكس «أن حواره مع(حزب الله) قطع شوطاً الى الأمام، وباسيل يمهّد الطريق لتكويعةٍ، عبر رفْع عنوانيْن كبيريْن يجس من خلالهما النبص حيال كيفية تلقُّف مجمل القوى السياسية، والتيار العوني والساحة المسيحية تَراجُعه» في اتجاه امكان دعم فرنجية.
وتساءلت الأوساط «لنفترض أن باسيل خطا نحو تأييد فرنجية على قاعدة الاختيار(بين السيئ والأسوأ)الذي يشكّله بالنسبة اليه قائد الجيش العماد جوزف عون، فهل يتبدّل موقف الكتلة الجنبلاطية الرافض خيار فرنجية؟ هذا لا يبدو وارداً.
وهل يتغيّر موقف غالبية الكتل السنية باختلاف تموْضعاتها خارج النواب السنّة في 8 مارس؟ هذا أيضاً لا يَظهر أنه وارد. وهل تذهب المعارضة نحو مقاطعة جلسة لفرْض خيارٍ احتجز(حزب الله)البرلمان لأشهر لمحاولة تأمين ظروفٍ لتعزيز حظوظ انتخابه؟ هذا مرجَّح».