“الشفاف”- بيروت – خاص
اعلن الوزير السابق جان لوي قرداحي لائحته للانتخابات البلدية يوم امس الاول في جبيل مستكملا مشهد قوى 8 آذار في حملتها على الرئيس ميشال سليمان بغطاء التيار العوني ومشاركة مباشرة من أحزاب قوى 8 آذار مجتمعة، مع تسجيل وجود مرشح كتائبي خارج السياق السياسي للكتائب.
الوزير السابق قرداحي كان بدأ حملته الانتخابية بالتصويب على الرئيس سليمان بدءا بتسمية اللائحة “الولاء لجبيل” التي حملت في طياتها استهدافا للرئيس بأن لا يكون الولاء لـ “عمشيت”، مسقط رأس الريس سليمان وجارة جبيل ومنافستها السياسية تاريخيا، الامر الذي اثار استغراب فاعليات المدينة حيث اعرب بعضهم عن دهشتهم لوجود النائب العوني وليد خوري من “عمشيت” في حفل إعلان اللائحة. ثم، اين هو الولاء لجبيل وكيف تتم ترجمته إذا لم يكن في مواجهة الرئيس سليمان!
بعد التسمية انتقل الوزير السابق الى الاعلانات التي نشرها على الطرقات والتي جاءت لتستكمل حملته على الرئيس، فحملت الاعلانات شعارات “اكيد جبيل احلى بلا ضغوط” و “بلا ضغوط الصوت بيعلا”.
مشاركون في إعلان لائحة الوزير السابق قرداحي تفاجأوا بوجود ممثلين عن “حزب الله” و”حزب الطاشناق” و”التيار العوني”، وتساءل العديد منهم عن اي ضغوط يتحدث الوزير السابق وحلفاؤه؟ ومن هو هذا الذي يمارس الضغوط عليه وعلى لائحته وعلى ابناء جبيل إذا كانت الجهات التي تفرض إيقاعها على البلاد سلما وحربا هي نفسها التي رعت إعلان لائحة القرداحي؟ّ وقال الجبيليون ان الوزير السابق بالتنسيق مع التيار العوني وحزب الله لا يريدون سوف “التأشير” الى الرئيس سليمان في حملتهم الاعلانية التي تتحدث عن ضغوط مزعومة.
وثالثة الاُثافي كانت احتشاد قوى 8 آذار في حفل إعلان اللائحة في إشارة واضحة الى نوع وحجم الدعم الذي تريد هذه القوى تأمينه للائحة “الولاء لجبيل” في مواجهة مع رئيس الجمهورية.
من قمع “العونيين” و”القوات” في آب 2001؟
الوزير السابق، في بيانه الانتخابي، وفي محاولة لشد عصب التيار العوني ردّ على منافسه رئيس لائحة “جبيل أحلى” رجل الاعمال زياد الحواط الذي اتهمه بالمشاركة في قمع المتظاهرين من عونيين وقوات لبنانية في السابع من آب عام 2001، فحمّل الرئيس سليمان مسؤولية أعمال القمع هذه من خلال وجوده على رأس المؤسسة العسكرية، الامر الذي اثار استغراب اهالي جبيل، خصوصا وان الفرقة العسكرية التي قامت باعمال القمع في ذلك اليوم معروفة وكذلك السلطة السياسية التي قامت بتغطية ممارسات هذه الفرقة والتي كان الوزير قرداحي من ثوابتها والمشاركين الرئيسين في قراراتها. وإذا كان الرئيس سليمان نفذ قرارا اتخذته السلطة السياسية، فهذا هو دأبه وممارسته بوصفه قائدا للجيش اللبناني يخضع لاوامر السلطة السياسية وليس متمردا على هذه السلطة.
العماد عون دخل بدوره، وعلى جري عادته، على خط الانتخابات في جبيل فاعلن في مؤتمر صحفي يوم امس الأول عن ضغوط تمارَس من قبل المصارف، وتحديدا من قبل رئيس جمعية المصارف السابق “فرنسوا باسيل” على موظفي “بنك بيبلوس” كي لا يشاركوا في الانتخابات البلدية مع لائحة القرداحي. وحقيقة الامر ان باسيل تمنى على موظفي البنك من المراتب العالية والذين هم مخولون بالتوقيع عدم الانخراط في الانتخابات البلدية التي تشهد منافسات سياسية حرصا على حسن إدائهم المهني والوظيفي. وهذا ما حدا بالمرشح على لائحة القرداحي الموظف “ضوميط كلاب” بالتراجع عن المشاركة في حفل إعلان اللائحة. ولكن هذا الامر ايضا انسحب على موظف آخر في “بنك بيبلوس” من مؤيدي قوى 14 آذار هو “فادي الهاشم” الذي لبى رغبة “فرنسوا باسيل” وسحب ترشيحه.
اما على مستوى المرشح الشيعي فكانت المفاجأة دخول حزب الله على خط تسمية هذا المرشح في معزل عن إرادة ورغبة الوزير السابق الذي كان عقد العزم على ترشيح المهندس “وسام حيدر” على لائحته. إلا أن إرادة الحزب فرضت رجل الاعمال “فارس الحسيني” على لائحة الوزير قرداحي، علما ان الحسيني نقل سجل نفوسه الى جبيل منذ فترة وجيزة في حين ان العائلات الشيعية في جبيل هي “حيدر” و”المولى” و”بلوط” وسواها، وهي متجذرة تاريخيا في المدينة ومن ضمن نسيجها الاجتماعي الرئيسي.
وتساءل الجبيليون ايضا عن اي ولاء يتحدث الوزير قرداحي إذا لم يكن لاحزاب وقوى 8 آذار على حساب مدينة جبيل. وقال بعضهم ان سياسات التيار العوني وحلفائه المستمرة منذ العام 2004 تبحث عن معارك وهمية وتعطي لنفسها سلفا دور الضحية المستهدفة إبعادا وضغوطا لكسب عطف انتخابي ظرفي.