طهران (رويترز) – استبعد مجلس صيانة الدستور وهو أعلى هيئة تشريعية في ايران الغاء انتخابات الرئاسة الايرانية التي أثارت أكبر احتجاجات في الشوارع منذ ثورة عام 1979 ولكنه قال إنه مستعد لاجراء اعادة فرز جزئية.
وفيما يبدو انه اول تنازل من السلطات لحركة الاحتجاج اعلن مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 شخصا انه مستعد لاعادة فرز الاصوات في الدوائر التي اعلن فوز المتشدد احمدي نجاد فيها بفارق كبير.
ولكن المجلس رفض دعوات الاصلاحيين لالغاء الانتخابات التي جرت يوم الجمعة وأثارت حالة فوضى سياسية.
وقال التلفزيون الحكومي الايراني ان “العناصر الرئيسية” في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات قد اعتقلوا وعثر بحوزتهم على أسلحة ومتفجرات. ولم يعط مزيدا من التفاصيل.
الرئيس الامريكي باراك أوباما- الذي دعا للتعامل مع ايران وطلب من قيادتها “ارخاء قبضتها”- قال انه منزعج للغاية من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات وان المحتجين الذين خرجوا للشوارع كانوا مصدر الهام بالنسبة للعالم.
وقتل سبعة أشخاص يوم الاثنين على هامش مسيرة معارضة ضخمة في شوارع وسط طهران ولكن السلطات حظرت تجمعا معارضا اخر اليوم الثلاثاء وعرض التلفزيون الحكومي الايراني لقطات حية للالاف من مؤيدي أحمدي نجاد. وبعضهم كان يلوح بالاعلام الايرانية في ميدان ولي العصر قبل وصول أي من مؤيدي موسوي.
ودعا موسوي أنصاره للبقاء بعيدا عن ذلك الميدان “لحماية أرواحهم” ولتجنب المواجهة المحتملة مع قوات الامن ومؤيدي أحمدي نجاد. ولم يتضح ما اذا كانت هذه الدعوة ستلقى صدى.
واذا ما نظمت احتجاجات أخرى ولا سيما بالحجم نفسه فسيكون ذلك تحديا مباشرا للسلطات التي أبقت على قبضتها على المعارضة منذ الاطاحة بشاه ايران المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979.
ولم تظهر الى العلن من قبل حالة من السخط بهذه الصورة ضمن النظام الحاكم في ايران. فمعسكر موسوي تدعمه شخصيات المؤسسة التقليدية مثل الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. وهي شخصيات قلقة من السياسة الخارجية التي يتبعها أحمدي نجاد وكذا السياسات الاقتصادية.
وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون أن أحمدي نجاد عنيد في تأكيد حق ايران في تخصيب اليورانيوم في برنامج تقول ايران انه سلمي تماما ولكنهم يخشون من احتمال استخدامه في صنع قنابل ذرية.
ويفضل المرشد الاعلى في ايران اية الله علي خامنئي الرئيس أحمدي نجاد الذي يحظى أيضا بدعم الحرس الثوري وميليشيا الباسيج.
وقال وزير المخابرات غلام حسين محسني اجئي ان الوزارة تلاحق فئتين من الناس الساعين لخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد. احداهما مدعومة من الخارج.
وأضاف للراديو الحكومي “أرادت فئة تحقيق هدفها من خلال التفجيرات والارهاب. وفيما يتصل بهذا جرى اعتقال 50 شخصا وجرى اكتشاف أكثر من 20 عبوة ناسفة. كانوا مدعومين من خارج البلاد.”
وتابع أن “الفئة الثانية كانت تتألف من جماعات معادية للثورة اندست الى المقر الانتخابي (للمرشحين) واعتقل نحو 26 من هذه العناصر.”
وفيما يبين حساسية ايران تجاه الرأي العام العالمي حظرت السلطات يوم الثلاثاء على الصحفيين الاجانب مغادرة مكاتبهم لتغطية احتجاجات الشوارع.
وقادت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الحملة الاوروبية من أجل اقناع ايران بازالة اللبس عن نتائج الانتخابات الايرانية ولكن وكالة أنباء الطلبة قالت ان وزارة الخارجية الايرانية استدعت يوم الثلاثاء دبلوماسيا تشيكيا رفيعا يمثل الاتحاد الاوروبي لتقديم احتجاج على تصريحات الاتحاد الاوروبي “التي تعد تدخلا وتمثل اهانة” بشأن الانتخابات الايرانية.
وقال متحدث باسم المجلس الذي يضم مجموعة من رجال الدين والخبراء في القانون الاسلامي انه “مستعد لاعادة فرز صناديق الاقتراع المتنازع عليها من جانب بعض المرشحين في وجود ممثليهم.”
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن المتحدث عباس علي كادخودي قوله “من الممكن ان يكون هناك بعض التغييرات في المحصلة بعد اعادة الفرز.”
وفي شمال طهران معقل موسوي تجمع أنصاره في مجموعات صغيرة مرتدين عصابات على معاصمهم تحمل ألوان حملته الانتخابية الخضراء وسط زحام مروري شديد.
وقال علي أكبر محتشمي بور وهو أحد أنصار موسوي “لا نريد الا الغاء نتيجة الانتخابات.”
ونفذت اعتقالات على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات. وقالت وكالة أنباء الطلبة يوم الثلاثاء إن نحو مئة شخص اعتقلوا في اضطرابات بالقرب من جامعة في مدينة شيراز الجنوبية.
وعلى الرغم من حالة الفوضى في ايران سافر أحمدي نجاد الى روسيا لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
وهنأت المجموعة التي تضم روسيا والصين أحمدي نجاد على فوزه.
وقالت محطة برس الايرانية التلفزيونية الناطقة بالانجليزية ان سبعة اشخاص قتلوا وأصيب عدة اشخاص اخرين في نهاية تجمع حاشد يوم الاثنين عندما حاول “قطاع طرق” مهاجمة موقع عسكري في وسط طهران.
وقال مصور ايراني ان متشددين اسلاميين قتلوا رجلا اثناء مسيرة يوم الاثنين عندما هاجم اشخاص في الحشد مركزا لميليشيا الباسيج.
وميليشيا الباسيج قوة شبه عسكرية من المتطوعين تدين بالولاء الشديد للزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي الذي له القول الفصل في كل أمور الدولة. وهو خليفة اية الله روح الله الخميني الذي توفي قبل عشرين عاما.
وخلال الايام الثلاثة الاخيرة التي شهدت أعمال عنف اتهمت الشرطة ” قطاع طرق” باشعال النار في حافلات وتهشيم نوافذ المصارف وغيرها من المباني والحاق أضرار بالممتلكات العامة.