أعتذر عزيزى القارئ عن خداعك بهذا العنوان المثير، فقد لا حظت أن أكثر مقال لى تمت قراءته كان مقال عن إرضاع الكبير (والعنوان كان فيه إيحاءات جنسية)، والجنس دائما يجذب القارئ أو المشترى، هل تدرون أن أكثرالموضوعات تصفحا هذا الشهر فى إيلاف كان موضوع: “هيفاء وهبى تنجو من الموت بإعجوبة” (وما أدراك ما هيفاء وهبى!!). وأعتذر مرة أخرى عزيزى القارئ بأننى قد خيبت ظنك ونشرت صورة باريس هيلتون بملابس محتشمة، وإذا كنت تبحث عن صور عارية ل (باريس)، فمعلهش “النمرة غلط”، ولكنك ما دمت قد فتحت صفحة مقالى هذا، فإعملها ب “جميلة” وأقرأ المقال أحسن لك.
لارى كنج فى إستقبال باريس هيلتون لعمل أول حديث بعد خروجها من السجن
ولقد شاهدت جزءا من أول مقابلة تليفزيونية مع باريس هيلتون لقناة ال سى.إن.إن. بعد خروجها من السجن، ولقد أجرى المقابلة ملك اللقاءات التليفزيونية (لارى كنج)، وباريس هيلتون هى مليونيرة بنت مليونير وحفيدة ملياردير الحاج هيلتون صاحب فنادق هيلتون، ولقد إستغلت جمالها وثرائها لكى تصبح من أكثر الشخصيات المثيرة للإهتمام فى أمريكا، حتى أن خبر دخولها السجن وخروجها منه كان الخبر الأول فى أمريكا، وشهرتها وثراءها لم يشفعان لها أمام القاضى الذى حكم عليها بالسجن لمدة 45 يوما قضت منهم بالضبط 22 يوما ونصف لحسن السير والسلوك، والحكم قاسى جدا لأن كل جريمتها أنها لم تتبع التعليمات المتبعة من قبل قاضى المرور فى مخالفة مرورية سابقة، وقد حاول مأمور الشرطة إخراجها من السجن بعد ثلاثة أيام ووضعها رهن الإقامة الجبرية فى منزلها بعد أن (فبرك فيما يبدو) تقريرا طبيا يفيد أن بقاءها فى السجن ربما فيه خطر على حياتها وصحتها النفسية، وخرجت من السجن وإنطلقت الزغاريد فى دوار آل الهيلتون، ولكن القاضى كان لهم بالمرصاد وأصدر الأمر بإعادة القبض عليها مرة أخرى ودخلت السجن حيث قضت فترة العقوبة المقررة.
وكانت أجمل نكتة فى نهاية اللقاء التليفزيونى حيث صافح لارى كنج باريس هيلتون وقال لها:
Thank you Paris, Tomorrow will meet with Colin Powel!!
سبحان الله من باريس هيلتون لكولن باول، وطبعا لقاء كولن باول (وزير الخارجية الأمريكى السابق) لن يحظى بواحد على المائة من إهتمام مشاهدى سى.إن.إن. بلقاء باريس هيلتون.
…
وموضوعى هنا هو ليس عن(باريس هيلتون) تحديدا، ولكن عن نجوم ومشاهيرالعالم فى العصر الحديث، وأحكى لكم حكاية عن تجربة شخصية:
فى الصيف الماضى ذهبنا إلى لندن لقضاء أجازة قصيرة، وفور وصولنا إلى مطار لندن فوجئت بإبنتى الكبرى تقول لى أنها يجب أن تذهب فورا إلى سينما أوديون فى ميدان بيكاديلى فى وسط لندن، فقلت لها: إيه خير؟،فقالت: يجب أن أذهب لمشاهدة الممثل الأمريكى (جونى ديب) والممثلة البريطانية (كيرا نايتس) حيث سيحضرون العرض الأول لفيلمهم “قرصان الكاريبى”، وطبعا كأى أب لفتاة مراهقة كان لا بد أن أقول : أحلامك أوامر ياحبيبتى، وبالفعل ذهبنا سريعا إلى الفندق، وبالرغم من عناء السفر، إلا أننا خرجنا جميعا بربطة المعلم وتوجهنا إلى سينما أوديون، وهناك وجدت مئات الفتيات المراهقات فى إنتظار (المهدى المنتظر) جونى ديب (آل يعنى جايب ال “ديب” من ديله)، وكانت وقتها الساعة الواحدة ظهرا وكان الحر غير طبيعى فى لندن فى هذا اليوم وقد إقتربت درجة الحرارة من الأربعين، وقلت لإبنتى متى سيظهر “هلال” السيد “ديب” والآنسة “نايتس” فقالت لى من المفروض أن يبدأ العرض الساعة السادسة مساء، فذهلت، وقلت : يعنى حتقفوا خمس ساعات فى الحر ده، قالت لى : طبعا، دى فرصة عمرى إنى أشوف (جونى ديب) وجها لوجه، (فهى متيمة بجونى ديب من صغرها)، وتركتها مع إبنتى الأصغر ومع صديقة مراهقة كانت فى صحبتنا فى الرحلة، وقلت لإبنتى: إبقى سلمى لى كثير على أنكل( جونى) وقولى له (دادى) بيسلم عليك وبيقولك إنه ما قدرش يستنى معانا علشان تعبان من السفر، وسلم لى كمان على (كيرا نايتس) وبوسيها لى من هنا… ومن هنا… ومن هنا !!
وذهبت إلى الفندق أستمتع بنعمة التكييف، وبدأت فى الإسترخاء بعد عناء عبور المحيط، ثم قررت أن أنام قليلا لحين حضور البنات، وصحوت وفوجئت بهن يحضرن ويصرخن من الفرح، وكن ثلاثتهن يتكلمن فى وقت واحد، وأخبرتنى إبنتى الكبرى أن هذا اليوم هو أسعد يوم فى حياتها حيث كان جونى ديب على بعد أقل من متر واحد منها وأنها كان بإمكانها أن تلمسه لولا حرسه الخاص، وأخرجت الكاميرا الإلكترونية لكى ترينى بفخر الصور التى إلتقطتها لنجمها المفضل ولباقى نجوم الفيلم.. وسعدت فى الحقيقة لسعادتها، وكانت من المرات النادرة التى أشاهد فيها إبنتى وهى تقطر فرحا وإبتهاجا بهذا الشكل، وسرحت وتذكرت منتصف السبيعينيات عندما قابلت (نجيب محفوظ) لأول مرة فى مكتبه بجريدة الأهرام بالقاهرة، وكيف خرجت من مكتبه وأنا أكاد أرقص فرحا فى شارع الجلاء ولم أهتم للضوضاء والتلوث والذى يشتهر بهما هذا الشارع، ولم لا؟ فقد قابلت نجمى المفضل (نجيب محفوظ)، ليس هذا فحسب ولكنه عزمنى لحضور ندوته الأسبوعية كل يوم جمعة فى كازينو قصر النيل.
……
وأنا لى تفسير فى مسألة المبالغة فى أهمية (بل وتقديس) المشاهير، والنجوم المفضلين، وأخص بالتحديد نجوم السينما والتليفزيون من الممثلين والممثلات، ونجوم الغناء، ونجوم الرياضة، ومما زاد من إهتمام عامة الناس من هؤلاء المشاهير، أنهم أصبحوا أيضا فى عداد الأغنياء، فبعد أن كان المطرب قديما يغنى (بالعشاء)، يعنى آخر الليلة أصحاب الفرح يعشوه هو وفرقته وكان الله يحب المحسنين، أما الآن فإن المطرب النص نص، أو النص عمر يتقاضى الآلالف فى الليلة الواحدة، وقديما كان لا عب الكرة يشترى من مصروفه حذاء ليلعب به، أما الآن فلاعب الكرة يساوى الملايين، ومؤخرا تم شراء اللاعب الإنجليزى (بيكام) بمبلغ 50 مليون دولار، وكذلك تم شراء اللاعب المصرى شيكابالا بمبلغ أقل من مليون دولار. ومابين شيكابالا وبيكام العديد من المليونيرات من لاعبى كرة القدم فى العالم.
فماذا حدث وكيف أصبح فجأة كل هؤلاء المشاهير فى عداد الأغنياء وبصفة خاصة إبتداء من أواخر القرن العشرين ؟
مع إنتشار وسائل إعلام جديدة مثل الفضائيات وأخبار تليفزيونية 24 ساعة يوميا ثم عصر الإنترنت، مع ظهور أعداد لا نهائية من صحافة أخبار المشاهير ومجلات النميمة، أصبحت حياة هؤلاء المشاهيرهى أهم مادة لدى وسائل الإعلام تلك لملأ الساعات اللانهائية من الإرسال وصفحات النميمة، وأخذت الشركات العالمية تعطى لهؤلاء المشاهير أرقاما فلكية للظهور فى الإعلانات التليفزيونية، وعى سبيل المثال لا الحصر تعاقدت شركة أمريكان إكسبريس مع لا عب الجولف الأمريكى تايجر وود على تسويق كارت أمريكان إكسبريس لمدة عشر سنوات مقابل 125 مليون دولار !! ولا عبة التنس الروسية الجميلة شارابوفا تكسب سنويا فى المتوسط 20 مليون دولار من الإعلانات التى تظهر فيها وهى لم تبلغ سن العشرين بعد!! وفى تقديرى أن هؤلاء النجوم والمشاهير أصبحوا آلهة العصر الحديث مثل آلهة الإغريق والرومان والمصريون القدماء، فإنسان العصر الحديث (حتى المؤمن بالله الأكبر الخالق) مازال فى حاجة لرؤية آلهة آخرين، آلهة يستطيع رؤيتهم والتحدث إليهم، فهذا إله الجولف وتلك إلهة التنس وهذا إله كرةالقدم وتلك إلهة التمثيل وأخرى إلهة الغناء وهكذا، وأصبحت هذه الآلهة بمثابة مثلا أعلى وخاصة لدى الشباب والشابات وأصبحوا يقلدون آلهة العصر الحديث فى أكلهم وشربهم ومشيتهم وملابسهم، وظهر هناك أيضا جيلا جديدا من الآباء الذين يريدون تحويل أبنائهم وبناتهم إلى آلهة رياضة أو غناء أو تمثيل فيدفعونهم دفعا فى هذا المجال وفى كثير من الأحيان يفقدونهم طفولتهم وصباهم، ولذلك نرى العديد من المشاهير يرتكبون حماقات كثيرة يرتكبها بشر عاديون كل يوم، ويصدم العديد من المعجبين والمعجبات من تلك الحماقات لأنهم لا ينتظرون تصرفات حمقاء من آلهة، ولكنهم بشر أولا وأخيرا،وعندما رأيت إهتمام الإعلام الأمريكى بسجن باريس هيلتون، وعندما رأيت إبنتى تقف بالساعات فى حر الصيف فى إنتظار رؤية الطلعة البهية ل (جونى ديب) قلت لنفسى أصحاب العقول فى راحة !!
samybehiri@aol.com
* كاتب مصري
باريس هيلتون “عارية” فى السجن!!
قد أغفلت في مقالك فئة مهمة في الوطن العربي قد نالت شهرة ونجومية لا تقل عن نجومية الفنانين ولاعبي كرة القدم وهم فئة الدعاة والوعاظ الجدد .
باريس هيلتون “عارية” فى السجن!!الأستاذ الفاضل / سامى البحيرى معذره حيث لم أراسل حضرتك منذ فترة طويله ، ولكن لى تعليق على هذا المقال ، والتعليق هو بمدى إحترام وتطبيق القانون على الجميع بغض النظر عن المال أو الشهره أو النفوذ ، فقد شعرت بخيبة أمل شديده عند قراءتى قرار الإفراج الصحى عن باريس هيلتون وقلت هل وصلت الكوسه أمريكا ، ولكنى سعدت بشده عند إصرار القاضى على إكمالها فترة العقوبه كأى مسجونه عاديه . وهذه – فى رأيى – من ضمن اهم اسباب تقدم تلك الدول وهى المساواه بين البشر بغض النظر عن كونهم اصحاب نفوذ أو أصحاب فلوس… قراءة المزيد ..