عمان (رويترز) – قال ناشطون وسكان ان القوات السورية قتلت ثلاثة محتجين على الاقل يوم السبت مع خروج عشرات الالاف في مظاهرات مجددا للمطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد.
وقالت ايران الحليف لسوريا انه يتعين على الاسد ان يستجيب “للمطالب المشروعة لشعبه” بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات في حين قال مندوب بالجامعة العربية ان من المتوقع ان يدعو وزراء الخارجية العرب الاسد الى وقف العمليات العسكرية ضد المحتجين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن شهود ان مزيدا من المظاهرات خرجت في دمشق الليلة الماضية وصباح اليوم بشكل أكبر من أي وقت منذ بدء الاحتجاجات على حكم الاسد في مارس اذار.
وقتل اثنان عندما اطلقت قوات الاسد ذخيرة حية لتفريق متظاهرين تدفقوا من مساجد في مدينة القصير وميناء اللاذقية بعد اداء صلاة التراويح في ليلة القدر.
وقال شهود ان المئات من أفراد الشرطة والميليشيا الموالية للاسد هاجموا مصلين حاولوا التظاهر مع انتهاء صلاة التهجد قرب الفجر في مسجد الرفاعي بحي كفر سوسة في دمشق حيث يوجد المقر الرئيسي للشرطة السرية.
وقال شيخ يعيش في المنطقة لرويترز عبر الهاتف “اعتلى بعض أفراد الامن السطح وبدأوا اطلاق النار من بنادق كلاشنيكوف لترهيب الحشد. وأصيب نحو عشرة أشخاص وأصيب اثنان برصاص في الرقبة والصدر.”
وأضاف المرصد ورئيسه هو رامي عبد الرحمن أن القوات السورية أطلقت النار على جنازة تحولت الى احتجاج يوم السبت في بلدة كفر رومة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد وعلى الحدود مع تركيا مما أسفر عن اصابة عشرة على الاقل.
وقال المرصد ان رجلا اخر قتل في هجمات وحملات اعتقال من منزل الى منزل في بلدة كفر نبل القريبة.
وقال عبد الرحمن لرويترز انه الى جانب القتلى فان مأساة أخرى وقعت في سوريا منذ بدء الاحتجاجات وهي اعتقال عشرات الالاف وان كثيرا منهم لا يعرف مكانه.
وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي انه يتعين على الاسد وزعماء اخرين الاستجابه لمطالب شعوبهم. ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عن صالحي قوله “نعتقد ان التطورات في دول المنطقة ناتجة عن استياء وسخط الشعوب في تلك الدول.”
وأضاف “يتعين على الحكومات ان تلبي المطالب المشروعة للشعوب في تلك الدول في سوريا واليمن أو دول اخرى.”
وقال مندوب في جامعة الدول العربية ان وزراء الخارجية العرب سيزيدون الضغوط على الاسد في وقت لاحق يوم السبت بمطالبته بوقف حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين.
وأضاف المندوب “هناك توافق في المشاورات التي جرت بين العواصم العربية على …. الضغط على النظام السوري للوقف التام للعمليات العسكرية وسحب القوات.” وقال ان الوزراء سيبحثون ارسال بعثة الى دمشق.
وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت 2200 محتج على الاقل منذ أن وجه الاسد الدبابات والقوات لقمع مظاهرات بدأت في الشوارع قبل شهور للمطالبة بانهاء حكم عائلته الممتد منذ 42 عاما.
وتنحي الحكومة السورية باللائمة على “جماعات ارهابية” مسلحة في اراقة الدماء وتقول ان 500 من افراد الشرطة والجيش قتلوا. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حثا الاسد على التنحي لكن مسعاهما لفرض عقوبات من مجلس الامن الدولي على سوريا بسبب قمع المحتجين واجه مقاومة من روسيا والصين.
ويوجد لروسيا قاعدة بحرية في سوريا وهي واحدة من مورديها الرئيسيين للسلاح. ومن بين العقوبات المقترحة فرض حظر السلاح بينما تشمل عقوبات أخرى تجميد أصول الاسد ومعاونيه.
وسيستثنى الاسد من حظر سفر مقترح على أقاربه ومعاونيه لاتاحة فرصة أمامه للهرب.
والاجراءات المقترحة من الامم المتحدة ليست بقوة العقوبات الامريكية المفروضة ولا بقوة توسيع مقترح لخطوات الاتحاد الاوروبي ضد دمشق والتي ستشمل منع استيراد النفط السوري.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا وهي برئاسة عمار قربي ان قرابة مئة مدني قتلوا بنيران قوات الامن خلال الاسبوع الذي انتهى يوم الجمعة.
وأضرت الاحداث بالاقتصاد والاستثمارات والسياحة في سوريا مما أجبر الشركات على تسريح عاملين.
وأي تغيير في السلطة في سوريا سيكون له أصداء قوية على المستوى الاقليمي. ولايزال الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية في سوريا تربطه تحالفات مع طبقة التجار السنية المؤثرة ويحتفظ بولاء قوي في الجيش وأجهزة أمنية.
ومنذ بداية شهر رمضان في الاول من اغسطس اب دخلت الدبابات مدن حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 ودير الزور واللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وردد محتجون شعارا هو (الشعب يريد اعدام الرئيس) خلال احتجاج ليل يوم الجمعة بضاحية الحجر الاسود في دمشق حيث يعيش لاجئون من مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
واشارت تقارير الى وقوع احتجاجات مماثلة في ضواحي اخرى في دمشق مثل دوما والقدم وهي ضواحي داخل العاصمة وفي حمص مسقط رأس اسماء الاسد زوجة بشار ومدينة تدمر الصحراوية الاثرية وحماة ومحافظة الحسكة الشرقية.
واظهرت لقطة مصورة على موقع يوتيوب الالكتروني اشخاصا يشاركون في مسيرة ويرددون شعار “الموت ولا المذلة” في محافظة ادلب الواقعة في الشمال الغربي.
وحمل المتظاهرون علم الجمهورية السورية القديم ذا اللونين الاخضر والابيض قبل تولي حزب البعث السلطة في انقلاب عام 1963 الذي مثل بداية حكم الاقلية العلوية منذ ما يقرب من خمسة عقود من الزمن.
وقال سكان في دير الزور ان قوات الامن فتحت النار لتفريق عشرات المحتجين أمس الجمعة فقتلت اثنين على الفور. وذكر شاهد أن شابا اخر نقل الى المستشفى بعدما أصيب باصابات خطيرة نتيجة اطلاق النار وتوفي في وقت لاحق.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان تسعة محتجين اخرين قتلوا في أنحاء سوريا يوم الجمعة بينهم قتلى سقطوا في بلدة نوى الجنوبية. وذكر التلفزيون الرسمي أن مسلحين قتلا في دير الزور.